طالما عجزتم… فلتكن حلقات القرآن مأجورة!

لو كنت الأمير 23

طالما عجزتم…
فلتكن حلقات القرآن مأجورة!

مع بداية العطلة الصيفية التي اعتادت فيها أغلب الأسر السورية إرسال أطفالها إلى المساجد ليتعلموا دينهم وليحفظوا من كتاب الله… سيصدم كثير من الأهالي في مناطق الشمال المحرّر بأنهم سيذهبون لتسجيل أولادهم، فلا يجدون لهم مكانًا في المسجد، هذا إن وجدوا فيه حلقةً أصلًا!!

تلك الحلقة التي لا يتجاوز دوامها ثلاثة أيام كل يوم منها ساعتين بالكاد يدرك الأستاذ فيها أن يتسمع للطلاب حفظهم بلا وقت للدروس ولا لأنشطة ولا لغرس القيم!!!… ومع ذلك فهذا فيتطلب أن لايتجاوز العدد ٢٠ طالبا في الحلقة، ولكنك ستراها بلغت أكثر من ثلاثين.

عندما تسأل المسؤولين عن ذلك ستُجاوَب بأنّ نصف معلمي الحلقات متطوعون يعملون بالمجان وهذا يعني أنهم أقل عددا من الاحتياج وأضعف التزامًا بضوابط العمل…
وحتى من يتقاضون الأجر منهم فهو أجر زهيد (مثلا المثبتين عند الأوقاف التركية في مناطق الشمال يتقاضون ٤٠٠ أربعمئة ليرة تركية اي ٥٠ دولار، لا تكفي أسبوعًا مع الغلاء الفاحش حولنا)

يضاف إلى ذلك بأن من تم توظيفهم كأئمة وخطباء يمنعون من التدريس في حلقات القرآن بأجر، على اعتبار أن راتبهم ثروة (مع أنها لا تصل ٩٠$ لاتكفي آجار بيت يليق بالسكنى الكريمة وجلُّهم نازحون)، وهذا ما جعل كثيرًا من قليلي الكفاءة يتصدرون لتعليم القرآن، بسبب منع الأئمة والخطباء من ذلك!!!

إذن لا يوجد حلقات لعدم وجود رواتب يتم توظيف معلمين بها… ولقلة عدد الكوادر أصلًا..

الحل المقترح #لو_كنت_الأمير :

معظمنا يذكر كيف كانت مساجدنا قبل الثورة تغص بمئات الطلاب، في الإجازة الصيفية، وكان الطالب يدفع خمسمئة ليرة سورية عن شهري الصيف، وكانت تعادل يومها ١١ دولار أي قرابة ٩٠ ليرة تركية.

الآن صحيح أن أغلب الناس في فقر وحاجة ولكن هناك الكثيرون أيضا ممن يستطيعون الدفع، ولا ننس أن المعلم أيضا في فقر وحاجة…

لو كنت الأمير لسمحت بتقاضي أجر رمزي من طلاب الحلقات القرآنية، ٢٠ ليرة تركية كل شهر (3$)، فهي لن تكسر أهل الطالب (ثمن نصف فروجة!!) ولكنها بمجموعها من ٢٠ طالب تشكل راتب مساوي لراتب الأوقاف الرمزي،

ولجعلت الدفع لمكتب الأوقاف عند التسجيل وهي بدورها تدفع للمعلمين، فهذا أكرم للمعلِّم وأحفَظ لمقامه…

وبنفس الوقت يكون هذا أشبه برَسم جدية، يجعل الأهالي يتابعون ويهتمون أكثر بأولادهم…

وفي الصيف لسهولة تنظيم العمل يتم تقاضي أجر شهرين دفعة واحدة لأن كثير من الطلاب يسجلون في الصيف فقط.

وحينها تبقى الحلقات الممولة من المنظمات والأوقاف للمناطق الأكثر فقرًا…

ولو كنت الأمير لجعلت الأمر تنافسًا مفتوحا؛ أي يمكن للمعلم الناجح أن يعطي أكثر من حلقة بأوقات مختلفة، وأترك حرية ذلك للناس ليختاروا من يريدون طالما انه يفتح المجال لهذا… فهذا يدفع المعلمين إلى التنافس في الإبداع…

وعملهم وتكسبهم من هذا أشرف وأكرم لحملة كتاب الله ولتعظيمِ دين الله من ترك معلمي القرآن بعد الحلقة يعملون في مهن لاتليق بكرامة وشرف ما يحملون من علم…

وهذا أرضى لله من تحويل تعليم القرآن صنعةً لمن لا صنعة له…. ونفس الأمر للأئمة والخطباء، فاستثمارهم في التعليم أكرم لدين الله من أن يعملوا بما فيه امتهانٌ لهم… وكيف سيُسمَعُ لهم بعدها؟!!!

وللحديث عن أوقاف المسلمين بقية نكملها لاحقً إن شاء الله.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *