هل تنتهي الثورة ان سقطت حلب؟

بقلم: مركز نورس للدراسات

بصراحة من يعتقد ذلك فهو قد أخطأ في ثلاثة أمور..

أولهما أن مليشيات الأسد لن تستطيع دخول أحياء حلب الغربية المحاصرة … وان استطاعت فستفني معظم قواتها … حيث أن في حلب كل الثقل العسكري للمليشيات الأسدية والايرانية بعد دمشق… وزج هذه القوات كما حصل اليوم في الهجوم يعني مقتل المئات منها كل يوم… وهي عسكريا لاتريد ذلك… لذلك نراها ترددت كثيرا في الهجوم على عقرب أو الراشدين بعد استعادتها الضاحية… بل تمترست جيدا في الريف الغربي في دلالة عن عدم وجود نية حالية لمهاجمة الريف الغربي… لكن تحاول مليشيات الأسد من خلال هجومها على حلب في استثمار ورقة حلب سياسيا للتفاوض على كامل سوريا… حيث صور العالم أجمع أن حلب هي عاصمة الثورة… كما صور سابقا أن العاصمة هي درعا أو حمص… اذا تحاول مليشيات الأسد وايران الضغط على المدنيين وعلى الفصائل في الأحياء المحاصرة عسكريا بينما تقوم روسيا بالتفاوض نيابة عن الأسد…كما أن روسيا تعلم جيدا أن الأسد انتهى من حلب ومعظم من يقاتل هناك هي مليشيات ايرانية… اي ستخضع حلب في حال انتصار المليشيات في حلب للنفوذ الايراني وهو مالاتريده روسيا… وقد يكون احضار كتائب شيشانية هو لمزج قوات سنية مع مليشيات الأسد…

الأمر الثاني وبعد وضع العواطف جانبا.. ومن منطلق عسكري… من الاستحالة عسكريا لروسيا أو للمليشيات الايرانية التقدم باتجاه ادلب… هذا فيه تحجيم وتصغير لامكانيات المجاهدين الجبارة في هذه المحافظة أو تضعضع معنويات من يعتقد ذلك… فعدد قليل من المجاهدين لايتعدى الألف من أصل عشرات الالاف استطاع تحرير الضاحية خلال يوم… وهي في عقر دار مليشيات الأسد ضمن حرب مدن صعبة جدا وبعد تركيز ثقل المليشيات في هذه المدينة… كما استطاعوا سابقا وخلال اسبوع تحرير ثاني أصعب جزء في حلب وهي الكليات من خلال مواجهة مباشرة وليس حرب عصابات… لكن حصل هناك أخطاء تكتيكية منها

1. عدم تطوير التكتيكات الهجومية للمجاهدين
2. عدم الانتباه للتكتيك الدفاعي الذي تتبعه المليشيات (الدفاع في العمق)
3. توقف الزخم بعد الانتصارات خاصة في الكليات (عدم استكمال الهجوم)
4. الانجرار وراء المليشيات (جعل المليشيات هي من تختار مكان المعركة)
5. ضعف التحرك من داخل حلب اثناء محاولات فك الحصار عنهم

وأمور أخرى غير عسكرية…
الأمر الأخير: الوضع العسكري في سوريا مازال لصالح المجاهدين… لكن عمل المليشيات الايرانية من خلال استراتيجية… وهي:
1. افراغ الجيوب القتالية والتركيز على جبهة واحدة فقط…وجعل المجاهدين يركزون على هذه الجبهة… لذلك نرى المليشيات تقوم بنقل مقاتلين من حلب لأي جبهة أخرى في حال تم فتح جبهة جديدة كما حصل في ريف حماة وفي تدمر
2. انهاء حلب والترويج بأن الثورة تنتهي بسقوط حلب أو داريا أو الغوطة

فان فرض المجاهدون قوانين اللعبة باستخدام الأمور التالية

1. الصبر والثبات.. على أقل تقدير كما فعلت مليشيات الأسد في سجن حلب أو مطار كويرس أو مطار أبو الضهور
2. فرض قوانين اللعبة لا الانسياق وراء القوانين التي تفرض علينا من الخارج او التي يضعها العدو … فخالد بن الوليد لو واجه الروم في دمشق لحوصر… لكنه بقي 3 شهور يبحث عن أرض المعركة التي يستطيع فيها هزيمة الروم.. فاختار أرض اليرموك والنهر على ميسرته… كما قام بالسماح للروم بالهجوم في الأيام الأولى للمعركة ليكسر نفسياتهم… قبل أن يفاجأهم باليوم الخامس بهجوم لم يترك منهم أسير أو حقير

اذا :
1. معركة حلب ليست معركة خاسرة… بل انها تستنزف المليشيات… وتمنعها من شن هجوم في مكان اخر… والمشكلة الوحيدة هي معاناة المدنيين والتي يتوجب ايجاد حل لها
2. عندما تفكر المليشيات بالهجوم على ادلب او ريف حلب الغربي فسترون جنودا لاتروها اليوم.. كثير منهم لايتبع لفصيل.. بل قد ترون معظم المدنيين في المناطق المحررة سيحملون سلاحهم لدفع الصائل…
3. الأسد يريد اسقاط ادلب بصفقة حلب…
4. استراتيجيتنا وقائية وليست علاجية… ويجب أن يعمل المجاهدون على وضع استراتيجية متكاملة يتم من خلالها التركيز على فتح جبهات متعددة وقتل أكبر عدد من مليشيات ايران والتي يتم شحنها من كافة بقاع العالم…
4. لم نقم بفهم العدو وتكتيكاته.. بل لم نعي أن جيش الأسد كما نعرفه قد انتهى.. وأن من نقاتل اليوم هي ايران ومليشياتها… فيجب مزج حرب العصابات بحرب المواجهة… بحيث يختار المجاهدون أرض المواجهة للمعارك الحاسمة وللمناطق التي لايريدون الانسحاب منها… وحرب العصابات في الاماكن التي يجب عدم المواجهة فيها لمنع الاستنزاف

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *