سلاح الدعاء يا أهل الشام

خطبة الجمعة

الشيخ: محمد أبو النصر
التاريخ: 7/ جمادى الآخرة/1436هـ
الموافق: 27/3/2015م
في أحد مساجد حلب المحررة
المدة: 29 دقيقة

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الأولى
1- وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.
2- أتعجز عن نصرة إخوانك ولو بالدعاء !!
3- سلاح الأنبياء والدُعاةِ والمجاهدين.
4- إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ.
5- وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ ولو بعد حين.
6- ثورة الشام ودعوة المظلومين.

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الثانية
7- زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء الغريق.
8- الدعاء.

رابط الخطبة على الفيسبوك

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3
* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الخطبة الأولى:
الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكُفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله فاستدرج الكُفَّار بمكرِه، وجعل العاقبة للمتقين بفضلهِ، وأظهر دينه على الدين كُلِّهِ.

القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُمانع، والظاهر عليهم فلا يُنازع، والآمرُ بما يشاء والحاكِم بما يريد فلا يُدافع ولا يُراجع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى بها ربَّه، وأشهد أنَّ نبيّنا محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشِّرك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد من آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين أمّا بعد عباد الله:
يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين:
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)

أمرٌ ربَّاني وتوجيهٌ إلهي لعباد الله المؤمنين ليكثروا من الدعاء فتتعلَّق قلوبهم بربِّ الأرباب، ومسبِّب الأسباب، الكريم الرحيم المنَّان الذي ما أمر بالدعاء إلَّا ليمُنَّ بالإجابة، ذلك الدعاء الذي يُظهر تعلَّق العبد بربِّه، ويقينه بقدرته وقوته سطوته، ذاك السلاح الذي يدفع به المظلومُ قهر ظالمه عن نفسه، ذلك السلاح العزيز الذي لا يملكه إلّا المؤمنون، سلاح الأنبياء والأتقياء على مرِّ العصور، ذلكم السلاح هو الدعاء…

دعاء الاستعانة من عاجزٍ ضعيف بقوي قادر، دعاء الاستغاثة من مخلوقٍ ملهوفٍ بخالقٍ قادر، دعاء التوجه والرجاء إلى مصرِّفِ الكون ومدبِّر الأمر، ليقهر ظالمًا، وينصرَ مظلومًا، ويُعلي مؤمنًا، ويخذُلَ كافرًا، لِيُزيلَ عِلَّة، أو يَرْفَعَ مِحْنَةً، أو يَكْشِفَ كُرْبَةً، أو يُحَقِّقَ رجاءً أو رَغْبَة.

سلاحٌ لا يستعصي ولا يتعطَّل، سلاحٌ لا يخذلُ في أيِّ معركة، سلاحٌ يربطك بمسبب الأسباب وبمقدِّر الأقدار سلاحٌ لا عُذر لأحدٍ بعدم استخدامه.

يامن تدَّعي العجزَ عن نصرة إخوانك بالنفس والمال، أتعجز عن نصرهم بالدعاء!! يامن عظُم في نفسِك سلاح العدو وتجبُّره، أين أنت من السلاح الذي لا يُغلب؟ ومِن القوةَ التي لا تُقهر؟ أين أنت مِن سلاحُ الدعاءِ والالتجاءِ إلى رب الأرض والسماء؟ فكم من دعوةٍ صادقةٍ فرجَ اللهُ بها كرباً, وكشفَ اللهُ بها هماً وغماً, وجعل بها من بعد عسرٍ يسراً، أين أنت من استعمال سلاح المرسلين؟ سلاحِ الأنبياء والدُعاةِ والمجاهدين؟

سلاحٌ نجَّى الله به نُوحًا – عليه السلام – فأغرق قومه بالطوفان:
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)) (القمر:9-16)

سلاحٌ نجَّى الله به نُوحًا، سلاحٌ نجى الله به موسى عليه السلام من الطاغية فرعونَ، عندما طغى، وتجبَّرَ وتسَلَّطَ، ورفض الهدى ودينَ الحَقِّ: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)) الشعراء

سلاح الدعاء نجى الله به صالحًا، وأهلك ثمودَ، وأذَلَّ عادًا، وأظهرَ هودَ، وأعَزَّ محمدًا في مواطنَ كثيرة… (صلوات ربِّي وسلامه على أنبيائه أجمعين)

سلاحٌ حارب به رسولُ الله وأصحابُه … فقد روى الإمام مسلمٌ وغيره عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ – رضي الله عنهما – : قال : حدَّثني عمرُ بنُ الخطاب رضي الله عنه قال: لمَّا كان يومُ بدرٍ نظرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلى المشركين وهم ألفٌ، وأصحابُه ثلاثُمِئة وتسعةَ عشر رجلًا، فاستقبل نبيُّ الله القِبْلَةَ، ثم مدَّ يديه، فجعل يَهْتِفُ بربِّهِ يقول: “اللهم أنْجِزْ لي ما وعدتني، اللهم آتِني ما وعدتني، اللهم إِن تَهْلِكْ هذه العصابةُ من أهل الإِسلام لا تُعبَدْ في الأرض” فما زال يهتِفُ بربِّه مادًّا يديه [مُسْتَقبِلَ القِبلة]، حتى سقط رداؤه عن مَنْكِبَيهِ، فأتاه أبو بكرٍ، فأخذَ رداءَهُ، فألقاه على مَنكِبَيهِ، ثم التزمَهُ فأخذهُ من ورائه، وقال: يا نبيَّ الله، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُك ربَّك، فإنَّه سَيُنْجِزُ لَكَ ما وَعَدَكَ. فأنزلَ الله -عزَّ وجلَّ- : (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ) [الأنفال: 9]. فأمدَّه الله بالملائكة. [مُردِفين: يتبعُ بعضُهم بعضًا، إشعارًا بعظمةِ غوثِ اللهِ إشعارًا بعظمة مَدَد الله ونُصرتِهِ لعبادِه المؤمنين، وإن كان واحدٌ من الملائكة ليكفي لصدِّ كُلِّ أولئك المجرمين]

و مع تعاقب الأزمان وتغير الأحوال لا يزال ذلكم السلاح هو سيف الصالحين المخبتين… سَيْفُ المظلومين المستضعفين، سيفُ كلِّ من انقطعت به الأسباب، وأغلِقَتْ في وجهه الأبواب…

يامن تطرق أبوب الناس تسألهم عونًا يامن تطرق أبوب الدول والحكومات ليكونوا لك ذُخرًا ومددا أين أنت من طرق باب العزيز الجبَّار … أيها المظلومون في هذه البلاد أين أنتم من طرق باب الله أين نحن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ادُعوا اللهَ وَأنْتُمْ مُوقِنُونَ بالإِجَابَةِ، واعلموا أنَّ الله لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً من قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ”. [حديثٌ حسنٌ رواه التِّرمِذي].

أين نحن من الحديث الحسن الذي رواه أبو داود والترمذي عن أَبي هريرة – رضي الله عنه – ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – : ((ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَات لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ ))

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوةُ المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففُجورُه على نفسه” [حديث حسنٌ لغيرِه رواه أحمد].
وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: ((دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ))

ثمّ يسأل سائل كيف سقطت الطائرة الأولى وكيف أتبعتها الثانية وكيف أكرمنا الله بالثالثة

لم وقعت الطائرة التي قصفت أهلنا بالغازات ولم تقع غيرها ؟ … لم مكَّن الله من مجرميها أحياءً ليكونوا عظةً وعبرة ؟ من يسأل هذه الأسئلة لم يسمع الحديث الحسن الذي رواه التِّرمِذي وابن ماجه عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ وتُفتَح لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ وَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ ولو بعد حين”

وعزَّةِ الله نحن بذلك موقنين
دعوة أمٍ مكلومة، دعوة زوجةٍ رمِّلت، دعوة أطفالٍ يُتِّمت ألا ينصرها الله ولو بعد حين؟ ألا ينتقم الله ولو بعد حين ؟ بلى وربِّنا لينصرنّها، بلى وربِّنا لينصرنّها، بلى وربِّنا لينصرنّها، ولو بعد حين ….

وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ
(فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)) (يونس: 102-103)

فيا ترى متى تتحرك ألسنتُنا وتصدحُ بالتضرع إلى الله في الخلواتِ والصلواتِ ليرحم الأمةَ, ويكشف عنها الغُمَّة؟

إلى متى نهجر الدعاء ونحن نرى دماء المسلمين تُسفك وديارهم تدمَّر ومساجدهم تُخرّب؟ وأعراضهم تنتهك؟

كلُّ هذا ثمّ لا تذرفُ لكَ دمعةً, ولا يتحرَّكُ فيك إحساس, ولا تضج لإخوانك بالدعاء وتدَّعي بأنّك من أمَّةِ الإسلام!!

كلُّ هذا ومازلنا نرى بعض الأئمَّة والخطباء لا يكاد يدعوا لإخوانه المجاهدين … لعل أولئك غفِلوا عن قوله تعالى : (( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)) (محمد: من الآية38)

فالدعاءَ الدعاءَ إخوة الإيمان ولنترصد ساعاتِ الإجابة، كيومِ الجمعة، ووقتِ السَّحَر، والثلُثِ الآخر من الليل، ودُبُرِ الصلواتِ المكتوباتِ، وبين الأذان والإقامةِ، وفي السجود… ولنلح بالدعاء ولنوقن بالإجابة فربنا القائل سبحانه :
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة

فأكثروا من سهام الليل فهي السهام الصائبة بإذن الله.

لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا وقمت أشكو إلى مولاي ما أجِد
وقلت: يا أملي فِي كل نائبة يا من عليه لكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أمورًا أنت تعلمها ما لي على حَملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذلِّ مبتهلاً إليك يا خير من مُدَّت إليه يد
فلا تردَّنها يا ربِّ خائبةً فنَهر جودك يروي كل من يرد

أيقظني الله وإياكم من رقدةِ الغافلين وحشرني وإيّاكم في زمرة عباده الصالحين قال الله تعالى وهو أحكم القائلين:(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (الجاثية: 15).

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفا وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى عباد الله، خير الوصايا وصيّةُ ربِّ البَرايا:
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131].

فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العصمة من الفِتن، والسلامة من المِحَن.
أمّا بعد إخوة الإيمان:
قال الله تعالى وهو أحكم القائلين: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ )(62) النمل

وقد روى أبو داود والترمذي عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – : قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَستَحي من عبده إذا رَفَعَ إليه يديه أنْ يَرُدَّهُما صِفْرا خَائِبَتَيْنِ»

وقد روى ابن أبي شيبة والحاكم بسندٍ صحيح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو أعلم الأمَّة بالفتن الكائنة أنّه قال: (ليأتينَّ على الناس زمان لا ينجو فيه إلاَّ من دعا بدعاء كدعاء الغريق) أي: أخلص كما يُخلص الغريق في طلب العون.

فالدعاءُ إخوة الإيمان غايةُ كلِّ مكلوم وسلاحُ كلِّ مظلوم وراحَة كلِّ مهموم، فلنجأر إلى الله بالشِّكايةِ ولنلحّ على الله بالدعاء، ولنرفع أكفَّ الضّراعة لله الواحد القهّار، ادعُوا دعاءَ الغريق في الدُّجى، ادعُوا لإخوانكم المستضعفين والمشرَّدين وأنتم صادقون في الرجا.

إنِّي داع فأمنوا

0%

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *