العشر الأواخر على الأبواب فأين المشمرون

خطبة الجمعة 98 - بس رمضانا غير
خطبة الجمعة 98 – بس رمضانا غير

#خطبة_الجمعة
#الشيخ_محمد_أبو_لنصر

العشر الأواخر على الأبواب فأين المشمِّرون

التاريخ: 20/ رمضان/1437هـ
الموافق: 24/ حزيران/2016م
المكان: من مساجد حلب المحررة
المدة: 21 دقيقة

الأفكار الرئيسة في الخطبة الأولى:
1- وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ
2- العشر الأواخر من رمضان
3- ليلة القدر ودعاؤها
4- حال النبي والسلف في هذه المواسم
5- المحروم من حرمه الله
الأفكار الرئيسة في الخطبة الثانية:
6- سنَّة الاعتكاف وآدابها
7- تذكَّر: مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الأسود … فكيف بمن جمع المحاسِن والخيرات!!!
رابط الخطبة على الفيسبوك
لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3

* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الخطبة الأولى
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونستهديهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ نبيّنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وصفيِّه وخليله، أَرْسَلَهُ الله بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغرِّ المُحجَّلين ومن سار على دربهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدين، أمَّا بعد إخوة الإيمان يقول اللهُ تعالى وهو أحكم القائلين:
﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ (القصص: ٦٨) والمراد بالاختيار هنا هو الاصطفاء والاجتباء، فالله تعالى لكمال حكمته، ولعظيم قدرته، ولجلال علمه وإحاطته، ولتمام فضله ومنِّه وكرمه، يختار من خلقه مَا يَشَاءُ ويصطفي …

يصطفي أوقاتا وأمكنةً وأشخاصًا، يخصُّهم سبحانه بمزيد فضله وجزيل عنايته ووافر إنعامه وإكرامه، فهو الواحد الأحد الفرد الصمد ذو العِزَّة والكبرياء يصطفي ما يشاء في خلقه ويختار ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الجاثية: ٣٦ – ٣٧].

إخوة الإيمان: ونحن نتحدَّث عن اصطفاء الزمان والمكان، لا بدَّ أن نعلم بأنَّ ممّا خصَّه اللهُ عزّ وجل من الأوقات بمزيد تفضيله، ووافر تكريمه، شهر رمضان المبارك الذي فضَّله الله سبحانه على سائر الشهور، وفضَّلَ العشر الأواخر من لياليه على سائر الليالي، فأقسمَ الله بها مُعظِّمًا لشأنها قائلًا سبحانه: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الفجر:1-2] وقد فضَّل اللهُ من بين تلك الليالي العشر ليلةً على سائر الليالي، هي ليلة القدر ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 2 – ٥]

تلك الليلة – أيها السادة – زادها الله تشريفًا وفضلًا ينبِّهنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لضرورة اغتنامها ولعظيم فضل قيامها، إذ قال روحي فداه: “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” [والحديث متفقٌ عَلَيْهِ]

ولتمام حِكمة الله أيُّها الأحبَّة، لم يحدِّد اللهُ لنا في أي ليلةٍ من الليالي العشر تكون ليلة القدر، لنجتهد في العشر أجمعها ولنغنم من الخيرات كلِّها، لنزداد خيرا إلى خير، ولهذا فقد كان صلوات ربِّي وسلامه عليه يخصُّ العشر كلَّها بالاجتهاد في العمل أكثر من غيرها سائر العام، ففي صحيح مسلم، عن عائشة الصدِّيقة رضي الله عنها: ” أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها ”

وفي البخاري عنها – رضي الله عنها – قَالَتْ: ” كَانَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”
(شدَّ مئزره) : أي شمَّر للعبادة وتفرَّغ لها باذلًا جهده فيها مغتنمًا هذه الليالي المباركة، وقيل بأنُّها كنايةٌ عن اعتزال النساء للانشغال بالاعتكاف، (وأحيا ليله): بالقرآن والذكر والصلاة فبهذه يكون إحياء الليالي المباركات أيها السادة، (وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) ليشركهم معه في تلك القربات والطاعات، وليربيهم عغلى ما يرضي الله سبحانه، فيأتمُّون به في صلاته ويتعلَّمون ويقرؤون معه القرآن الكريم، فأين المتأسُّون برسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟؟ أين المتأسُّون الذين جعلوا النبيَّ قدوتهم، فتراهم يجتهدون باغتنام مواسم الله، جامعين أبناءهم وأهل بيتهم يربونهم على ذلك ليُشرِكوهم معهم في الأجر …

وشتَّان شتَّان أيها الأحبَّة بين جمع الصالحين وسهراتِ المتَّقين العارفين، وبين من يجمع أهل بيته ليشاركهم السهر لاهيًا في هذه الليالي الفضيلة، مضيعًا لأوقاتها الثمينة على شاشات الجوَّالات والتلفزيونات وغيرها أو باللهو والمعاصي… والمحروم من حرمه الله، والمحروم من حرمه الله.

أمَّا عن تحرِّي ليلة القدر أيها الأحبَّة، ففي الحديث المتَّفق عليه تقول أمُّ المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها: ” كَانَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، ويقول: (( تَحرَّوا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخرِ منْ رَمَضانَ ))

وفي البخاريِّ عنها – رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: (( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوَتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ )) أي في الليالي الفرديَّة منها.

والصحب الكرام رضي الله عنهم جميعًا كانوا من أحرصِ النَّاسِ على اغتنام مواسم الرحمات، والليالي الفاضلات، لذلك تراهم كثيرًا ما كانوا يسألون عنها وعن الطريقة المُثلى لاغتنامها، وفي هذا روى الترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر، ما أقول فيها [ ما هو خير ما أدعو به ربِّي في هذه الليلة الفضيلة] قال: ” قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”
سؤالٌ من حريصةٍ تريد أن تسأل عن خير ما تدعو به ربَّها، اللهم إنَّك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنَّك عفو تحبُّ العفو، فاعف عنَّا عفوًا تغفر به زلَّاتنا، وتتجاوز به عن سيّئاتنا، تجبر به مصابنا، وتعافينا به من البلايا في الدنيا والآخرة، اللهم استجب لنا ولا تكتبنا من المحرومين.

المحروم – أيُّها السادة – من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله.

المحروم – أيها الأحبَّة – من لا يتعظ بغياب إخوانه تحت أطباق الثرى وقد كانوا يتمنَّون أن يدركوا رمضان فتوفاهم الله وأبقاكم، فانظروا كيف تعملون فيما بقي من عمركم …

المحروم –أيها الإخوة – من انصرفت عنه هذه الليالي وهو مشغول بالمعاصي والآثام، مخدوع بالآمال والأحلام، ضيَّع العشرين الأُوَل متأمِّلًا بالعشر الأواخر!! فتأتيه العشر الأواخر فيتشاغل فيها باللهو ويعزِّي نفسه متأمِّلًا بقيام ليلة القدر، فتأتيه ليلة القدر وهو في لهوه فلا يدري بها ولا يفطن لها فتتجاوزه وهو مضيع لخير الليالي وأفضل الأيام، فيا عظيم حسرته ويا شِدَّة ندامته… عباد الله من لم يربح في هذه الليالي الكريمة ففي أي وقت يربح؟! من لم يُنب إلى الله في هذا الوقت الشريف فمتى ينيب؟! ومن لم يزل متقاعسًا عن الخيرات في هذه الأيام ففي أي وقت يعمل؟! هاهو الثلُث الأخير على الأبوب، فإن لم تحسن الاستقبال فأحسن الوداع، رمضان ضيفٌ أتى لنا مشرِّفًا وقد أوشك أن يذهب، فإن لم تحسن الاستقبال فأحسن الوداع، اللهم لا تجعلنا ممن يقولون ما لا يفعلون … أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى، عباد الله، خيرُ الوصايا وصيّةُ ربِّ البرايا: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]، فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العِصمة من الفتن، والسلامة من المِحَن.

أمَّا بعد أيها الأحبَّة ونحن نتحدَّث عن اغتنام العشر الأواخر من رمضان، لابدَّ مِن أن نُذكِّر بسنَّةٍ داوم عليها النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته وداومت عليها أزواجه من بعده في عشر رمضان الأواخر، ألا وهي سنّة الاعتكاف في المسجد، ففي البخاري ومسلم، عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها : ” أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ تَعَالَى، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ “.

فقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يحرص في هذه العشر على الاعتكاف في المسجد تفرغاً لعبادة الله، وتحرياً لليلة القدر.

والاعتكاف أيها السادة: هو لزوم مسجدٍ طاعةً الله سبحانه بحيث يتفرغ الإنسان عن أعمال الدنيا إلى طاعة الله بالعبادة وحدها، وهو يبدأ من غروب شمس يوم العشرين من رمضان، وهي ليلة الواحد والعشرين منه، إذ أنَّ الليلة الشرعيَّة تسبق اليوم، فليلة الواحد والعشرين تبدأ بمغيب شمس اليوم العشرين، وبها يسنُّ بدءُ الاعتكاف، فيدخل الإنسان المسجد بنيَّة الاعتكاف ولا يغادِره حتى غروب شمس آخر يوم من أيام الشهر الفضيل… فيكثر المؤمن في اعتكافه من أنواع القربات والنوافل والطاعات (صلاةٌ ، قراءةٌ للقرآن ، طلبُ عِلم وذكر…) ولا يبيع ولا يشتري ولا يخرج من المسجد إلا لما لابدَّ له منه كالخروج إلى الخلاء وما شابه، فلا يتبع جنازة ولا يعود مريضا… ولا بأس له بشيءٍ من الحديث المباح أحياناً، للتنشط للعبادة، ولو كان في مدارسة القرآن وتفسيره وفي طلب العلم فهو أفضل له وأكرم …

أمَّا ما أحدثه بعض الناس اليوم في اعتكافهم – أيُّها الإخوة – من إكثار الحديث في اعتكافهم بأمور الدنيا، وإضاعة ساعات الاعتكاف بالهواتف المحمولة ومكالماتها وألعابها ، فهذا مما يُنافي مقتضى الاعتكاف، ويُنافي الحكمة من مشروعيته … – ولعلَّكم لازلتم تذكرون ما تحدَّثنا به في الخطبة الماضية من خطورة تفريغ العبادات من مضامينها – بل ولعلّ بعض الجهلة يتوسَّع في هذا حتى يقع وهو معتكفٌ فيما حرَّم الله من غيبة ونميمة، وهو يظنُّ أنَّه يتقرَّب إلى الله بمجرَّد حبس نفسه في المسجد، بل ولعلَّ شرًا من ذلك من يترك ما افترضه الله عليه من وجوب برِّ الوالدين وخدمة العجائز من الآباء والأمَّهات، والسعي في حاجات الأهل والعيال، بحجَّة القيام بسنَّة الاعتكاف، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ) [بعضٌ من حديثٍ رواه البخاريُّ].

فبرُّ الوالدين، وخدمة العجائز من الآباء والأمَّهات فرضٌ واجب، والاعتكاف سنَّة، فإن تعذَّر تطبيق الفرض والسنَّة قدِّم الفرض أيها الأحبَّة.

وقبل أن أختم حديثي أيُّها السادة ونحن نتحدَّث عن التنافس، ونحن نتحدَّث عن اغتنام المواسم ، وقد ذكرنا ليلة القدر وفضلها ، ولذلك كان لزوما أن أذكر أحاديث مهمَّة لمن يحبُّ التنافس في الطاعات ممن يسابقون إلى الفردوس الأعلى، من الذين يُعرفون من أين تؤكلُ الكتف، ممن يبحثون عن الطرق المُثلى لتحصيل الحسنات، لأولئك الكرام ولمن يريد السير على نهجهم أذكِّر نفسي وإيَّاكم بالأحاديث التالية:
فقد روى النسائي والترمذي وقال حسن صحيح، عن عُثمانَ بنِ عفَّانَ – رضي الله عنه – قال: سَمِعتُ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “رِبَاطُ يَوْمٍ في سَبيلِ اللهِ، خَيْرٌ مِنْ ألْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المَنَازِلِ” [خيرٌ من الاعتكاف وخيرٌ من القيام …]

وفي صحيح مسلم عن سلمانَ – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يقول: “رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ… ”
وفي الحديث الصحيح الذي رواه ابن حِبَّان والبيهقي – وقد تحدَّثنا من قليل عن عظيم فضل ليلة القدر وعن عظيم أجر قيامها –
يأتينا هذا الحديث الصحيح الذي رواه ابن حِبَّان والبيهقي عن أَبَي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: “مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الأسود”.

فأجر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وأجر قيامها في بيت الله الحرام حيث الصلاة بمئة ألف ضعف، كل هذا يأخذه المجاهد في سبيل الله بموقف ساعةٍ في سبيل الله … فكيف إذن بأجر المجاهد الذي جمع الصلاة والصيام والقيام إلى الجهاد والرباط؟! كيف بمن يجاهد ويرابط ثمَّ يستثمر مواسم الطاعات وقت راحته بالصلوات والقيام والقرآن والقربات…

الله أكبر … الله أكبر ما أعظم ذلك الأجر، وما أعلى تلك الرُتَب (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)
[آل عمران:142]…

اللهم اكتبنا منهم واحشرنا معهم ….

إني داعٍ فأمِّنوا

0%

تقييم المستخدمون: 4.6 ( 3 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *