خطبخطبة الجمعةربيع الأول - المولد النبويكاتبمحمد أبو النصرملفات وبطاقات دعويةمناسبات الأشهر القمرية

محمد رسول الله وكيف تكون محبته؟

خطبة الجمعة

الكاتب: محمد أبو النصر
التاريخ: 11/ ربيع الأول/1436هـ – الموافق: 2/1/2015م
المكان: أحد مساجد حلب المحررة
المدة: 24 دقيقة

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الأولى
1- (محمّد رسول الله)
2- الإقرار بنبوة محمد ركن من أركان الإيمان.
3- أهل الكتاب عرفوا نبوته وجحدوا ذلك.
4- بعض من أوصافه النبوية.
5- بعض ما خصّ الله به نبيّنا.

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الثانية
6- محبّة رسول الله أصل من أصول الإيمان.
7- كيف تكون محبّة رسول الله ؟ وما مظاهرها؟
8- ذكرى مولد النبي، وحكم الاحتفال به بقصيدة للعشماوي
9- هلّ الهلال فكيفَ ضلَّ الساري..

رابط الخطبة على صفحة الفيسبوك

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3
* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الخطبة الأولى:
الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكُفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله فاستدرج الكُفَّار بمكرِه، وجعل العاقبة للمتقين بفضلهِ، وأظهر دينه على الدين كُلِّهِ.

القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُمانع، والظاهر عليهم فلا يُنازع، والآمرُ بما يشاء والحاكِم بما يريد فلا يدافع ولا يُراجع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى بها ربَّه، وأشهد أنَّ نبيّنا محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشِّرك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد من آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين أمّا بعد عباد الله:
يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ * فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) (البقرة:151-152)

فربُّنا الذي عرفنا عظمته وأيقنا بربوبيته وتوجهنا له وحده سبحانه، كان من عظيم فضلِه ورحمتِه بخلقه أن هداهم لخير الدنيا والآخرة، فأنزل وأوحى كلامه لأنبيائِه ورُسلِه، وأرسلَهم لأقوامِهم خاصّة، حتى أتى أمرُه فتفضّل على العالمين بِبعثة خاتم النبيّين، إمامِ الأنبياء والمرسلين، محمدٍ صادقِ الوعدِ الأمين الذي قال فيه ربُّه سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107)

نبينا وشفيعنا (محمّد رسول الله) الذي لا تقبل شهادة التوحيد بعد الإقرار بألوهية الله وحده، إلا بالإقرار بنبوّته صلوات ربّي وسلامهُ عليه، ليكونَ الإنسانُ مُسلمًا فيشهد أن: لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله.

فكم ممن عرَفَ الله وجحد نُبُوّةَ محمّدٍ تجبُّرًا واستكبارا، أولئك جميعًا لم يقبل الله منهم إيمانهم، فأهل الكتاب يعرفون أوصاف النبيّ ويجدونها عندهم، قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ…) (الأعراف:157) ومع ذلك يكذِّبونه والله تعالى يؤكِّد معرفتهم لصِدقِ نبوّته: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(البقرة:146)

ذاك النبيُّ الكريم الذي أرسلَه اللهُ بالهدى ودين الحقِّ على قِلَّةٍ من العلم، وضلالة من الناس، وقربٍ من الساعةِ، ودُنُوٍّ من الأجل (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33)

نبيُّنا الذي أُرسِلَ رحمةً للعالمين امتدحه ربُّهُ فقال عزّ مِن قائل: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)

وقال تعالى: (لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنِتّم، حريصٌ عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم) (التوبة: 128).

رسولنا الذي أيده الله بخير الصَّحب فقال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ …) (الفتح:29)

رسولنا الذي رفع الله ذكره في العالمين، وجعل طاعتَه شرطًا لإيمان المؤمنين،(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (الشرح:4)

رسولنا الذي بذل وضحّى بكلِّ شيء هو وصَحبُهُ ليصِلنا الدين فلا نكونَنَّ من الخاسرين.

رسولنا الذي خصّه الله تعالى وأمَّتَهُ بما لم يكن لغيره من الأنبياء والمرسلين.

فقد روى البخاري ومسلم عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ”

اللهم ارزقنا حبّه وشفِّعه فينا واحشرنا معه وتحت لوائه اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وعلى آلِ إبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْت عَلَى إبْرَاهِيمَ وعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفا وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى عباد الله، خير الوصايا وصيّة رب البرايا:
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]

فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العصمة من الفتن، والسلامة من المِحَن. أمّا بعد:
إخوة الإيمان: لابدّ أن نعلم جميعًا أنّ محبته صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الدين، لا يصح الإيمان إلا بها (قول واعتقادا وعملا) فقد روى البخاري ومسلم عن أنسٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يُؤمن أحدُكم حتَّى أكونَ أحبَّ إليه مِنْ والده وولدِهِ والنَّاس أجمعين”.

ولكن كيف تكون المحبّة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وماهي مظاهرها؟
أتكون بإيقاد القناديل وبتزيين المساجد في شهر مولده الشريف! أم تكون بقرع الدفوف والتراقص والخلعِ مع ذِكره زاده الله تشريفا!!
إخوة الإيمان إنَّ لمحبِّة رسول الله صلى الله عليه وسلم مظاهرُ ذكرها الله في كتابه، أوَّلها شرطٌ من شروط الإيمان ألا وهو : الرضى بحُكمِه صلى الله عليه وسلم والتسليم لما جاء من شريعته، قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء

فمحبته صلى الله عليه وسلم تكون بالتأسِّي به: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب:21)

ومحبته صلى الله عليه وسلم تكون بالتبليغ عنه ونشرِ دعوته وتعليمِ سنّته وسيرته، وهو القائل روحي فداه: (بلِّغوا عنِّي ولو آية)

ومن محبّته صلى الله عليه وسلم التأدُّب عند ذِكره، فيقال رسول الله، ويقال نبيّ الله، من غير غلوٍّ ولا شطط في وصفهِ ومدحِه.

ومن محبّتِه صلى الله عليه وسلم كثرة ذِكرِهِ والثناء عليه، وكم يُذكَرُ أناسٌ وخلقٌ في مجالسنا ولا نسمع فيها ذِكرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكم يهجرُ أناسٌ الصلاةَ عليه، والله تعالى أمرَ بها وبدأ فيها بنفسِه وثنّى بملائكة قدسه وأتبع بالعالمِ من جِنِّهِ وأنسِه، فقال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (الأحزاب: 56)

وقال روحي فداه: “البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ”. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

ومن محبتِهِ صلى الله عليه وسلم محبَّةُ من أحبَّ مِن صحابته وأهل بيته رضوان الله عليهم جميعًا.

عباد الله لابدّ أن نعلم أنّ المحبّة ليست مجرّد كلماتٍ وألفاظ فكم ادّعى أناسٌ محبة الله ورسوله فابتلاهم الله بقوله سبحانه: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (آل عِمران:31)

فمحبّةُ رسول الله والفرحُ به تكون باتباعه وإحياء سنته والجهاد لإقامة دينه وهذا كان فهم الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الصالحين …

فهلا تتبّعنا نهجهم وطريقتهم في الحبِّ الصادقِ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم

[* القصيدة للشاعر عبد الرحمن العشماوي] هـلّ الهـلال فكـيـف ضــلّ الـسـاري *** وعـلام تـبـقى حِـيرةُ الـمُـحـتـارٍ
ضحك الطريق لسالِكيـه فقـل لمن *** يـلوي خـُطـاه عن الطـريقِ حــذارِ
إنــي أرى بــدع الـمـوالِـد أصـبـحـت *** داءً يُـــهــدِّدُ مـنهـج الأخــــيــــارِ
وأرى القباب على القبور تطاولـت *** تـغـري العـيـون بفـنـهـا المـعـمـاري
يـتـبـركـون بــهـــا تــبـــرك جـاهـل *** أعـمـى البـصـيـرة فـاقـدِ الإبــصــارِ
فــِــرقٌ مـضـلَّلـةٌ تـجـسِّــدُ حـُبــَّها *** للمصـطـفى بالـشطـح والـمـزمــارِ
أنا لست أعـرف كيـف يجمـعُ عاقـل *** بــيـــن امتداح نـبـيـنــا والــطـــارِ
إنــي أقــول لـمن يـخادع نـفـسه *** ويـعـيــش تــحـت سـنــابـك الأوزارِ
سـل أيهـا المخـدوع طيـبـة عنـدمـا *** بـلغـت مـداها نـاقـةُ الـمـخـتــارِ
سـل صُحبَـة الصديـق وهـو أنيسـه *** فـي دربه ورفـيـقـه فـي الــغــارِ
سـل حمـزة الأسـد الهصـور فعـنـده *** خــبــر عـــــن الـجـنـَّـات والأنهارِ
سل فـي ريـاض الجنـة ابن رواحـة *** واسـأل جناحي جـعـفـر الـطـيـارِ
سـل كـلَّ مـن رفعـوا شعـار عقيـدة *** وبهـا اغتنـوا عـن رفع كل شـعـارِ
سلهم عن الحـب الصحيـح ووصفـه *** فلـسـوف تسـمـع صـادق الأخبارِ
حــب الـرسـول تـمـسـك بشـريـعـة *** غــــرّاء فــــي الإعلان والإسـرارِ
حـــب الـرســول تـعـلــق بـصـفـاتـه *** وتــخــلـق بــخلائـق الأطـــهــــارِ
حــب الـرسـول حقيـقـة يحـيـا بـهـا *** قــلـب الـتـقي عـمـيـقة الآثـــــارِ
إحــيــاء سـنـتــه إقــامة شــرعه *** فــي الأرض دفع الـشَــكِّ بـالإقــرارِ
إحــيــاء سـنـتــه حـقـيـقــة حبه *** في القلب في الكلمات في الأفكارِ
يا سـيـد الأبــرار حـبـك فــي دمـــي *** نـهـر عـلـى أرض الصـبـبة جاري
يـامـن تـركـت لـنـا المحـجَّـة نبعـُهـا *** نــبــعُ الـيـقـيـن ولـيلـُها كـنــهــارِ
سُحـب مـن الإيمـان تنعـش أرضنـا *** بالـغـيثِ حـيـن تـخلـُّـف الأمــطــارِ
لــــك يـا نـبــيَّ الله فــــي أعـمـاقـِنـا *** قـِمــم مــن الإجلال والإكــبـــارِ
عـهــد علـيـنـا أن نـصـون عـقـولـنـا *** عــن وهــم مبـتدعٍ وظنّ مُـمـاري
علـمـتـنـا مـعـنــى الــــولاء لـربــنــا *** والـصـبـر عــنـد تـزاحمِ الأخــطــارِ
ورسـمـت للتوحـيـد أكـمــل صـــورة *** نفـضـت عـن الأذهان كـل غـبــارِ
فــرجــاؤنـــا ودعـــاؤنــــا ويـقـيـنــنــا *** وولاؤنــــــــا لــلـــواحـــد القهارِ

0%

تقييم المستخدمون: 2 ( 3 أصوات)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى