من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه

من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه

من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه» حديث صحيح أخرجه الترمذي وابن ماجه

 

– – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عَن أبي هُرَيرَة رضي اللهُ عنه قالَ: قال رَسولُ الله ﷺ: “مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَركُهُ ما لا يَعنيهِ”. [حديث صحيح، أخرجه التِّرمِذيّ وابن ماجه].

المعنى: لقد اشتملَ هذا الحديثُ النّبويّ رغم إيجازه على هَديٍ فريدٍ، وتوجيهٍ بالغِ النّفع…فالإسلامُ كلُّه محاسنُ، وكلُّ خصلةٍ جاءَ بها هذا الدّين إذا التزمناها تزيدُنا حسناً وترفعنا مقاماً.

والنبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يرشِدُنا هَهنا إلى أنّ ممّا يُكمِّلُ إيمانَنا، ويجعلُنا ممّن حَسُنَ إسلامُهم، أن نتعوّدَ هجرَ ما لا يعنينا من الأقوالِ والأفعالِ والتّدخّلاتِ والأسئلة، سواءً في أمورِ الدّنيا أو في أمورِ الدّين.

والمعيار السليمُ في كونِ أيِّ أمرٍ من الأمورِ يُعنينا أو لا يعنينا، هو ما يعودُ به هذا الأمرُ علينا من نفعٍ مُتحَقّقٍ، أو ما يدفعُه عنّا من ضررٍ راجحٍ في معاشنا ومعادِنا، فكلَّ ما لا يتأتّى منه نفعٌ ولا يندفعُ من جرّائهِ ضَرٌّ، فهو لا يعنينا البتّة.

فالتّدخُّلُ في شؤون النّاسِ: (هذا ماذا أكل؟ وذاك ماذا لبس؟ وهذه من تزوّجت؟ وتلكَ ماذا ركِبت؟ وأولئك أين سافروا وأين تنزهوا…) كلُّ هذا لا يعنينا.

وكذلكَ السّؤالُ عن الغيبيّات وعمّا لا يضرُّ جَهلُهُ، ولا تنفَعُ معرفتُه، ممّا يتعلّقُ بعلومِ الدّنيا أو الدّينِ، جميعُ هذا لا يعنينا.

والانشغال بتوافهِ الأمورِ والسّخافاتِ، وتضييعُ الأوقاتِ وهدرُ الأموالِ فيما لا يرجِعُ بالفائدةِ علينا أو على المجتمعِ كلّ ذلكَ لا يعنينا.

ومتابعةُ أخبارِ الفَنّ والرّياضةِ والمشاهيرِ، وحرقُ الأعصابِ وتبذيرُ الساعاتِ من وراءِ ذلك بالمجّانِ، كلُّ ذلكَ لا يعنينا.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

هل تتصوّر أخي كم نهدرُ من أعمارنا في أمورٍ لا تعنينا؟! وهل تتصوّر كم نتعبُ أنفسنا ونقحم عليها هموماً وغموماً وأحزاناً نحنُ بغنًى عنها، من وراءِ انشغالنا بما لا يعنينا؟!

فلنتعاهدْ أنفسَنا منذ السّاعةِ، ولنتنبّهْ لما نقولُ ونفعلُ، وما نتحرى عنه ونسأل، ولندقّقْ في جميعِ ذلكَ قبل التّصرّفِ ما الخيرُ الذي يُرجى منه فنُقْدِم، فإن لم يكنْ ثمّةَ خيرٌ نُحجِم.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *