د. وائل الشيخ أمينكاتبمقالات مختارة

الجندرة وقانون الجذب

الجندرة وقانون الجذب

الجندرة وقانون الجذب
عندما يصل الجنون أقصاه

أذكر قبل حوالي 15 سنة أني تفاجأت عندما سمعت بقانون الجذب وشككت بما تسمِعَه أذناي، فقلت هل يعقل أن يقول بكل هذا الجنون والهراء أحد؟!

وقانون الجذب ببساطة لمن لا يعرفه يقول أن

“الطريقة الأفضل لتحقيق ما تريد من أحلامك هي أن تصدق أنها سوف تحصل وترخي العنان لخيالك لينقلك إلى المستقبل الذي تحققت فيه هذه الأحلام وتستغرق في أحلام اليقظة هذه، وإنك لو فعلت ذلك فإن الكون سيستجيب حتمًا لا احتمالًا -لذلك اسمه قانون- لهذه الخيالات ويحققها لك لتصير واقعاً!”.

أي أن قانون الجذب يقول لك لا تعمل ولا تجتهد بل احلم وصدق أحلامك فقط!

لم أصدق أن أحداً يمكن أن يقول هذا الهراء فاشتريت سلسلة كبيرة تتحدث بالتفصيل عن قانون الجذب لصلاح صالح الراشد واستغرقت ساعات طويلة في قراءتها واستماعها، لأصدم بعد ذلك أن فهمي الأولي البسيط لقانون الجذب صحيح! وأن دعاته فعلاً يقولون بهذا الجنون ويكتبون فيه الكتب التي تباع نسخها بالملايين ككتابهم الأشهر (السِّر) وأنهم يجمّلون هذه الخرافات ببعض الدراسات العلمية والنصوص الدينية التي يحرفونها بشكل كبير لتتفق مع فكرتهم.

هذا ما حصل معي تماماً عندما سمعت عن نظرية “الجندر” أو “النوع الاجتماعي”، وبصراحة أتعبني هذا الموضوع حتى فهمته، ما هو الفرق بين الجنس والجندر، ما الفرق بين أن يقول أحدهم أنا جنسي ذكر وبين أن يقول أنا جندري ذكر.

الفكرة البسيطة التي فهمتها بادئ الأمر أن الجنس هو ما نولد به وهو ما نعرفه جميعاً، أما الجندر فهو ما نختاره.
أي أنني ولدت ذكراً هذا هو جنسي، أما جندري فأنا حر به فقد أختار أن أكون امرأة!
هل هذا يعني أنني أمتلك حق تحويل جنسي بالهرمونات والعمليات من ذكر إلى أنثى، نعم لكن ليس هذا هو المفهوم العام بل هذه قضية جزئية من القضية الرئيسية الكبيرة، والتي تقول أنا من حقي أن أختار جندري.
يعني من حقي أن أكون من الناحية البيولوجية رجلاً ولكني أسمي نفسي امرأة، فإذا سميت نفسي امرأة فليس من حق أحد أبداً أن يعاملني كرجل!
عندما فهمت الجندر بهذه البساطة قلت لا يمكن أن يقول بهذا الجنون أحد!!

فبحثت وتعمقت في الأمر لأتفاجأ مرة أخرى بأن المجانين كثر وأن هذا هو مفهوم الجندر فعلاً.
فإذا سألتني: انطلاقاً من مفهوم الجندر ما هو تعريف المرأة؟
سيكون جوابي: المرأة هي الشخص الذي يعرف نفسه على أنه امرأة!
(طبعاً هذه مغالطة منطقية تسمى الاستدلال الدائري، لكن هنا لا مكان للمنطق بل لا مكان للعقل ولا الفطرة ولا يسود إلا الهراء والجنون).

ربما ما زلت تشك في المقصود بهذا الكلام، لذلك سأضرب لك مثالاً على ذلك: لو افترضنا أنك لاعب رياضي في رياضة معينة (وأنت ذَكر) وقررت أن تختار أن تكون امرأة وعرفت عن نفسك بهذه الطريقة فهذا يعني أنك ستشارك في المسابقات الخاصة بالنساء فأنت تصير امرأة عندما تختار ذلك، طبعاً ليس بالضرورة أن تقوم بعملية تحويل جنس، ستشارك في المسابقة النسائية بشاربك ولحيتك، ولو اعترض أحدهم وقال: لكن هذا المشارك رجل! عندها سيتعرض هذا المعترض للمحاكمة لأنه متنمر كاره للنساء رافض للجندرة وحقوق الإنسان!
بل لو تكلم معك أحدهم واستخدم ضمير المذكر في كلامه معك، فلك أن ترفع عليه قضية!
في الأماكن العامة ستذهب إلى حمامات النساء أيضاً!

ماذا ترى في الصورة أعلاه؟
هذه صورة رجل كندي اختار أن يكون جندره امرأة!
ولذلك عندما فُقد هذا الرجل، نشرت الصحيفة خبراً عن حادثة الفقد وطلبت من الناس المساعدة في الإبلاغ عنه لو تم العثور عليه.
الصحيفة لم تقل أن المفقود رجل بل امرأة! فلا يحق لها أن تقول إلا ذلك، فهي امرأة ولو كانت ملتحية بشوارب عريضة!
يعني عنزة ولو طارت، ولو قلت لهم أنتم مجانين فسوف تحاكم!

0

تقييم المستخدمون: 4.2 ( 5 أصوات)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى