أيها المتردد في قتال الخوارج

خطبة الجمعة

الشيخ: محمد أبو النصر
التاريخ: 18/شوال/1436هـ
الموافق: 5/حزيران/2015م
في أحد مساجد حلب المحررة
المدة: 30 دقيقة

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الأولى
1- الخوارج ماضٍ يتجدد.
2- أبرز أوصاف من يسمَّون بالخوارج.
3- ما يلبِّسون به على النَّاس.
4- إجرامهم ضد مجاهدي الشام والعراق.
5- دولة الظلم السوداء وليست دولة الإسلام.
6- أخطأنا فتركناهم حتى استشرى شرهم.
7- (قصيدة) فلا إرهاب من ضلّوا بضائرنا.

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الثانية
8- الرد على بعض شبهات المترددين في قتال الدواعش.
9- (قصيدة) دولتك خابت وخاب اليوم من يبنيها.

رابط الخطبة على الفيسبوك

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3

* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الخطبة الأولى:
الحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلَّا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد عباد الله: يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين:
(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)) (الشورى: ٤١ – ٤٢)

إخوة الإيمان والعقيدة: مع الانتصارات الكبيرة التي حقَّقها ويحقِّقُها المجاهدون في إدلب وما حولها، وبعد أن غدا تحرير حلب قاب قوسين أو أدنى إن شاء الله، ها نحن نشهد جميعًا هذه الهجمة الغادرة التي تقوم بها عصابات داعش المجرمة لضرب الخطوط الخلفية للمجاهدين، سعيًا من أولئك الخوارجِ المارقين لتخفيف الضغط على الكفرة وعونًا لهم، ليشاركوا الكفرة في إجرامهم وقتلهم لمسلمي بلاد الشام، كان الله في عون مسلمي الشام وقد تكالبت عليهم أمم الأرض تكالب الأكلة على قصعتها، فتكالب عليهم أهل النار الكفرة وأعانهم كلابهم الخوارج من أولئك الذين روى فيهم ابن ماجه (عن أبي غالب عن أبي أمامة – رضي الله عنه – يقول فيهم: “شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء وخير قتيلٍ من قَتَلوا، كلاب أهل النار. قد كان هؤلاء مسلمين فصاروا كفارا ” . قلت: يا أبا أمامة هذا شيء تقوله؟ [أي هذا الكلام من عندك] قال بل سمعته من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -) والحديث حسن.

أولئك الذين كشفوا عورة المسلمين وأعانوا الروافض والنصيرية عليهم فحاصروا المسلمين وأتموا حصار من لم يطوقهم الكافرون فقطعوا طرق الإمداد على حمص وريفها وأعانوا النصيرية في حصارها وهاهم اليوم يسعون لحصار حلب المحررة ولقطع طرق إمدادها وللسيطرة على معابرها.

أولئك المجرمون الذين تجاهلناهم وعصينا نبيَّنا إذ حذَّرنا منهم في أكثر من عشرين حديثًا مبيِّنًا لنا أوصافهم ودواءهم، أولئك الذين يستغلون زمن الاختلاف والتفرق فيظهرون كلما فشا ذلك وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود وابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا- أنّ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: “سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ قَوْمٌ يُحْسِنُونَ الْقِيلَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ [ وفي حديث آخر: يَتَعَمَّقُونَ فِي الدِّينِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ] لَا يَرْجِعُونَ حَتَّى يَرْتَدَّ عَلَى فُوقِهِ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ ”

يدعون إلى تحكيم شرع الله وشرع الله منهم بَراء، يدعون إلى تحكيم شرعِ الله بفهمهم وبأهوائهم يدعون إلى تحكيم شرع الله ولم يسمعوا قول الله تعالى : (نَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) يدَّعون تحكيمَ شرع الله وقد شهدناهم جميعا في محاكمهم لا يقيمون قيمةً لشرع الله إن كان عليهم أو خالف هوى أمرائهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام.

والله لو تجرأ أحد قضاتهم وخالفهم، والله كم رأينا منهم إقالة أي قاضٍ يقضي بشرع الله إن خالف ما يسمى عندهم بالأمني بترتيبٍ لا يختلف أبدا عن كفر نظام الأسد إذ عنده ضباط المخابرات لا يُسألون قضائيا، فكم رأيناهم لا ينصاعون لشرع الله ولو قضى به قاضيهم بل ويضرِبون بشرع الله عرض الحائط، أولئك أعلى من شرع الله في محاكم الخوارج، أولئك شرُّ الخلق والخليقة، شرُّ الخلق بما حوته نفوسهم المريضة من سادية وجهل وظلم وتعطش للدماء وشرُّ الخليقة بمناظرهم الكئيبة المُنفِّرة التي يصدّون بها عن سبيل الله ونفِّرون الناس عن شرعه ويحسبون ذلك قُربى لهم.

أولئك الذين حذَّرك رسول الله من أن تغتر بصلاتهم وصيامهم وبأشكالهم وبهيأتهم، أولئك الذين كان دين الله عندهم مظاهر وشكليَّاتٍ فرغوها من مضامينها، وفي الصحيحين يصفهم رسول الله وهو يحذر منهم:
(يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية …)

وينظر جاهلنا لحالهم فيغترُّ بصلاتهم وصيامهم ينظر للحاهم ولهيئتهم فيتردد في قتالهم، أولئك الذين يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، فلا تقوى ولا خشية من الله ولا مسحة إيمانٍ في قلوبهم، وينظر الشاب المسكين لدينا فيتردَّدُ في حالهم …

حالش التي أتت من لبنان أنصار نصر اللات يصومون ويصلُّون، مفتي النظام ورئيسه المجرم يتظاهرون بالصلاة والصيام، فلم لم نغترَّ بهم ؟؟ ثمَّ نأتي لنغترَّ بصلاة وصيامِ أولئك المجرمين ورسول الله يحذِّرنا من أن نغترَّ بصلاتهم وصيامهم

أولئك الخوارج المارقون الذين ظهروا فِكرًا من زمن النبي وتكرر ظهورهم وسيتكرر كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد روى ابن ماجه عن ابن عمر( أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “ينشأ نشء يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج قرن قُطِعَ، قال ابن عمر: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول كلما خرج قرن قطع، كلما خرج قرن قطع… أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في عِرَاضِهُمُ الدجال).

أي كلَّما دبَّ الخلافُ والفرقة في هذه الأمَّة سيخرجُ قرنٌ من أولئك وسيتصدَّى لهم أهل الحق ويقطعون قرنهم وسيتكرر ذلك حتى يخرج في عِرَاضِهُمُ الدجال
ذاك الفكر المنحرف الذي يرى صاحبُه نفسه على قِلَّة علمه وعلى ضعف دينه أتقى وأعلم الناس جميعًا ويوم بدأ هذا الفكر بالظهور بين المسلمين ظنَّ ظانُّهم أنَّه أتقى من رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

نعم إخوة الإيمان، فأوَّل ما بدأ الشيطان يسوِّل لبعض المسلمين هذا ظنُّوا أنهم أتقى من رسول الله فقال قائلهم – والحديث صحيح رواه أبو داود وغيره – قال: اتَّقِ اللهَ يَا مُحَمَّدُ.[مسلمٌ يظنُّ أنه أتقى من رسول الله ويأمرُه بالتقوى !!!] فَقَالَ – صلى الله عليه وسلم -: “مَنْ يُطِعِ اللهَ إِذَا عَصَيْتُ أَيَأْمنُنِي اللهُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَلاَ تَأْمَنُونَنِي” فَسأَلَهُ رَجُلٌ قَتْلَهُ، أَحْسِبُهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، فَمَنَعَهُ – صلى الله عليه وسلم – فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ – صلى الله عليه وسلم -: “إَنَّ مِنْ ضِئْضِئِي هذَا أَوْ فِي عَقِبَ هذَا قَوْمٌ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ”
أتوا الآن ليقاتلوا المسلمين في حلب والطرق أمامهم مفتوحة لو شاؤوا لقتال النصيريَّة الكفَّار، كل المناطق التي يسيطرون عليه اليوم هي مناطق حرَّرها المجاهدون وأمَّنوا أولئك وراء ظهورهم فاحتلوها وطعنوا المجاهدين بخنجر غدرهم يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ، أي لاستأصلنهم استئصالا، ولن أبقينَّ منهم أحدا، فمن تشبّع بذلك المرض محالٌ أن يُشفى وليس له إلَّا البت، كبتر العضو الذي لابدَّ من بتره

أولئك الخوارج قتلوا علياً، وقتلوا خيار الصحابة والمسلمين، وقتلوا ذراري ونساء المسلمين واستحلُّوا دماءهم وأموالهم وأعراضهم بحجَّة أنَّهم نساء وذراري المُرتدين (وأهل الإسلام لا يقتلون نساء وأطفال المشركين والكفرة) فما بالك بمن يبيد قرى بأكملها بحجَّةِ أنَّ هؤلاء ذراري ونساء المرتدين، يقصفون المسلمين المدنيين الآمنين المطمئنين، يستحلُّون ذلك نصرةً لخليفتهم البغدادي الذي نصّب نفسه خليفة كما برَّر بشار الأسد وأحلَّ لنفسه ذلك وقد نصَّب نفسه رئيسًا فما الفرق بينهما !!؟؟

ثمَّ بعد كلِّ هذا نجد بعض البسطاء من شبابنا ينتظر فتوى فلان وفلان لقتالهم !!!

أي حاجة لفتوى وقد صال القوم علينا !!!

حتى البهائم العجماوات تدافع عن نفسها إذا ضربت ، ثمَّ تقول لي أنتظر فتوى !!

الفتوى تكون عندما نغزوهم ونهاجمهم ، عندما نبدؤهم القتال تحتاج، أمَّا عندما يأتي من يصول على دمك وأرضك وعرضك، أيا كان اسمه ورسمه ودينه وحجَّته وهيئته …سبحان الله أيُّ ورعٍ باردٍ هذا…

وأي دينٍ وأي شرعٍ وأي شياطين أغرت أولئك الخوارج الدواعش حتى فعلوا ذلك بالمسلمين وليس هذا عند الخوارج الأولين فقط، بل إن خوارج هذا العصر فعلوا كلَّ هذا وبلغوا من السوء والانحراف والفتك في أهل الإسلام ما لم يبلغه من كان قبلهم فحكموا على بلاد المسلمين بأنها بلاد كفرٍ وردة، وأوجبوا الهجرة منها إلى مناطق سيطرتهم ونفوذهم، وحكموا على سائر من خالفهم من الكتائب المجاهدة في العراق والشام وغيرها بالكفر والرِّدة، واستحلوا قتال من خالفهم في منهجهم، أو رفض الخضوع لدولتهم الموهومة، فأعملوا في المسلمين خطفًا، وغدرًا، وسجنًا، وقتلًا، وتعذيبًا، وأرسلوا مفخخاتهم لمقرات المجاهدين، فقتلوا من رؤوس الثوار والمجاهدين، والدعاة، والإعلاميين، والنشطاء ما لم تستطع الأنظمة الفاجرة المجرمة في العراق والشام فعله، وقاتلوا المسلمين بما لم يقاتلوا به الأعداء. وأعانوا عليهم الكفار حتى رأى ذلك منهم الأعمى وسمع الأصم وعقَل ذلك المجنون، أولئك الخوارج – إخوة الإسلام – لا دواء لفتنتهم إلا سيف علي الكرَّار، ذاك السيفُ الذي سلَّه ممتثلًا أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – فعالج به أجدادهم في النهروان.

فوالله لقد آن لأهل الحق أن يقطعوا رؤوسًا تطاولت على الحق، وقد آن الأوان لقطع رؤوس صمَّت آذانها عن النصيحة والوعظ، والله قد آن لأهل الحق أن يقطعوا ألسنةً افترت على الله ورسوله تأولت الشرع بالهوى فاستحلَّت الحرمات وصدَّت عن سبيل الله وشوَّهت معالم الدين وقتلت المسلمين باسم الإسلام.

والله إخوة الإسلام ما كان لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو المرسل رحمةً للعالمين أن يأمر بقتل من حمل أوصاف الخوارج لو كان لهم دواءٌ آخر
والله إنَّ رسولنا – صلى الله عليه وسلم – أعلمنا بالله وأتقانا لله أفيتورع جاهلٌ عن أمرٍ أَمرَ به رسول الله والتزمه صحبه الكرام؟؟!!
أولئك الصحابة الأتقياء الأنقياء النجباء، أولئك الذين ما كان لهم أن يتركوا من يصد عن سبيل الله حرًّا طليقًا يشوِّهُ شرع الله ويُنفِّرُ عن حكم الإسلام بإظهار صورةً مشوَّهة ممسوخة للناس يدَّعي أنها دولة الإسلام،
كذبوا وخسِئوا … بل هي دولتهم السوداء الظالمة المظلمة التي لا مكان فيها لقول الله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)، دولة الخوارج البغاة التي تستباح فيها الدماء والأموال والأعراض المعصومة وكأنَّ جُهالها لم يسمعوا قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93)

ألا يعلم من يتردد في قتال أولئك بأنَّهم لن يكتفوا بقتال المجاهدين وقادتهم، فقد كفَّروا قرى بأكملها فقتلوا أكثر أهلها وشرَّدوا من بقي منهم.

ولكم دُعُوا إلى تحكيم شرع الله بيننا وبينهم فأبوا ذلك، وهم من يحملون راية تحيكم الشريعة!!

بدأوا بذلك منذ أكثر من عشر سنوات في العراق، ففرقوا كلمة أهل السنَّة بعد أن كانوا صفًّا واحدا في وجه الأمريكان والروافض، ففرقوا كلمتهم، وأعملوا القتل في مجاهديهم بحجَّة أنّهم مرتدين…

نصروا علينا الأعادي وكشفوا عورتنا واستحلوا محارمنا ونهبوا أموالنا وشردوا شعبنا وما ذاك إلا لجهلنا بديننا إذ تنكبنا عن تطبيق شرع الله وعن إعمال الحلِّ النبوي فيهم وهو القائل (فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) والحديث في البخاري

وهو القائل – صلى الله عليه وسلم – (لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ)

تركناهم حتى استشرى شرهم وانتشر انتشار النار في الهشيم يغرِّرون بالشباب الصغار السفهاء يضلّوُنهم بشعاراتهم البرَّاقة الجوفاء، ويرون تخاذل الناس في قتالهم بحجَّةِ ورعٍ باردٍ يظنُّ صاحبُه أنَّهُ أتقى من رسول الله، وبجهلٍ تركنا فيه طاعة الخبراء العلماء الثقات عندما حذَّروا من أولئك وخطرهم منذ أكثر من عامين أو يزيد فما أطعنا حتى رأينا نتيجة ذلك بأعيننا، ولكن وإن أتى ذلك متأخرًا فالخير فيما أراده الله فقد أجمعت كلمة جميع فصائل المجاهدين اليوم على قتال أولئك الخوارج المرقين الصائلين على ديارنا، حتى من كان يقول بأنَّه على الحياد، أعلن اليوم بأنّه سيقاتلهم بعدما افتضح غدرهم وخيانتهم وعمالتهم فتعاهد على قتالهم خيرة مجاهدينا ولسان
حالهم يقول:
فلا إرهاب من ضلّوا بضائرنا *** ولا التدعيش يرهبنا بما يعد
أمانة الله في أعناق أمتنا *** أن ننقذ الشام ممن فيه قد فسدوا
أمانة ما سوانا أهلها أبدا ***وكلاب النار مهما علوا زَبَدُ
حدثاءُ سفهاءُ من الأديانِ قد مرقوا *** رباه أهلكهم يا حقُّ يا صمدُ

رباه أهلكهم يا حقُّ يا صمدُ … أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفا وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى عباد الله، خير الوصايا وصيّة رب البرايا:
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]، فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العِصمة من الفتن، والسلامة من المِحَن.

إخوة الإيمان:
ونحن نتحدّث عن الخوارج كلابِ أهل النار، ما زلنا نرى من يتورع في قتالهم بحجج شتى ينتظر حتى يصولوا علينا فينتهكوا الحرمات، عندها يصحو لحاله حين ذاك، متحججا بأنهم مسلمون.

وقد قال العلماء لو أن كل قتال من أهل القبلة يعتزل لتسلط الفجار على رقاب الناس، ولعُطِّلت آيةٌ في كتاب الله وهو قوله تعالى (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).

يوما من الأيام الضباط السنة في الجيش السوري ما أرادوا أن تجري بيننا وبين أعدائنا من النصيرية مقتلة وظنوا أن ذلك خير فكان عاقبة ذلك أن حكمنا الكفر والكفار نصف قرن من الزمن يسوموننا سوء العذاب، والآن من يتورع في قتال أولئك الظلمة يقودنا ويسير بنا إلى نفس الطريق ويكذب ويخالف أمر الله تعالى إذ أمر الله تعالى عباده الذين لم يُبغَ عليهم بعون المظلومين فقال (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)، فما بالنا وقد بُغِيَ علينا وقد صِيلَ علينا وقد ظلمنا.

وكذلك بعض الناس يقول أولئك يقاتلون الفجرة، يقاتلون قطاع الطرق، يقاتلون الكتائب الفاسدة، أولم تسمع ما قاله لك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والحديث في صحيح مسلم (…وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْه)…

بحجة المفسدين يقتل المؤمنين المجاهدين!!ولا يفي بعهد المُعاهَدين ولا بأمان المستأمنين!!

فانتبه لنفسك أخا الإسلام وحاذر أن يستزلنَّك الشيطان والهوى فتخالف أمر الله ورسوله، فما خالف قوم أمر الله ورسوله إلا كانت عاقبة أمرهم خسرا.

يا كافلًا للشامِ يا باريها
يا ربِّ اهزم داعشًا وذويها
اهزم كلابَ النارِ أتباعَ الذي
ما كانَ إلَّا مجرما وسفيها
لبس العمامة كي يغطي عَيبه
فازداد عيبا زادَها تشويها
وقد انبرى للمؤمنين خليفةً
قطع الرؤوس أقام صرحًا فيها
هل هذه لبنات دولتك التي
خابت وخاب اليوم من يبنيها
سفك الدماء لديكم ألعوبة
تبت يداك وتبَّ من يحميها
يا شام هذا ما ارعوى عن ظلمنا
لفظته شام العز مِن فِي فيها
وتجنَّدت شام الإباء لقتاله
قد دافعت عن مجدها وبنيها
فالله باركها وبارك أهلها
مِن كل سوءٍ ربُّنا يحميها
يا ربِّ خلص شامنا من داعشٍ
من كلِّ من عاثَوا فسادًا فيها

إني داعٍ فأمِّنوا

0%

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *