وجوب صيام يوم الجمعة

بيان تجمع دعاة الشام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
يأتي رمضان هذا العام وقد تحولت آلة قمع النظام في سورية إلى حربٍ ضروسٍ تحرق الأخضر واليابس، وتفتك بكل ما على الأرض من بشر أو شجر أو بناء، وظهر للعالم إجرامه وإيغاله في التدمير وانتهاك الحرمات.
ومن المسائل التي تطرح في هذا الوقت: بأي توقيت يصوم أهلنا في سورية ويفطرون؟ وهل يلتزمون بما ستعلنه مؤسسات النظام الدينية من إثبات دخول شهر رمضان وخروجه؟
وللجواب عن هذا السؤال لا بد من توضيح المسائل التالية:
أولاً: ازداد يقين السوريين بكفر النظام وعدائه للإسلام والمسلمين بما ارتكبه من أنواع الكفر ومعاداة الله ورسوله والدين، بالإضافة إلى اعتماده على نظام البعث الكافر، وطائفيته المقيتة، ولهذا فهو نظامٌ لا يمتُّ للسورين بصلة، بل هو نظام مجرم معتد تجب إزالته وإسقاطه.
ثانيًا: أثبتت المؤسسة الدينية الرسمية في سورية تبعيتها لهذا النظام، وتسويغها ما يرتكبه من جرائم وكفريات، والذهاب معه إلى كل ما يخالف عقيدة الأغلبية السنية في البلاد، وتبنيها الخطاب الطائفي الإيراني في كل مناسبة وتصريحٍ وموقف، وإعانته في محاولة جرِّ البلاد والعباد بعيدًا عن العالم السني، مما يجعلها مؤسسة شريكة في الإجرام الذي يمارسه، بل شريكة في الكفر الذي يقوم به، وهي بذلك فاقدة المصداقية والشرعية.
ثالثًا: أما بالنسبة للصيام والإفطار عمومًا:
1_ فالأصل أن تشترك فيهما جميع بلدان المسلمين في يومٍ واحد، ولا يُشترط إثبات شهر رمضان في كل بلد استقلالاً، كما دلَّت على ذلك النصوص الشرعية، وذهب إليه جمهور أهل العلم، أما الحدود السياسية الحالية فلا عبرة بها شرعًا في التفريق بين المسلمين في الصيام أو الإفطار.
2_ وحتى عند العديد ممن يقول باختلاف البلدان في الصيام والإفطار فإنَّه جعل الضابط في ذلك عدم الاشتراك بالليل والنهار، والواقع أن سورية تشترك مع دول المنطقة (الجزيرة العربية والأردن ومصر) في الليل والنهار والتوقيت، فهي معهم بمثابة البلد الواحد.
رابعًا: كيف يكون إثبات الصيام والفطر في سورية:
بمتابعة ظروف الترائي وإثبات شهر رمضان وما عليه معظم دول المنطقة نجد ما يلي:
1_ تقارب إحداثيات المدن السورية مع مدن المنطقة من حيث خطوط الطول، مما يجعلها في منطقة زمنية واحدة.
2_ تشابه الظروف الفلكية لترائي الهلال في دول المنطقة مع ظروف الترائي في سورية.
3_ اتفاق معظم دول المنطقة على تحديد أول الصوم ونهايته في السنوات الماضية اعتمادًا على ما تثبته المحاكم الشرعية، مما يجعلها أقرب إلى الأخذ بالمقاصد الشرعية في توحيد بداية شهر رمضان ونهايته.
4_ على الرغم من وجود علماء مخلصين في سورية، وعدد من طلبة العلم في الكتائب المجاهدة: إلا إن إثبات شهر رمضان يفتقر لسلطة قضائية يصعب وجودها في الظروف الحالية، كما يصعب تواصل طلبة العلم مع بعضهم أو إيصال صوتهم للناس، فيسعهم الأخذ بإثبات شهر رمضان في الدول الأخرى كما سبق.
وبالتالي:
فإنَّ إثبات دخول شهر رمضان والصيام لأهلنا في سورية، ثم إثبات خروجه وعيد الفطر المبارك لهذا العام لا يجوز أن يكون وفق المؤسسة الدينية السورية، وإنما عليهم أن يعملوا بما تثبته المحاكم الشرعية في غالبية دول المنطقة.
اللهم إنا نسألك في هذا الشهر المبارك أن تنصر إخواننا المجاهدين في سورية نصرًا مؤزرًا، وأن تحقن دماءهم، وتحفظ عليهم أبدانهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم، وأن تجعل هذا الشهر المبارك شهر فرج وخلاصٍ للمسلمين، وشهر هزيمة وانتقام من هؤلاء المجرمين.
والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *