خطبة عيد الفطر 1435 هـ – هل أنت على مستوى التكبير؟

خطبة الجمعة

(الله أكبر) تسعًا
1. الله أكبر عدد ما صام صائم وأفطر.
2. الله أكبر عدد ما ذكر ذاكرٌ وكبَّر.
3. الله أكبر عدد ما تاب تائب واستغفر.
4. الله أكبر عدد ما تجاوز ربُّنا عن الخطايا وكفّر.
5. الله أكبر ما تعالت أصوات المؤمنين بالتكبير.
6. الله أكبر ما تنزلت علينا رحمة العليّ القدير.
7. الله أكبر ما تقاربت قلوبُ المسلمين.
8. الله أكبر ما تضافرت جهود المجاهدين الصادقين.
9. الله أكبر ما هُزم الكفرة والبغاة و ولَّو مُدبِرين.

الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً.

الحمد لله المحمود بكل حال، ذي القوة والقدرةِ شديدِ المِحال، إليه الملجأ والمآل.

سبحانه .. سبحانه لا يبلغ مدحه القائلون، ولا يحصي نعمائه العادُّون، ولا يؤدي حقه المجتهدون.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده.

وأشهد أنّ سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم أنبيائه، وصفوة خلقه، أفضل من صلّى وصام وطاف بالبيت الحرام، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آل بيته وعلى صحابته الكرام.

عباد الله قال الله تعالى وهو أحكم القائلين: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
وها قد أكملنا عِدة رمضان بعون اللهِ وكرمه وبعظيم إحسانه وفضله، وها نحن نكبر الله على ما هدانا وعلى ما فضَّلنا به نحن معاشر المسلمين على باقي خلقه.

ولكن ونحن نكبِّرُ الله تعالى وننادي بأصواتنا (اللهُ أكبر)، هل عرَفنا يا ترى ما معنى (اللهُ أكبر)؟

هل وقر في قلبنا حقًّا أنّ اللهَ تعالى أكبرُ وأجلُّ وأعظمُ مما نخاف ونحذر؟ هل نحن في مستوى التكبير؟

أخا الإسلام يامن تقول (الله أكبر): هل أيقنت حقيقة أنّ الله أكبر من كلِّ شيء ؟ هل أيقنت أنّ الله تعالى أكبر من أعدائنا مهما كانت قوتهم ومهما بلغ عددهم وعدتهم؟

يامن تفتتح صلاتك بالتكبير ؟ يا من تلقى العدو فتقول الله أكبر ؟

لا بدّ أن تعلم أنّ من يقول الله أكبر ويطيع المخلوق ويعصي الخالق ما قالها ولا مرّة و لو رددها بلسانه ألف مرّة.

والذي يقول الله أكبر وفي قلبه شكّ في كفر الكافرين وعنده شك في نصر الله للمؤمنين المتقين ما قال (الله أكبر) ولا مرّة و لو ردّدها بلسانه ألف مرّة.

يا من تعرض عليك الدنيا من حيث حرّم الله فتأخذها أو تتمناها أو تظن أنّ الخلق قد ينفعوك أو يضروك بغير ما كتب الله عليك ما أيقنت أنّ الله أكبر ولو رددتها ألف مرّة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك (وَاعْلَمْ: أنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبهُ اللهُ لَكَ، وَإِن اجتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحفُ)

من أيقن بهذا هو من يكبِّر الله حقًا
1. ياترى هل نحن في سلوكياتنا في فرحنا في حزننا في عملنا في سعينا في جهادنا نوقن بأن الله أكبر الله أكبر حقًا حقًا، الله أكبر محبَّة وصدقاً، الله أكبر عبوديةً ورقاً.
2. الله أكبر ترجف لها القلوب، وتغفر بها الذنوب، وتصغر أمامها الشعوب.
3. الله أكبر تزلزل قلاع المارقين، وتنسف معاقب المنافقين، وتحطم أوكار الفاسقين، وتهدِّم جيوش الخائنين.
4. الله أكبر تُكسَّرُ بها آمال الأكاسرة، وتَقصُرُ بها أعمار القياصرة، وتُرغم بها أنوف الجبابرة.
5. الله أكبر ما أحلمه على الطغاة، وما أصبره على العصاة، وما أقربه ممن دعاه.
6. الله أكبر ما أقدره على نصر من تولاه، وما أشد بطشه بمن عاداه، وما أسمعه لمن ناداه.
7. الله أكبر أفنى القرون الأوّل، وفَّل الجيوش والدول.
8. الله أكبر أنزل الجبابرة من القصور، وأضجعهم في القبور.
9. الله أكبر يدعى للكرب الشديد، وينادى للخطب العتيد، يُفَرُّ إليه في المُلِمات، ويُركَنُ إليه في الأزمات.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر (7)
ولله الحمد
أقول هذا القول وأستغفر الله فاستغفروه فيا فوز المستغفرين

الخطبة الثانية
الله أكبر (سبعًا).
1. الله أكبر عدد قطر البحار.
2. الله أكبر عدد ورق الأشجار.
3. الله أكبر عدد رذاذ الأمطار.
4. الله أكبر ما غرّد طير وطار.
5. الله أكبر ما تعاقب الليل والنهار.
6. الله أكبر ما قُهر كل فرعونٍ عتي غدّار.
7. الله أكبر عدد ما انتصر المسلمون وعدد ما هزم الكفّار.

الله أكبر كبيراً و الحمد لله كثيراً و سبحان الله و بحمده بكرة و أصيلاً.
الحمد لله رب العالمين، و أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين و أشهد أن سيدنا محمداً عبده و رسوله صادق الوعد الأمين.

أمّا بعد عباد الله:
إنّ من نعم الله على أمة الإسلام أنّه جعل لنا عيدًا يعود علينا في كل عام مرتين نفرح فيه ونلهو. خصّنا الله به نحن أهل الإسلام، نتميز به عن أهل الكفر والعصيان فلا نعيّد في عيدهم، وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أَنَسٍ  قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: (قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ وَلَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ يَوْمَيْنِ خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ)

لذلك فقد ورد في الصحاح أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الفطر وأيام عيد الأضحى

فأيام العيد أيام فرح وبهجة وسرور وترويح عن النفس، أيام فرح بطاعة الله، أيام فرح بقبول الصيام، أيام فرح بزيارة الأهل والأصحاب والجيران والأحباب.

أيام لعب ولهو فيما أحلّ الله وأباح.
أيام تسلية بالكلام والنشيد الحسن لا بالغناء الفاجر ولا بالكلام الماجن.

أيام تزاور في الله بحشمة بين المتزاورين، فلا خلطة محرّمة بين الرجال والنساء ولا لهو فيما نهى الله عنه.

أيام محبّة وسرور عمادها التآخي والحب والسخاء والبذل والعطاء والعفو والمغفرة ونبذ القطيعة والشحناء ونحن في شدّة أحوج ما نكون فيها لأن يحب بعضنا لأن يسامح بعضنا بعضا لأن يجود ميسورنا على معسورنا لأن يبذل كل منّا ما يستطيعه ليدخل الفرح والسرور على قلوب إخوانه.

وقد شاء الله تعالى لأهل هذه البلاد أن يتعرف بعضهم على بعض بعد طول هجران، وأن يختلط أهل المدن والقرى المختلفة ببعضهم بعضا بعد أن وصلوا لدرجة كبيرة من التقوقع والعُزلة.

فلا يصح أن نبقى على ذلك ولعل فرصة العيد فرصة لا تفوّت لتعزيز معاني المحبة والأخوة في الله لكي يزور بعضنا بعضا ولكي يتعرف بعضنا على بعض فتزداد مشاعر المحبّة والأخوة فنتقاسم الأفراح والأتراح فتزداد القواسم المشتركة فيما بيننا عُمقا.

وهنا أنا لا أقصد بالزيارة أن نزور من نعرف فقط بل أن نزور أيضًا من لا نعرف من جيراننا وأهل حيّنا ولو لدقائق معدودة ندخل بها في حديث رسول الله الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( مَنْ عَادَ مَرِيضاً أَوْ زَارَ أخاً لَهُ في الله، نَادَاهُ مُنَادٍ: بِأنْ طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً )) فلا يجب أن يبقى مجتمع أهل بانياس ولا أهل حمص ولا أهل مدينة حلب ولا أهل كل قرية منعزلين متقوقعين على أنفسهم وهم جيران في حي واحد لا يعرف بعضهم بعضا.

فكم ارتقى مّنا من شهيد لم نعرفه، وكم مرض فينا مريض لم نعُده، وكم احتاج فينا محتاج لم نُعِنه، وكم تسلل بيننا مفسد في الأرض لم نعرفه!

لذلك جعل الله لنا هذا العيد فرصة نُدخل بها البهجة على قلوب بعضنا بعضا بالزيارات اللطيفة الخفيفة التي لا يتثاقل منها أحد لعلّ ذلك يكون خطوة على طريق الفرج والتفريج.

أطل العيد مبتسما و جرح الشام يكوينا
فقلت: أراك مبتسما أما تدري مآسينا ؟!
أجاب العيد في ثقة أليس الله كافينا ؟!
وهذا الفرج في إثري ووعد الله آتينا ..

أتم الله فرحتنا بالفرج وتمم صيامنا بالقبول وحشرنا في زمرة الصالحين من أتباع الرسول.

إني داعٍ فأمنوا

0%

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *