التمسك بالسنة سبيل النصر والعزة

خطبة الجمعة

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن نبينا وسيدنا محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى إلى هديه إلى يوم الدين يا (أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
أمة الحبيب الأعظم:

لا بد لكل مسلم أن يعي أنه سيعيش لحظات في هذه الدنيا ثم ينتقل إلى الله دنياك ساعات سريعة الزوال وإنما العقبى خلود المآل هل تبيع الخلد يا عاقلا وتشتري دنيا المنى والضلال

(قل ان تخفوا ما في أنفسكم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا) ما عملت في حياتك أو ما قدمت من خير لنفسك أو لإخوانك ستجده بين يدي الله جل جلاله يوم تقف بين يديه للحساب

(يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) تجد ما عملت من الخيرات (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) ولذلك يجب على كل مسلم في حال حياته أن يوجه جميع ما يستطيع توجيهه من ألفاظه وأقواله وأعماله وجميع احواله تجاه رب العزة جل جلاله

يقول تعالى جل شأنه (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) من كان صادقا في جميع ما عمل في حال حياته لابد أن يكون متوجها إلى الله جل جلاله عن طريق اتباع سنة حبيبه محمد عليه الصلاة والسلام لا يحيد عن شرع ربه ولا عن سنة وهدي نبيه صلوات ربي وسلامه عليه إذا كان محبا لله يجب أن يكون متبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وكل منا يزعم أنه مصيب لسنة وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن اعرض أقوالك وأعمالك على سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

قال رجل وهو يعظ أخاه اتقي الله فغضب الرجل وقال ماذا أفعل وهل نقبت جدار الكعبة حتى تقول لي اتقي الله
نعم اتقى الله فهو ينصحك ويذكرك بالله جل جلاله قل له جزاك الله عني خيرا لقد ذكرتني بتقوى الله وليس كباقي الذين غفلوا عن الآخرة ونسوا عقاب الله عز وجل إذا قيل لهم اتقوا الله أخذتهم العزة بالإثم فحسب أنه من القصرين أو من الذين يرتكبون للمعاصي وللكبائر ثم انتفض إذا فأنت ذو خلل أيها المسلم في أقوالك وأعمالك

ولذلك يجب على كل واحد منا في هذه الأمة يجب عليه وجوبا أن يعرض أقواله واعماله على حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون متبعا وبذلك يكون من أحباب الله (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)

(قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لايحب الكافرين) نسأل الله عز وجل أن نكون من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام في جميع أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا ولذلك على العبد أن يراقب نفسه هل هذا القول والفعل والحال موافق لهدي محمد عليه الصلاة والسلام وقلبك هذا بما علقته هل علقته بالله جل جلاله هل نورته بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك على كل منا أن يعرض نفسه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاسب نفسه كما قال عمر حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنزا أعمالكم قبل أن توزن عليكم
نسأل الله أن نكون من أتباع هدي الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام لذلك لا بد من استعراض لسيرة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فإن في هديه صلاح لهذه الأمة ووالله مانزل هذا البلاء إن كان في بلاد الشام أو في غير بلاد الشام إلا ببعدنا عن الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله أصحابه يا رسول الله أوصنا قال عليكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا
هذا الاختلاف أيها الأحباب الكرام نراه بيننا نحن المسلمين بين عامة المسلمين وبين خاصتهم
من عامة وبين العلماء وبين المجاهدين – ترى بين المجاهدين خلافات في هذه الأمة وهذا أمر خطير فقد قال تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) لا بد لنا أن نعتصم بما أوصانا به الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) فما هو الجواب
عليكم بسني وسنة الخلافاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ
فالحل هو الرجول إلى سنة وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم – طبقها على نفسك أولا وعلى أهليك وعلى من يلوذ بك على من تسطيع أن تبلغ هذه السنة له وبذلك نكون من اتباع نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ونحن ما خسرنا هذه السنة في السنين الماضية إلا لأننا اتبعنا مشيخة لا علاقة لها برسول الله صلى الله عليه وسلم
فعلاقتها معلق بسلطان أو منصب أو كرسي أو بأموال حتى أصبح عندنا أساطيل من هؤلاء وجميعنا يحسب أنه يحسن صنعا باتباع هؤلاء المشايخ الذين جعلوا هذا الدين سمسرة بينهم وبين الناس هؤلاء الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا أما الصحيح هو اتباع شيخ يدلني على الله وعلى كتاب الله ويدلني على سنة حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ولذلك قال أحدهم
خمسون عاما والمنابر ميتة — لا روح فيها والكرام سُكوت
والدين محكوم بألف منافق — وعمائم يلهوا بها الطاغوت
ووزير أوقاف البلاد مخنث — كلب ومن يفتي لنا عكروت

هؤلاء الذين يسمون علماء ولكن الله فضحهم لنا لأن الله حافظ لنا هذا الدين فسيظهر لنا المنافقين الذين اندسوا بيننا تحت عباءات الكافرين بل يلعقون أحذية هؤلاء الحكام
ووالله أن كثير امنهم كانوا يدفعون الرشاوي ليقابلون محافظا أو لمقابلة أمين فرع أحد أعضاء مجلس الوزراء أو رئيس الوزراء أو لمقابلة هذا الخنزير الفاجر الكافر
نعم كانت تدفع أموال ممن كان يدعي أنه طالب علم حتى يحظى بمقابلة يظن أنها ذات مكان رفيع وهو بعيد عن الله جل جلاله كل البعد لذلك أيها الأحباب لا أمل لنا بالنجاة يوم القيامة والنصر في الحياة الدنيا إلا إذا رجعنا إلى الله إلا إذا تبنا من جميع الذنوب والآثام إلا إذا كنا على نهج وهدي الحبيب عليه الصلاة والسلام

فنحن نرى هذه الجرائم والقتل الممنهج لأهل السنة وقتال الإسلام والمسلمين من كل الأطراف بل من كل البلدان والأمم كما بين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو يخاطب أصحابه يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها
فنحن الآن هل نقاتل خنزيرا واحدا؟ هل نقاتل جيشا واحدا؟ نعم هذه حرب جديدة على أمة نبينا محمد صلى الله عله وسلم للقضاء على الإسلام والمسلمين من جميع انحاء الأرض ونن نستغيث بفلان وفلان وأصبحنا نناشد الغرب ونناشد الشرق والعرب والمسلمين ولكن لا حياة لم تنادي وصدق من قال
أيا عشرين عرشا من حرام — تُداس ولا تصدوا ولا تردوا
نيام حين يدعى للمعالي — قيام إن دَعى كأس ونهد
فلا سمعا ولا طوعا لعرش — إذا من كان فوق العرش وُدّ

نحن لا نناشد غير الله جل جلاله ولا نبتغي النصر إلا من الله ولا نطلب العون إلا من الله صححوا نواياكم أمة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ولا تأملوا هذا الفرج إما من رب العزة والجبروت فلن تنالوا خيرا إلا إن صدقت نواياكم مع الله كما وصف تعالى عباده المؤمنين (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) فهذا هو الصدق المطلوب من كل مؤمن مع الله عز وجل ويخاطب ويناشب رب العزة كما علمنا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام إن كان العبد في نائبة أو في غير نائبة فإذا وضع رأسه على وسادته ناشد رب العزة بقوله اللهم أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك ووجهت وجهي إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمن بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت
أرسلها من قلب صادق إلى رب العزة ولا تخاطب أحدا من الناس
لا تسألنّ بني أحدا حاجة — واسأل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله — وابن آدم يحين يسأل يغضب

علقوا هذه القلوب بالله عز وجل تنجوا من كل بلاء وهم وغم والنصر آت بإذن الله تعالى وعد الله تعالى لعباده المؤمنين الصادقين

الخطبة الثانية
الحمد لله ثم الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)

سألني أحد الإخوة عن حال حمص اليوم فقلت إن حمص كحال إخواتها يا أحبابنا إلا أن بعض الشدائد تكون أقوى من بعض ولكن بتوفيق من الله جل جلاله وبعونه تعالى تحاصر حمص منذ سنتين ولا يدخل لها شيء
نعم أكلوا كل شيء نعم أكلوا القطط وأوراق الشجر وقد تكلمت مع أحد القاطنين في حمص القديمة المحاصر ماحالكم اليوم فقال لم يبق من الشجر إلا المر قلت فما حال إخواننا قال بعون الله صابرون قلت الخنازير يحشدون على حمص القديمة من كل جانب وبدأ القصف الممنهج متبعين سياسة الأرض المحروقة إرادة منهم بدخولها واقتحامها ولكن بفضل الله تعالى تمكن المجاهدون من حصد ستين فطيسة تم دعسهم من قبل المجاهدين الأبطال مع خمس وعشرين أسيرا قلت وماذا ستفعلون هل ستعلنون هدنة قال أما نحن وبإذن الله فلن يدخلوها إلا على أجسادنا نعم إن متنا سيدخلونها ونحن ليس هذا همنا ولكن همنا أن يكون العباد مع رب العباد جلاله وأما حمص وغيرها فإنها تشتكي أمرها إلى الله تعالى لذلك قال أحدهم وهو يخاطب حمص
يا حمص يا شامة في خد ثورتنا — صبرا على الجرح إن الله قهار
نعم إما أن ينتصروا وإما أن يلوا ربهم شهداء وهذا هو منى كل عبد مؤمن صادق مع رب العالمين لذلك قال أحدهم
زأرت أسود الشام في ساح الوغى — ومضى يدك البغي حد سنان
صاحت حناجر في حمص — يرددها أحفاد خالد في حق وبرهان
الله أكبر سلوا السيف وانتفضوا — لتحظوا جميعا بإكرام وإحسان
نحن أمة واحدة نحن شعب واحد نحن مؤمنون نحن مسلون إذن نحن على الأعداء متكاتفون صامدون صابرون

ووالله لو كانت هذه صورتنا لما استطاع هذا الخنزير أن يفعل هذا بأمة محمد
نسأل الله عز وجل أن يجمع شمل هذه الأمة ونسأل الله عز وجل أن يألف قلوبنا على طاعته

إني داع فأمنوا

0%

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *