يناورون على أنفسهم ..

زهير سالم

بشار الأسد وعصابته يناورون لأنهم يريدون أن يكسبوا أكبر قدر من الوقت ليوقعوا أكبر الخسائر في الشعب السوري . المعادلة بالنسبة إليهم محسوبة على هذا النحو ؛ إن نجح مشروع القتل وكسر إرادة هذا الشعب فقد انتصرنا ، يقولون . وعندما سنعود سلطة أمر واقع سيقف كل الكبار بأبوابنا صاغرين . وسينظم الشعراء القصائد في مديحنا . وإن كانت الأخرى فسنكون قد انتقمنا لأنفسنا مسبقا وأخذنا بثأرنا مقدما. وهم على هذا الأساس غارقون في دوامة المناورة ويقدرون أنهم على كل حال رابحون..

الإيرانيون غارقون في دوامة المناورة لأنهم ما زالوا حريصين على خداع بعض الذين يحبون أن ينخدعوا . وقد كسبوا من مناورتهم حتى الآن الكثيرين وهم ما زالوا في غيهم يعمهون..

والروس يريدون أن يناوروا لأنهم يريدون أن يتبرؤوا أمام شعبهم وأمام الرأي العام العالمي من الدم الذي يسفكه وليهم بشار . فهم يؤكدون أنهم ليسوا حريصين على بشار ولكن على القانون الدولي وعلى سيادة الدولة السورية وأنهم سيبسطون البساط الأحمر ربما لأول مرة للمفاوض السوري الأول الذين يتحدثون عنه وترتسم علامات الانتصار على وجوههم ..

الأمريكيون ينخرطون في المناورة لأنهم لا يريدون أن يعترفوا أنهم خذلوا مشروع الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في سورية . وبالتالي فهم حريصون على حجز مقعدهم في قرار سورية المستقبل ..

والجامعة العربية حريصة على المناورة لكي لا يتحمل أمينها العام المستجد مسئولية الصمت على ذبح مائة ألف سوري أو مسئولية الاشتراك في تجميد عضوية الحكومة السورية في الجامعة العربية . بالأمس كان نبيل العربي يبرأ إلى الله ويقول في موسكو : إن الدعوة إلى الحوار بين جميع الأطراف ( لننتبه ) كانت هي جوهر المبادرة العربية ..

والأخضر الإبراهيمي يريد المناورة ليضيف إلى سجله نجمة جديدة ولا يهمه أن تكون مضرجة بدماء الشعب السوري ..

قال محاوري أو مجادلي : نحن نعلم أن الحوار لن ينبني عليه شيء ، ولن تكون له ثمرة وإنما نريد أن نحرجهم …نريد أن نناور ..

هذه المناورات جميعا تحرج كل الذين يرفضون المناورة على حساب أعراض تنتهك ودماء تسفك ووطن يدمر ..

ما زلت فاغرا فاي أتساءل : نناور على أنفسنا …!!!!!!!!! وعلى حساب دماء أهلينا !!!!!!

حدثت بهذا الحديث بعضهم قال : ليس لك مصلحة بأن تقول لا لمبادرة يرقص على أنغامها جميع المناورين .

(( وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ )) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *