مثبت في قسم دورات إعداد المعلمين

المناهج الأكاديمية… وإعادة اختراع العجلة!

المناهج الأكاديمية
وإعادة اختراع العجلة!

من الأمور التي أنصح بها دائما استثمار كل ما يمكن الوصول إليه من مناهج تعليمية وتدريبية، أكاديمية ومدرسية، مدنية وعسكرية، في عموم الدول الأكثر تقدما وتطورا…

واليوم أخص بالذكر ما ينشر في دول مجلس التعاون الخليجي العربي خصوصا… فلكون مناهجهم باللغة العربية فذلك يختصر علينا حتى إشكالية الترجمة وإعادة الإخراج؛ وقد كنت تحدثت سابقا عن أهمية تفعيل مراكز الترجمة، واليوم أقترح حلا اسعافيا أسهل.

ففي دول مجلس التعاون الخليجي توجد مناهج أكاديمية أكثر من ممتازة، مناهج متقدمة بفارق عشرات السنين مقارنة بما يمكن لدول أفقر وأضعف إنجازه، هذا فضلا عن أن نستطيع نحن ذلك في مثل وضعنا الحالي..

مناهج شارك في إعدادها عشرات بل مئات الباحثين في مراكز بحثية علمية تنفق عليها تلك الدول سنويا عشرات بل مئات ملايين الدولارات، هذا فضلا عن تواصلهم الفعال مع المراكز البحثية الغربية واستفادتهم منها… ولذلك أصبحت كثير من دول الخليج العربي في السنوات العشر الماضية تحتل مراكزًا متقدمة ضمن قوائم تصنيف جودة التعليم الأكاديمي والمدرسي على المستوى العالمي.

أستغرب كيف يحلو لبعض السطحيين تبسيط موضوع تأليف المناهج وإعداد البرامج، وكأنه أمر بسيط يستطيعه آحاد الناس من المختصين وغير المختصين!!

ولعل أولئك يقصدون ذلك التأليف الذي لا يعدو عندهم مجرد جمعٍ من هنا وهناك، دون آلية واضحة ولا استراتيجية علمية دقيقة، وما ينتج عنه عادة من نتائج مشوهة غير متناسقة ولا متكاملة أو فعّالة… بسبب تحكيم اجتهاداتٍ فردية وخبرات بسيطة محلية في الانتقاء من مناهج أُنفِق لأجلها الكثير وتعب في إخراجها الكثيرون في فرق عمل متخصصة متكاملة… يجمع أصاحبنا منها ويخرجون المجموع إخراجا بسيطا، ويحرموننا الاستفادة من إخراج المواد الأصلية المميز وما فيه من فوائد عظيمة!!

ولهذا أقول بأن اعتماد مناهج كاملة متكاملة كما هي، أفضل بكثير من التجميعات المشوهة التي يقترحها البعض، وينسبها إلى نفسه.

#لو_كنت_الأمير لشكلت لجانا لا للتأليف بل للمقارنة والدراسة للخطط الدرسية للجامعات والأكاديميات الشهيرة، (حتى لأرسلت من يأتينا بالمناهج المعتمدة لما هو غير متوفر عبر الإنترنت ولكن الحمد لله أكثرها متوفر)، لنختار منها ولنعتمد أنسبها، وبالذات في المجالات العلمية التخصصية، بحيث يكون التدخل فقط بحذف وتعديل ما قد يخالف قيمنا الإسلامية وأعرافنا المحلية في بعض المواد والكليات النظرية فقط…

[وهنا لا أنسى أن أبدي إعجابي باعتماد هذه الفكرة وتطبيقها الذي شاهده الناس في مكتبة كلية الشرطة بإدلب… جزى الله من قام بذلك ووجه إليه كل خير].

أما بالنسبة لمرحلة الدراسة ما قبل الجامعية، فيضاف إلى ما ذكرنا ضرورة مراعاة إمكانية تطبيق المواد المختارة ومناسبة المحتوى للإمكانات والظروف الحالية المتاحة المادية والبشرية… ولذلك فحديثي اليوم عن المستوى الأكاديمي أكثر.

⚠️ ختاما: فكرة “لا تعيدوا اختراع العجلة” يجب أن نطبقها في مختلف المجالات لأن الأصل أن نركز طاقتنا وأفكارنا وجهدنا ومالنا ونشغل كوادرنا القليلة أصلا في حرب تحررنا، ولكل مرحلة سياسة تناسبها…

والحمد لله رب العالمين

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى