متوهمين حالكم طالبان؟!

متوهمين حالكم طالبان؟!

✍️محمد أبو النصر

تعميم من أوقاف إدلب لخطباء الجمعة، مع إشارة بالإلزام والتهديد للمخالفين، لكي يخطبوا عن انتصارات طالبان في أفغانستان.

ويبدو أن قيادة جماعة هيئة تحرير الشام عاد يداعب مخيلتهم وهم وحلم أن يكونوا طالبان سوريا بعد التطورات الأخيرة!

ولهذا أحببت اليوم أن أوضح لماذا لا يمكن أن تكون الهيئة طالبان دون تغيير جذري حقيقي (لا أتوقعه).

بدايةً أقول للجنود: لكي لا يغشّكم مَن لاخَلاق لهم من المتزعِمين والمرقِّعين، فالقصة ليست بالتصنيف… إنما مشكلة سياسة وتركيبة وبنية وعلاقات داخلية.

1⃣ موضوع التصنيف والتفاوض
طالبان نموذج جماعة صبرت وجاهدت ٢٠ عاما، قدمت فيها أكثر من ٥٠ ألف شهيد وآلاف المعتقلين، حتى فرضت نفسها كجزء أساسي من المعادلة بطريقة دفعت أمريكا والقوى التي معها -مُكرَهةً- إلى الاعتراف بها، واعتمادها كجزء من استراتيجية المرحلة القادمة.
وفي هذا فرق كبير مع من يقدم قرابين الطاعة والخضوع والذل والتبعية، ولو على حساب التفريط بخيرة المجاهدين الذين معه، فقط للخروج من قائمة التصنيف، والذي إن تم فلن تكون الهيئة بعدها تكتلا محترَمًا ولا نِدًا بل ذيلا كباقي الذيول.

2⃣ التماسك الداخلي
طالبان حافظت رغم الحروب الطويلة التي خاضتها على تماسك بيتها الداخلي، والذي كان له أسباب عديدة -فضلا عن الانتماء العشائري والمذهبي الواحد- منها:

١- تصدر علماء ثقات ثبتوا على مبادئهم بشدة، وفي مقابل ذلك نجد عندنا من تاجروا بمبادئهم وقيمهم وانسلخوا عن أكثرها، حتى غدت بابا للسخرية والتندُّر.

٢- التحام الجنود بالقادة، الذين آثروا العيش كما عاش جنودهم وكانوا قريبين منهم دائما، فلا تجد في حالة طالبان هذا الفرق الشاسع في الحياة والمعيشة بين جندي مسحوق وقائد يتمتع بمستوى رفاهية وبذخ فاحش اكتسبه من الجهاد المزعوم، لا من مال أبيه وأمه!

٣- تمسك القادة بجنودهم ومحافظتهم عليهم، ويكفي أن تعلموا بأنهم اختلفوا مع بن لادن فيما تبنته جماعته من أحداث ١١سبتمبر ومع ذلك رفضوا تسليم مسلم لكافر رغم وجود الكثير من الحجج التي قد يستسهلها غيرهم، وفي المقابل نجد عندنا من استسهل ذلك حتى غدا أمرا اعتياديا عنده، بدءًا من المراقبة وتقديم المعلومات وصولا للتسليم إلى الكفار!

3⃣ خيار الشعب
الشعب الأفغاني عانى كثيرا من ويلات الحرب ومن أمراء الحرب، فلما أتت طالبان أتت مِنَ الشعب وبعقليته وقيمه، وحققت له الأمن ملتزمة المبادئ التي اختارها الشعب لنفسه، ولم تكن تمثل تهديدا لمبادئ الناس ولا لنخبهم ولا ناشطيهم، لم تصطدم بخيارات الشعب، لم نسمع عن تعذيب يندى له الجبين في معتقالتها، ولا عن أناس فوق الشرع وآخرين تحته، لذلك في حرب العصابات كان الناس عونا لها.

وفي المقابل نجد عندنا من توجدُ بينه وبين الشعب هوَّة كبيرة في العقلية، وفي طريقة التعاطي مع شعب ضحى بمقدراته المادية وبأمنه واستقراره في سبيل حريته وكرامته، والآن يأتيه من يريد أن يفرض الأمن المزعوم من خلال تكميم أفواه المصلحين، وسجن الثوار والمجاهدين، لتستمر ثنائية (الأسد _ مخلوف) بالعقلية القائمة على الإرهاب والاحتكار الاقتصادي لزعماء الجماعة، وهذا ما جعل نخب الثوار يبتعدون عن الهيئة بل يتخوفون من مجرد فكرة سيطرتها على مكان، فضلا عمن هو مستعد لقتالها حال تفكيرها بالتمدد!

4⃣ التفرُّد بالساحة (الذي تعول الهيئة عليه)
استطاع الطالبان في مرحلة ما قبل الغزو الأمريكي أن يقضوا على جزء كبير من خصومهم ومنافسيهم، ويسيطروا على مساحة كبيرة من أفغانستان بالقوة، وقد كان لذلك أخطر الأثر في استعداء تلك الجماعات التي كانت في الأصل جماعات مجاهدة ضد السوفييت، ما جعلها تدخل في التحالف المعادي مع أمريكا، ولذلك نرى اليوم من طالبان كلاما عن سلوك مختلف، ستثبت الأيام صحته من عدمها.

في سوريا ذكر قائد الهيئة في مقابلة له مؤخرا أن “الناس في مناطق الشمال تطالب جماعته بالسيطرة على مناطقهم لتخليصهم من الفوضى”.
وهذا متوقَّع جدا، بل هو التسلسل المنطقي لطريقته ومن معه في التفكير، وللطريقة التي تدار بها الأمور في الشمال، ولا عزاء للفاشلين، الذين جعلتهم الدول مطوَّقين بواقعٍ لايتجرؤون على تغييره، حتى يأتي من يتجرأ أو مَن خُطِط له أن يتجرأ.

5⃣ الانتصارات
طالبان استطاعت أن تكيِّف طرق قتال تناسب واقعها وبيئتها، واعتمدت حرب العصابات ما خفف تبعات الحرب على سكان المدن، وصحيح أن انتصاراتها كانت محدودة لكنها متتابعة ومستمرة وموجعة للعدو على مدار عشرين عاما.

أما جماعة الهيئة فمنذ أن تمكنوا والهزائم مستمرة مع خسارة للأرض وللقدرات، والأهم خسارة خيرة المجاهدين وأصحاب الخبرات الذين يعول عليهم في الدفاع عن البلاد.

لذلك أكرر لجماعة الهيئة (ولغيرهم)، ببنيتكم وبعلاقتكم الحالية مع الناس لستم أفضل من فصائل الجيش الأفغاني، فاستدركوا قبل فوات الأوان.

 

– – – – – – –

#من_تعليقاتكم

شيخ ممكن تضيف هالفكرة لآخر منشور
طالبان دخل جنودها كابل وهم مكشوفوا الوجوه، إذ لا يخشى صاحب الحق والعمل المشرف من كشف وجهه…
بينما “عندنا” ما زال هؤلاء يخبئون وجوههم على معابر الملوخية

 

– – – – – – –

#من_تعليقاتكم

آه يا شيخي لو انك سمعت الخطبة عن طالبان.
طلعنا كلنا مرجفين ومنافقين وكل حدا بيحكي عن الامراء هنا هو السبب في الهزائم التي عشناها بعد أن كان معنا ٧٥ في المية من سوريا

يعني يجب علينا أن نعظم قادتنا لأنهم أطهار أخيار وهم قادة الفتوحات ولولاهم لكنا الان في بطن سمك السلمون!!!

 

– – – – – – –

#من_تعليقاتكم

شيخي سمعتهم يقولون: إن تجربة طالبان عمرها أكثر من 30 سنة وهي تقارع الاحتلالين الروسي والامريكي ..

وأنهم أي (الهيئة) لم يأخذوا الفرصة الكافية فالأمور استتبت لهم منذ سنوات قليلة… 3 أو أربع سنوات..

⚠️ رد: الاشكال ليس فقط ماذا قدموا، ولكن في أي اتجاه يسيرون، وهذا قد اتضح في السنوات الأخيرة…

 

– – – – – – –

‏بخصوص سيطرة #طالبان على أفغانستان ووصولها إلى السلطة بدون عملية ديمقراطية؛نقول لمن فاحت رائحة شواء أكبادهم:

هل قبلتم بالديمقراطية التي أفرزت
“الإنقاذ في الجزائر”
أو “حماس في فلسطين”
أو “مرسي في مصر”؟!

لن يقبل الغرب وعملاؤه مخرجات أية انتخابات إلا إذا افرزت عملاء وتابعين وتافهين.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *