اغتصاب الحرائر.. سلاح الشبيحة الجديد

مقالات - اغتصاب الحرائر

فقدان العفة في مجتمعاتنا الإسلامية والشرقية له مردود نفسي عالٍ بعكس أي مجتمع آخر، فصاحبه يعيش ميتًا بين الناس، فالأمر أشد على النفوس من القتل وفقدان الحياة، لذلك لجأت عصابات الأسد في سوريا لهذا السلاح الذي يقتل الضحية ألف مرة قبل فراق الروح لجسدها.

تقارير الهيئات الحقوقية والمنظمات الدولية أفاد بوقوع حوادث اغتصاب للحرائر السوريات بكم هائل سواء في المعتقلات، أو أمام أفراد الأسرة الذي يضاعف من التأثير النفسي المهين للفتاة وأهلها.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أربعة آلاف حالة اغتصاب لنساء منذ بداية الثورة، وكشفت الشبكة عن حالات اغتصاب جماعي حدثت في ريف اللاذقية وحمص وريف دمشق، كما أصدرت منظمة العفو الدولية في تقرير لها عن الأوضاع الإنسانية في سوريا، أن الجرائم التي تنطوي على عنف جنسي قد أضحت أكثر شيوعا خلال عام 2012.

وتواترت قصص الاغتصاب في سوريا، حاملة لمشاهد بشعة وصعبة، وفي الغالب ترويها الضحايا سواء من نجا منها أو من شاهد ذلك بعينه، منها واقعة تحدث عنها اللاجئون بتركيا من بلدة جسر الشغور السورية، أن عصابات الأسد اختطفوا عدداً من البنات الصغيرات وعاملوهنّ كعبيد في مصفاة السكر، كما قاموا باغتصابهن بعدما أجبروهن على البقاء عاريات .

وروت الحكايات قصصاً أكثر بشاعة عن تشويه عصابات الأسد لأجساد هؤلاء البنات بعد قيام الجنود باغتصابهن إذ قطعوا صدورهن.

وفي شهادة أخرى روت إحدى الحرائر “كابوسها” الذي تمثَّل في اغتصاب بناتها أمام عينها ثم نحرهن بالسكين ، وتروي أمل: “أخرج الشبيحة عائلات بأكملها من داخل منازلهم في بابا عمرو في مدينة حمص ، وبدأوا بتعرية صغيراتي بالقوة واغتصابهن أمام عيني، وتابعت: “كانوا يقولون مستهزئين: بدكم حرية؟! هاي أحلى حرية”، وأردفت قائلة: “لم أتمالك نفسي حينما شاهدتهم ينحرون رقابهن بالسكاكين فسقطت مغشياً عليَّ”.

وفي رواية ثالثة قالت إحدى الضحايا ما حدث معها في فرع فلسطين للمخابرات العسكرية بعد اعتقالها، وقالت: “جميع النساء المعتقلات كانوا بالملابس الداخلية رغم البرد، وتابعت: “كان الضرب والتعذيب والصعق بالكهرباء والاغتصاب أمرًا اعتياديًا لجميع المعتقلات، وأضافت أن الجنود كانوا يضربونهن بإبر تشل أي مقاومة قبل أية عملية اغتصاب”.

كذلك حالة فتاة عمرها 17 عامًا تم تفتيش منزلها بحضور والدها ووالدتها، ثم قام الشبيحة باغتصابها أمامهم، قبل اختطافها لمدة 15 يومًا، وبعد الإفراج عنها قام أهلها بأخذها والهرب إلى الأردن، وقد تم تأمين إجراء عمليات ترميم وتجميل للمناطق المصابة من جسدها بعد أن تم توثيق حالتها كاملة، ولكن اكتشفوا أنها كانت تحقن بمادة في فخذها للتخدير قبل اغتصابها أصابتها بمرض في الدم.

رأى اختصاصيون نفسيون أن الضحايا يحتاجوا بشدة إلى التأهيل النفسي، فهم يحتاجون إلى احترامهن والتعامل معهن على أساس من الثقة ومنحهن الشعور بالاطمئنان، وبث روح الشجاعة فيهن وإقناعهن أنهن أكثر شرفًا من غيرهن، فما وقع لهن كان على غير رغبة منهن، كما حملوا علماء الدين والإعلام دورًا كبيرًا في مرحلة التأهيل النفسي.

وأفاد الأطباء أن الفئة العمرية للاجئات المغتصبات وفق دراسات اجتماعية تتراوح بين 15 و29 سنة.

وقد كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أغلب النسوة اللاتي فررن من سوريا، لم يكن فرارهن بسبب القصف ولا العنف، وإنما خوفًا من تعرضهن للاغتصاب.

وأخيرًا يجب أن ندرك أن المعركة في سوريا قائمة بشكل كبير على الجانب النفسي الذي بدأ يستخدمه بشار وجنوده بعد أن فقد أجزاءً كبيرة على الأرض لصالح الجيش الحر، ومن ثَمَّ يجب على أهل سوريا الصبر والصمود لا سيما وقد اقترب النصر.

المصدر: الدرر الشامية

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *