أحفاد لورانس بين ظهرانينا!

لورانس العرب

عندما قام العرب بثورتهم التي سميت الثورة العربية الكبرى، ظننا منهم أنهم يتحررون من ظلم من رمى الإسلام وراء ظهره يومها وغدا ينادي بالقومية والعصبية الطورانية، أرسل لهم الإنكليز مجموعة من الجواسيس، تظاهروا بصفة الناصح الأمين، والعرب بعاطفتهم المعهودة قربوهم وأدنوهم وسيدوهم عليهم.

أحد أشهر أولئك كان #لورانس_العرب، الذي غدا مستشارا أساسيا للشريف حسين ولأبنائه.

إحدى أهم مهام لورانس كان توجيه العرب إلى تخريب البنية التحتية لبلادهم، فتم تدمير سكة خط حديد الحجاز الذي كان يربط استانبول بالحرمين الشريفين، وتم تدمير شبكة التليغراف التي كانت تؤمن الاتصال بين كل هذه البلدان، وتم تدمير جزء كبير من المباني الحيوية والبنية التحتية، بالإضافة لسرقة كنوز الشعوب وهي الآثار التي لا تقدّر بثمن….(برأيكم هالحالة بتشبه حالة مين؟!)

المهم، كلما بدأت ثورة في أي دولة، يتم إرسال أشباه لورانس ليقوموا بنفس المهام التي قام بها لورانس.

منذ مطلع القرن العشرين لم يعد امتلاك المواد الأولية هو معيار القوة الأساسي، بل امتلاك التكنولوجيا، لذلك فإن برميل النفط غدا بضعف
إدارة الدول العربية أرخص من برميل الحليب، واليابان كدولة غير منتجة للنفط بثمن منتجات إلكترونية مصنوعة من برميل واحد تشتري
ملايين البراميل، فالسر بالتكنولوجيا، والحرمان منها، فهي معيار القوة والضعف.

عندما نتحدث عن تدمير البنى التحتية فالهدف أن تبقى الدول التي يُخشى أن تشذ عن المنظومة الدولية ضعيفة فقيرة تابعة محتاجة لكل شيء..

عندما تسير في مناطقنا المحررة لترى آلاف المصانع الصغيرة ومئات المصانع الكبيرة -التي كانت تُصدِّر للدول المجاورة- تراها وهي تفك بتوجيه وإذن ورعاية المتزعمين المجاهيل الذين يبيعونها خردة، لابدّ أن تُعمِل عقلك لتعرف الغايات الحقيقية… فهم لو شغلوها لكانت مرابحها السنوية أكبر من القيمة التي باعوها بها خردة، ولكنه الفرق في التفكير بين من ينوي البقاء وبين من ينوي المغادرة إلى حيث مهمته التالية.

بهذا الذي نراه من حولنا مما ذكرنا، سيأتي يوم يُقال لنا فيه: “ولو بقي لكم قطاع محرّر فأنتم بحاجة كل شيء من دول الجوار، فعليكم أن تنفذوا كل ما يفرض عليكم رضيتم ام لم ترضوا”، ودور أحفاد لورانس أن يوصلونا إلى تلك المرحلة.

البارحة رأيت منشورًا لغيورٍ يتحدث عن الفرق بين ثمن كيلوا حديد الخردة وثمنه كسكة حديد راكبة والفرق ٣٠٠ ضعف، واليوم سرت في منطقة مليئة بالمعامل (سابقا) فلكم جرحني مشهد مصانعها وقد بيعت حتى سقوفها ومنشآتها المعدنية، خُردةً بأقل من عشر قيمتها، وغدت هياكل خاوية.

أشياء كثيرة يبيعها المخربون الجهلة الحمقى بدراهم قليلة تكون بالتكنولوجيا التي فيها تساوي أضعافًا مضاعفة، هذا إن رضيت الدول ان تبيعنا شيئا منها في قابل الأيام، ولم يتركونا محاصرين، على شاكلة قطاع غزّة.

هل عرفتم الآن من أحفاد لورانس وما دورهم؟!

0

تقييم المستخدمون: 4.6 ( 11 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *