التعبئة الجهادية للمجتمع وقت السلم
التعبئة الجهادية للمجتمع وقت السلم
سرني خطيب حضرت عنده خطبة الجمعة الماضية إذ تحدث عن الجهاد وفضله، في وقت لنا فيه فترة طويلة لم نسمع من يتحدث عن الجهاد محرضا عليه، وداعيا ومحفزا على الإعداد والاستعداد له، والانتماء إلى صفوف المجاهدين القائمين به… هذا مع أننا في بقعة رباط مستمر وحرب لم تنتهي بعد!!!
فهدوء المعارك وصمت الجبهات في السنوات الأخيرة، جعل جل اهتمام الدعاة ينصرف لقضايا الحياة اليومية العادية، لدرجة شغلت الناس عن فكرة الجهاد بالمطلق… حتى غدا البعض يستغرب من خطيب يتحدث عن الجهاد!!
وينسى أولئك أن الإعداد والاستعداد يحتاج سنوات، وأن من أهم أبواب الإعداد، التربية الإيمانية والتعبئة الجهادية لعموم المجتمع المسلم حتى يكون المجتمع قادرا على الصمود والوقوف مع مجاهديه عندما تدق طبول الحرب…
ولذلك فمن الخطأ أن نتوهم بأن الحديث عن الجهاد يكون في وقت المعارك فقط، إذ التعبئة الإيمانية الجهادية هي عملية طويلة سابقة للمعارك، وما نفعها لو اقتصرت على فترات المعارك حين تحين ساعة اللقاء؟!
فالأصل أن يبقى خطاب الجهاد حاضرا، بل أن تكون مظاهره حاضرة دائما في مجتمع يتحفز لمعارك كبيرة قادمة… لألى ينشغل الناس بالنفل عن الفرض، وبالتحسين عن التحرير، فتبرد همتهم وتضعف همتهم، وتخور عزيمتهم…
وهذه التعبئة الجهادية للمجتمع هي ما نرى أثرها واضحا اليوم بين أهل غزة، فلولا الإيمان والدين وتبني الحالة الجهادية، لانقلب الشعب على المجاهدين، ولأعان الناسُ عدوهم، ولرضوا بالدَنيَّةِ، القريبةِ، الهيِّنَةِ، المُذِلة…
نسأل الله الثبات والصبر والنصر والفرج عاجلا لنا ولهم… إنه على كل شيء قدير.