أوصاف الخوارج البغاة ووجوب قتالهم

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره ومستدرج الكفار بمكرِه. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله، فجعل العاقبة للمتقين بفضله، وأظهر دينه على الدين كُلِّه.

القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُمانع، والظاهر عليهم فلا يُنازع، والآمرُ بما يشاء فلا يُراجع، والحاكِم بما يريد فلا يدافع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى به ربَّه، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشرك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد من آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين أمّا بعد:

عباد الله يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39) هذا إذن الله تعالى لعباده المؤمنين بقتال الظالمين وهذه الآية هي السبب الأول لتشريع الجهاد (قتال المسلمين لأعدائهم) وضحه القرآن (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) علل الله سبحانه وتعالى القتال بسبب الظلم ولم يحددها تعالى بقوله ظلم المشركين أو ظلم الكافرين بل قال (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)

فمطلق الظلم سبب مهم لتشريع القتال فالله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ليعز الله المسلمين ليعيشوا بكرامة وعزة لا ليُظلموا ولا ليقهروا أيًا كان قاهرهم وأيًا كان مذلهم فلا فرق بين أن يذلّك كافرٌ مشرك وبين أن يُذلّك خارجي متطرف صاحب غلوِّ يدعي أنّه ينصر الإسلام بجهله فيذل المسلمين ويستحل دماءهم، بل ويفعل هذا باسم الدين لينفر الناس عن شرع الله ألا ساء ما يعملون.

وقد حدّثنا الصادق المصدوق نبي الحقِّ الموفي بالعهود أنه في زمن الفُرقة والاختلاف ستظهر هذه الفئة من الناس ممن يتوهم انخداع النّاس بظاهرهم فذكر رسول الله أوصافهم وأفعالهم لكي لا يغترّ بظاهرهم مغتر فقال روحي فداه، في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود وابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- أنّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ قَوْمٌ يُحْسِنُونَ الْقِيلَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يَرْجِعُونَ حَتَّى يَرْتَدَّ عَلَى فُوقِهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ ”

سيظهر قوم يستغلون تشتت الأمة وفرقتها قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل يدعون ظاهرا إلى كتاب الله بل ويدعون إلى تحكيم شرع الله، يحسنون القول ويسيئون الفعل فتراهم يستحلون دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، يقرؤون القرآن، فمنهم الحفظة ومنهم القُرَّاء، يقول لك قال الله وقال رسول الله، يقرؤون القرآن فلا يجاوز تراقيهم (تراقيهم جمع كلمة ترقوة وهو عظم أسفل الرقبة بمحاذاة الكتف) لأن القرآن عندهم صوت فقط يتردد في حناجرهم دون أن يصل أثره إلى قلوبهم ولا تلامس معانيه أرواحهم فلا ترى فيهم نور أهل القرآن ولا ترى فيهم سماحة المسلمين، (يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ)، كما يدخل السهم في رميته فيخرج من الطرف الآخر،

فهؤلاء يتوغلون في دين الله بغير علم فيغلون فيه حتى يخرجوا منه، (هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ) هكذا وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترى مناظرهم كريهة كئيبة منفرة، وجوههم عابسة مكفهرة، ينفرون أهل الإسلام عن دينهم،

(طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ) يدعون ظاهرا إلى كتاب الله، يدعون إلى إقامة دولة الإسلام وليسوا منه في شيء أي ليسوا في كتاب الله في شيء، (مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ)،

ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى البخاري في رواية أخرى يحذر عوام المسلمين ويحذر الجُهّال من أن ينغشوا بمظاهرهم فيقول لنا “يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامهُ مَعَ صِيَامِهِمْ” أي تنظر إلى ما هم عليه من صلاة وصيام فتقول أينما أنا عليه من هؤلاء فهم أهل صلاة وأهل صيام وأهل قرآن يقرؤونه لا يجاوز تراقيهم،

وهذا كان فهم سلفنا الصالح وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عندما قاتلوا الخوارج مع سيدنا علي فقاتلوهم وقتلوهم عن بكرة أبيهم، ولقد كان أول ظهور لهذا الغلو والتنطّع زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي زماننا يطعن الغلاة في إخواننا المجاهدين الصادقين، وفي زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ أمر الغلاة إلى الطعن في عدالة النبي فقد روى البخاري ومسلم عن عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِذُهَيْبَةٍ فَقَسَمَهَا بَيْنَ…..[وذَكر الراوي أسماءً]….. فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ قَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيد أَهْل نَجْدٍ وَيَدَعُنَا، قَالَ: إِنَّمَا أَتأَلَّفُهُمْ. فَأَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، ناتئُ الْجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقٌ، فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يُطِعِ اللهَ إِذَا عَصَيْتُ أَيَأْمنُنِي اللهُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَلاَ تَأْمَنُونَنِي” فَسأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ، أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَمَنَعَهُ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ صلى الله عليه وسلم: “إَنَّ مِنْ ضِئْضِئِي هذَا أَوْ فِي عَقِبَ هذَا قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ”

فرسول الله يحذرك أخا الإيمان لكي لا تغتر بقراءتهم ولا بصلاتهم فهؤلاء يتعمّقون في الدين حتى يخرجوا منه ولا يبقى فيهم شيء منه يذكر ذلك بأنّهم (يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ) وفي زماننا يقتلون أهل الإسلام في القرى المحررة ويدعون النظام النصيري الكافر، تراهم يفجرون بين المسلمين دون تنفيذ عملية واحدة في إيران التي تدفع لهم الأموال، يقول لك صلى الله عليه وسلم لو هو أدركهم لقتلهم قتل عاد،

فرسول الله يحذرك يامن خرجت مجاهدا في سبيله كي لا تغتر بصلاتهم وصيامهم، وكمثال آخر الرافضة الذين أتو من العراق لعلهم أكثر منك صلاة وصياما ونحن نقاتلهم ولكنهم يقتلون أهل الإسلام ويذرون أهل الشرك والأوثان ورسول الله يقول لك لو هو أدركهم لقتلهم قتل عاد
اللهم اصرف عنّا غلوّ الغالين ولا تجعلنا من المقصرين المفرِّطين واعصم أيادينا من دماء المسلمين وأعنّا على الحق يا كريم
أقول هذا القول وأستغفر الله فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى:
عباد الله قال الله تعالى وهو أحكم القائلين (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93)

فكيف بنا وقد بلغنا الخبر بمقتل مئات من المجاهدين ممن قاتلوا النصيرية وردّوا عنّا المجرمين، كيف بنا وبيوت المؤمنين تفتّش بحثا عن كل من قاتل الكفار ليقتل ظلماً وعدوانًا بيد من يدّعون أنهم يريدون دولة الإسلام، والإسلام منهم براء، ثمّ يأتي بعض الجهلة فيمدحهم بقول هؤلاء قاتلوا السرّاق وقطاع الطرق وبالطبع فنحن جميعًا مع كفِّ السراق وردّ قطاع الطرق بل ونحن جميعًا ضدّ ما ظهر من التقصير في هذا، ولكن لمن يغتر بذلك ليمدح الخوارج فإننا نقول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الذي رواه النسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا، وَفَاجِرَهَا لَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ، يَدْعُو إِلَى عَصَبِيَّةٍ، أَوْ يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةٍ فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ”

فمن خرج يضرب المجاهدين ويقتل الصالحين بدعوى مكافحة المجرمين وبدعوى أنهم مرتدون وهم في دعواهم كاذبون فليس من أمّة محمد، ومن قتل المستأمنين المعاهَدين ممن كفوا سلاحهم وممن أمّنهم المسلمون بالعيش بين ظهرانيهم مئات السنين منذ بعث الله نبيه، ولم يفي بعهد هذه الأمّة فليس من أمّة محمد، ومن قاتل حمية وعصبية عن القومية والعشيرة فقتل فقتلة جاهلية

ولو نظرنا إخوة الإيمان بين حال خوارج الأمس وخوارج اليوم لوجدنا تشابها كبيرا
1-فمن زمن الصحابة كانوا يعمّمون في طعنهم بالناس ليشملوا الصالحين، فطعنوا في الصحابة وعمّموا وها هم اليوم يعمّمون أحكامهم على كل المجاهدين يقولون “الجيش الحر كذا وكذا” ،وكلنا يعلم أنّ هذه الكلمة تضم تحتها فصائل وجماعات متباينة في توجهاتها وطبيعتها فمنهم أناس صالحون صادقون مجاهدون مصلون صائمون ووجد تحت هذا المسمى أناس قصروا ووجد ممن أقيم عليه الحد لذلك هذا المسمى (الجيش الحر) لا يصح عليه التعميم بوصف في حال من الأحوال.

2-ومن أوصافهم أيضا أنهم لا يقبلون بحكمٍ غير حكمهم، فلم يقبلوا تحكيم الصحابة، قائلين: “نريد تحكيم شرع الله” وشرع الله عندهم ما أوَّلوه ليوافق بدعتهم وضلالهم، على عظيم جهلهم وقلة علمهم
فهم كما وصفهم رسول الله في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ، حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”

فإياك أخي المجاهد يامن خرجت في سبيل الله أن يكون في قلبك مثقال ذرة من شك في قتال هؤلاء الخوارج فوالله هم رِدْءٌ للكافرين وهم عون للمجرمين، لاحظ أخي أن أمريكا ما بدأت بضربهم إلا عند الاقتراب من مصالحهم في العراق أما في سوريا لم يتعرض لهم أحد، وها هي قوافل الدبابات أتو بها من العراق إلى سوريا دون اعتراض من الطائرات الأمريكية لأن الغرب يريد من هؤلاء الغلاة مناصرة النظام الكافر المجرم في بلاد الشام، فلا يكن في قلبك أخي المجاهد شك في قتالهم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم (فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)،

نشرت صورة من قبل هؤلاء الظالمين الجاهلين أدمت قلبي وأدمعت عيني لأخ رحمه الله وتقبله شهيدا شرعي من خيرة الشرعيين كان مع صقور الشام يقاتل في سبيل الله ما شهدنا عليه إلا الخير، لترى صورة هذا الأخ بلحيته ملامح النور الإيمان يشع من وجهه وطفل لا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره يقتله ويحمل رأسه، هؤلاء هم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، هؤلاء الذين يقتلون أهل الإسلام ويقتلون أهل الشرك والأوثان، هؤلاء أكبر خطر على المجتمع، هؤلاء الذين أفسدوا جهاد المجاهدين في أفغانستان مما اضطر المجاهدين في أفغانستان إلى قتالهم، قاتلهم الطالبان والملا عمر، كما أفسدوا جهاد المجاهدين في الشيشان وفي الصومال وبلغ بهم المبلغ أن قتلوا بعضهم بعضا، هم يقتلون بعضهم متى اختلفوا فيما بينهم وهذا نراه في بلدنا حاصل، فمتى اختلفوا على الإمارة فيما بينهم تراهم يسارعون لتكفير بعضهم بعضا ويستحلون دماء بعضهم بعضا، مثلهم كمثل بني إسرائيل (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ) فما كان منهم إلا أن سفكوا دماء بعضهم وأخرجوا بعضهم من بعض من ديارهم.

وقد ذكرنا سابقا من أوصافهم أنهم يطعنون في عدالة الصالحين ويقتلون أمّة محمد يضربون البرّ والفاجر ولا يتحاشون من دم المؤمن بل وكانوا زمن الصحابة يكفّرون مرتكب الكبائر وهذا ليس منهج أهل السنّة فإذا بمن شهدناهم اليوم يكفّرون الناس بالصغائر وبما لم يكفّر به أحد فكانوا بحق شرًا مكانًا وأضلَّ سبيلا من خوارج ذلك الزمان

نسأل الله تعالى أن يَرُدّ ضالّهم وأن ينتقم من مجرمهم وأن يثبّت المجاهدين في قتال الخوارج ومن وراءهم من الكفرة، وقد سمعنا قول رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «فَمَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ».
وفي الحديث الصحيح عن عَلِيّ رضي الله عنه قَالَ: «لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

وقد أورد البخاري في التاريخ الكبير عن أبي هريرة وأبي سعيد أنّه قيل لهما : إن قوما منا يخرجون يقتلون من يقول لا إله إلا الله. فقالا:( رضي الله عنهما) سمعنا خليلنا يقول من قتلهم فله أجر شهيد ومن قتلوه فله أجر شهيدين.

اللهم تقبل قتلى المؤمنين في الشهداء واكتبهم في عليين واصرف عنّا مروق المارقين وضلال الضالّين وثبتنا على الحق يا أرحم الراحمين
إني داعٍ فأمّنوا

0%

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *