اعرف من تصاحب

المجتمع المسلم - الصديق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي» حديث حسن رواه أبو داود والترمذي

 

– – – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه، أنّه سمعَ رسولَ اللهِ ﷺ يقول: “لا تُصَاحِبْ إلَّا مؤْمِنًا، وَلَا يَأكُلْ طَعَامَكَ إلَّا تَقِيٌّ”. رواه التّرمِذي.

المعنى: يوصينا حبيبُنا ﷺ ألّا نتّخذَ صاحبًا إلّا من أهلِ الإيمان، وذلكَ لأنَّ الصّاحبَ ساحبٌ، ولا بدَّ للمرءِ إلّا أن يتأثّرَ بصاحبِهِ وينالَ شيئًا من طبعِهِ، فإن هو صاحبَ أهلَ الإيمانِ وخالطَهم تأثّرَ بهم فارتقى في إيمانِه وازدادَ في طاعاتِه، وإن هو صاحبَ أهلَ الفجورِ وأكثرَ مجالستَهم ألِفَ ما هم عليه، واستمرأَ العصيان.

ولم يُخطئْ من قال: “قل لي من تصاحبْ أقلْ لكَ من أنت”.
ثمَّ يوصينا ﷺ ألّا ندعوَ إلى طعامِنا إلّا من كانَ من أهلِ التُّقى والاستقامةِ، والعملُ بهذهِ الوصيّةِ يُحقّقُ لنا العديدَ من المصالحِ، ويدفعُ عنّا العديدَ من المفاسد.

فحينَ يأكلُ طعامَنا الأتقياءُ يَتقوَّونَ بهِ على طاعةِ اللهِ فنشارِكُهم الأجر، وحينما يتغذّى على طعامِنا الفسقةُ والعصاةُ يتقوَّونَ به على العصيانِ فلربّما نأثمُ بهذا.

ثمّ إنّ أهلَ التّقوى مأمونونَ إذا ما اطّلعوا على شيءٍ من عوراتِنا أو معايبِنا وتقصيرِنا، أن يستروه، بخلافِ غيرِ المتّقين.

كما أنّ الجلوسَ إلى الطّعامِ يرافقُهُ الانبساطُ والانشراحُ، وهذا ما لا يستحقُّهُ منّا أهلُ الفسقِ والعصيانِ كي لا يكونَ ذلكَ تشجيعًا منّا لهم على عصيانِهم.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: البشرُ مفطورونَ على تقليدِ بعضِهم لبعضٍ، ولا يأمنُ أحدُنا على نفسِهِ إن صاحبَ الأشقياءَ أن يشقى مثلَهم.

فلنتخيّر لأنفسِنا ولأهلينا صًحبةً ممن نراه أصلحَ وأقومَ، ولنتّخذهُ صاحبًا، ولنقدِّم أهلَ الاستقامةِ والأخلاقِ حينَ الدّعوةِ إلى موائدِنا، لا كما يفعلُ أكثرنا اليوم حينَ يفضّلونَ صحبةَ ودعوةَ الأغنياءِ والوجهاءِ، ولو كانوا مِن أفسقِ النّاس، ويأنفونَ صحبةَ ودعوةَ الفقراءِ والمساكينَ، ولو كانوا مِن أتقى النّاس وأعلمهم.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *