المتشبع بما لم يعط و المتظاهر بغير ما عنده!

المتشبع بما لم يعط و المتظاهر بغير ما عنده!

المتشبع بما لم يعط
و المتظاهر بغير ما عنده!

جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “المتشبّع بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور”. [متفق عليه].

فمن تباهى وفاخر مدعيا شيئا لم يحصل عليه، فهو كمن تزين وتجمل برداء وإزار من كذب وزور ووهم لا يستر

– – – – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أسماءَ رضي الله عنها: أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ الله، إنَّ لي ضَرَّةً، فهل علَيَّ جُناحٌ إن تشبَّعْتُ من زَوجي غيرَ الذي يُعطين؟ فقالَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “المُتَشَبِّعُ بما لم يُعطَ كلابسِ ثَوْبَي زُورٍ”. مُتَّفَقٌ عليه.

المعنى: هذه المرأةُ جاءت تسألُ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم إن كان يحلُّ لها أن تتفاخِرَ أمامَ ضَرّتِها بأنَّ لها حظوةً عند زوجِها، فهو يُعطيها ويُعطيها، والأمرُ كلُّه ادّعاءٌ لا حقيقةَ له.

فأجابها صلّى الله عليه وسلّم بقاعدةٍ عامّةٍ تشملُ كلَّ مسلم، وهي: أنَّ من تباهى وفاخرَ فادّعى شيئًا لم يحصُل عليه، فهو كمن تزيّا وتجمّلَ برداءٍ وإزارٍ من كَذِب.

وما أكثرَ ما يقعُ النّاسُ اليومَ في مخالفةِ هذا الهديِ النّبويِّ، حتّى صارَ مجتمعُنا فاقدًا للمصداقيّة إلّا قليلًا، فهذا يدّعي كذبًا امتلاكَه كذا وكذا من الأموال والشّركات، وذاكَ يدّعي كذبًا أنّ له نسبًا شريفًا إلى آلِ البيتِ أو إلى بعضِ العشائرِ المشهورة، وآخرُ يدّعي كذبًا مرتبةً علميّةً لم يصلْ إليها وشهاداتٍ لم يحصل عليها، ورابعُ يدّعي كذبًا حصولَه على إجازاتٍ في القراءاتِ أو السّماعِ والرّواياتِ، وآخرُ يدّعي كذبًا خوضَه غمارَ المعاركِ التي لم يَسمَع عنها إلّا في الإعلام، أو وصولَه إلى بلادٍ لم يرَها إلا في الأحلام، وأخرى تدّعي كذبًا أنّ عشراتِ الشّباب تقدّموا لخطبتها ورفضَتهم، وهلمَّ جرًّا.

وجميعُ من تقدّمَ ذكرُهم واقعونَ تحتَ مِظلّةِ الذَّمِّ لِقولِهِ تعالى (ويُحبّونَ أن يُحمَدوا بما لَم يَفعلوا)

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: قد ينساقُ الواحدُ منّا من حيثُ لا يشعرُ إلى أن يستمرئ الكذبَ والعيشَ في الأوهامِ، وما يحملُهُ على ذلكَ إلّا رغبتُه في منافسةِ للنّاسِ وحبُّهُ للظّهورِ عليهم، وهذه والله سبيلُ مَهلكةٍ ومرتَعُ سوء.

وليسَ هناك أجملُ من أن يتحلّى الواحدُ منّا بالصّدقِ مع نفسِهِ وعدمِ مخادعَتها، وأن يتّسمَ بالرّضا والقناعة بما آتاهُ الله من الخير، وأن يشكرَ اللهَ على ذلك لينالَ المزيد بسعيه وجهده، لأجل غايةٍ شريفةٍ مرضِيَّةٍ ترضي الله عنه.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *