وجوه لئيمة باردة ميتة لا ينبض فيها عرق

زهير سالم

للاعتراف هذا التعبير ( الوجه البارد الميت .. ) ليس من وضعي . لقد سمعته لأول مرة منذ سبع سنين تقريبا من أخ موريتاني . كان يحدثني عن وفد عربي موسع زار سورية بمناسبة فوز بشار الأسد في الاستفتاء الرئاسي السابق .

قال الرجل كنا مجموعة كبيرة من القوميين والمثقفين العرب نزور سورية للتهنئة بالفوز ، وللشد على اليد . وتواطأنا بعد أن قيل لنا أنه سيكون لنا لقاء مع بشار الأسد على مفاتحته بشأن الإصلاح والانفتاح ، فقد كنا مع اقرارنا بموقف سورية الممانع – هذا رأيه طبعا – مجمعين على اختلاف مشاربنا على حاجة سورية إلى الإصلاح والانفتاح والتعددية …

قال الرجل ورتبنا الموقف ، وحددنا ناطقا ذا وزن يتكلم بالموضوع ، وبمؤيدين يشعرون الرئيس بأن القضية إجماعية عند الوفد العربي الذي كان الإعلام السوري يحتفي به كثيرا . ومضى الأمر كما كان مرتبا وبنجاح كبير . فقد استطاع الرجل المكلام أن يحشد كل المؤثرات القومية والتاريخية والإنسانية والسمعية والبصرية ، رغّب وحسّن وجمّل وضرب الأمثال ، وساق الشواهد ثم تبعه على كلامه مؤيدون ، ومساعفون ومساعدون ثانيا وثالثا بل سادسا وسابعا وثامنا ..

يقول الرجل القادم من موريتانيا ، والذي وعد ألا يعود لزيارة سورية في مثل هذه المهام القذرة ، الوصف بالقذرة من عنده لأنه يزعم أن الذين أغروه بالحضور وهو شخص ذو مكانة في بلده منّوه بأن يكون له دور في صنع انفراج في بلد عربي مثل سورية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *