تشكيل المجلس الثوري الانتقالي في حلب

بيان تجمع دعاة الشام

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:

“وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا” (آل عمران 103)

أما بعد فإننا في تجمع دعاة الشام نبارك للأخوة الكرام في مدينة حلب تشكيل المجلس الانتقالي الثوري الذي جاء استجابة لمطالب وجِّهت للأخوة الثائرين على الأرض كان في مقدمتها دعوتهم إلى تشكيل قيادة موحدة تضم عدداً من الخبراء السياسيين والإداريين أصحاب الكفاءات والمؤهلات اللازمة لقيادة المرحلة الانتقالية.

لذا فإنّنا في تجمع دعاة الشام نؤكد دعمنا الكامل لهذا المجلس برئاسة الدكتور المهندس جلال الدين الخانجي وذلك لما نعلمه من صدق وإخلاص القائمين عليه ومعرفتنا بهم، وندعو قيادات مختلف التجمعات والكتائب والألوية للاستجابة لأمر الله تعالى”وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” وذلك بالاتحاد والاندماج مع هذا المجلس المبارك من خلال الترفع عن المهاترات والشكليات وحظوظ الأنفس في مقابل ما يُبذل من دماء وأموال وأعراض جاد بها شعبنا الأبي ثمناً للحرية والكرامة.
وهنا فإننا نتوجه للأخوة الكرام في المجلس الانتقالي الثوري لمحافظة حلب بالتوجيهات التالية:

1) عمل قيادات المجلس السياسية من أجل توجيه قيادة لواء التوحيد الميدانية نحو التقارب مع قيادات الألوية والكتائب الأخرى العاملة على الأرض ومحاولة استيعابهم وتفهم ملاحظاتهم والعمل على تفادي تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الفترة الماضية وإصلاح ما أمكن إصلاحه منها بعد القيام بعملية نقد ذاتي سريعة وعاجلة .

2) السعي لتحقيق الاتحاد بين المجلس الانتقالي الثوري مع المجلس العسكري لحلب وريفها الذي يقوده العقيد عبد الجبار العكيدي ودمجهما معاً في مجلس قيادة موحد يضم مختلف الألوية والكتائب.

3) العمل على أن تتخذ القرارات بالتوافق بين الشقين السياسي والعسكري للمجلس مع التأكيد على دور السياسيين الخبراء الأمناء في توجيه دفة القيادة لهذا المجلس ككل.

وهنا فإننا ننوه بأن هذا لا يعتبر غبناً لأحد، فدولة الحق والعدل لا يمكن أن تنهض إلا إذا قام كل فرد بعمله على أتم وجه ومن هذا المنطلق فلا يمكن لهذه الثورة أن تستمر إلا إذا تضافرت جهود حملة السلاح وجهود السياسيين والمدنيين وتكاملت وهذا معيار الصدق في النية والتجرد لله سبحانه و مما لابد للجميع أن يعرفه أن لا مستقبل في هذه البلاد لأي قيادة عسكرية تريد التحكم بقيادة الدولة القادمة لأن هذا يتنافى مع ما قامت الثورة من أجله، و الشعب السوري البطل ما قدم كل هذه التضحيات ليخرج من حُكم دكتاتوري عسكري إلى دكتاتوريةٍ أخرى، طبعاً مع حفظ مكانة وتكريم جهود كل من جاهد ضد الظلم والظلمة وتأكيد دورهم القادم في بناء جيش سورية الوطني وحماية سيادتها وأرضها.

4) لا بد للمجلس الانتقالي الثوري أن يسعى لتوظيف مختلف الكفاءات و الخبرات العلمية العملية ممن لديهم القدرة على إدارة محافظة حلب وما حولها فور سقوط النظام وبالذات القدرة على تسيير مؤسسات الدولة الخدمية وتأمين احتياجات المواطنين وحفظ أمنهم وحماية حقوقهم ويشترط في أولئك أن يكونوا من أهل الخبرة والاختصاص والأمانة وكما قال العلماء:”الأمين من يخشى الله”

ونحن لا ننكر أنه قد انتابنا شيء من الخوف والتحفظ عندما سمعنا بتواصل عدد من الأفراد والجهات ممن نشك في نياتهم ونعلم خبث سريرتهم مع الأخوة في لواء التوحيد خشية أن يتسلطوا على هذا المجلس فيغدوا كغيره مجلسا شكليا لا ينفع وهم الذين قال الله فيهم :
“وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ”(التوبة 46 – 47)

ولكنا نحمد الله أن شاءت مشيئته فشرح صدورنا وأذهب غمنا عندما انزاحت تلك الشكوك عن صدرنا بعد أن علمنا بأسماء أعضاء المجلس الانتقالي وتواصلوا معنا مشاورين ومستنصحين وهم على حد علمنا من أهل الصلاح والفضل – ولا نزكي على الله أحداً من خلقه – ونخص بالذكر هنا السيد الدكتور المهندس جلال الدين خانجي حفظه الله وهو من خيرة من نعلم من أهل حلب علماً وفضلاً وقد حضر له الناس كثيراً من خطب الجمعة في جامع الفتح في حلب زمن الازدهار الإسلامي قبل أن يسجن ويعذب في سجون نظام البعث المجرم قرابة العشرين عاما ليخرج بعدها وافر العزم والعزيمة حفظه الله وبارك به.

ختاماً نسأل الله أن يسدد الخطا وأن يجمع القلوب على كلمة التقوى وأن يوحد الصف إنه سميع مجيب.

تجمع دعاة الشام
شام رسول الله في 1/9/2012 م
14/شوال/1433 هـ‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *