لا يُلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين

بيان تجمع دعاة الشام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
إخوتنا مجاهدي سوريا من كل التيارات والكتائب:
لقد شهدنا ومازلنا نشهد تسارع غير مسبوق للأحداث في سوريا نسأل الله أن يكون فاتحة نصر وفرج قريب ، ولكن هذا التسارع وهذا التفاؤل لا يجب أن يخرجنا عن دائرة الحلم والصواب إلى دائرة التهور والتسرع غير المحسوب ولقد عرفنا حالات كهذه من قديم الزمان ولعل قصة معركة أُحد وما جرى فيها – من تحرك الرماة عن مواقعهم قبل أمر القيادة وما جرّ ذلك من خسارة كبيرة للمسلمين- مما يعرفه جُل المسلمين والحوادث المشابهة كثيرة في التاريخ.
لذا فإن ما شوهد في اليومين الماضيين من ظهور بعض كتائب المجاهدين في محافظات مختلفة بشكل علني وتجمعهم أو تمركزهم في أحياء محددة لهو عين الخطأ الذي وقع فيه إخوانهم في حمص وقبلها في حماة حيث تجمعوا وعزلوا مناطق أو مدن كاملة دون أن يكونوا مستعدين لتبعات ذلك فوقع في ظنهم أنها مناطق محررة وهم أساساً لا يملكون قدرة على صد القدرة النارية البعيدة المدى – نسبياً – عن مناطقهم فشكلوا بهذا هدفا ولقمة سائغة يسهل قصفها واستهدافها، كما جرّوا بهذا ويلات كبيرة على سكان تلك المناطق فدمرت البيوت وسفكت الدماء واستاء المواطنون من قلة الخبرة والسذاجة التي أبداها بعض شباب المجاهدين، علماً أنَّ هذا التصرف أساساً يتنافى مع أهم قواعد حرب العصابات:
وهي ضرورة التخفي والمباغتة وتشتيت قوة العدو النارية والتي ظهر اعتمادها على المدفعية وراجمات الصواريخ.
وهنا يظهر الفرق جليا بين المدن والأرياف فالمدن الحركة فيها صعبة وكذلك التنقل وكل قذيفة تسقط في المدينة تسبب دمارا مضاعفا عما تفعله نفس القذيفة في الريف حيث الأراضي والمساحات الشاسعة التي تسهل الحركة وتشتت طاقة العدو.
و هنا فإننا نذكِّر إخواننا بالحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( لا يلدغ المؤمن من جُحرٍ واحد مرَّتين ) والحديث في الصحيحين
ونقول لهم بأن الخير كل الخير في إتباع توجيهات القيادات الحكيمة ذات المصداقية قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(النساء 59)
وعليه فإن ما أشيع عن بدء معركة حلب وتمركز بعض الأخوة في أحياء معينة منها لهو تسرع وتهور لا نريده وبالذات مع ما يحيط بالمدينة من بطاريات مدفعية يجب تدميرها أولاً.كما نرجو أن لا يساء فهمنا ويظن ظانٌ بأننا ندعو لتأخر العمليات أو تقليل وتيرتها بل على العكس تماماً فلا بد من المسارعة وإرباك العدو وبالذات في هذه الظروف التي يعيش فيها أصعب لحظاته ولكن على أن تشمل هذه العمليات مناطق شاسعة ومدناً كاملة على طريقة حرب العصابات دون تمركزٍ للثوار في أي نقطة ولنتذكر يا إخوتنا(إن المنبَتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)و(من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه).
فالله الله في أنفسكم وفي إخوانكم لا تجرونا لمعركة مازلنا نعد لها عدتها.
ثبت الله أقدامكم وسدَّد رميكم وحفظكم من كل مكروه

مكتب الإرشاد في تجمع دعاة الشام
بالتنسيق مع عدد من قيادات الكتائب في ريف حلب
الجمعة 1/رمضان/1433هـ
20/7/2012م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *