تحرير إدلب .. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم

خطبة الجمعة

الشيخ: محمد أبو النصر
التاريخ: 14/ جمادى الآخرة/1436هـ
الموافق: 3/4/2015م
في أحد مساجد حلب المحررة
المدة: 30 دقيقة

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الأولى
1- وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.
2- تلك إدلب خاوية من مجرميها؟ (قصيدة).
3- إيران وكرها الخبيث، من أضلَّها الآن؟
4- الإيمان بقضاء الله وقدره.
5- قصيدة: بك أستجير ومن يُجير سواك؟

الأفكار الأساسية الواردة في الخطبة الثانية
6- التمكين في الأرض… لمن يكون؟
7- حال رسول الله يوم فتح مكة.
8- رسالةٌ لكلِّ القادة والمتصدرين.
9- التحدي الحقيقي يبدأ بعد الفتح.
10- يا محمد… أَقَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ ؟

رابط الخطبة على الفيسبوك

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3
* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الخطبة الأولى:
الحمد لله مُعِزِّ الإسلام بنصره، ومذلِّ الكُفرِ بقهره ومصرِّف الأمور بأمره، ومُديم النِّعمِ بشكره. الذي قدَّر الأيام دُولًا بعدله فاستدرج الكُفَّار بمكرِه، وجعل العاقبة للمتقين بفضلهِ، وأظهر دينه على الدين كُلِّهِ.

القاهرُ فوق عبادهِ فلا يُمانع، والظاهر عليهم فلا يُنازع، والآمرُ بما يشاء والحاكِم بما يريد فلا يُدافع ولا يُراجع، أحمَدُه جلَّت قدرته وعزّ سلطانه وأعوذ به مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، شهادة من طهَّر بالتوحيد قلبه، وأرضى بها ربَّه، وأشهد أنَّ نبيّنا محمداً عبده ورسوله رافِعُ الشكِّ وداحِضُ الشِّرك بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة وكشف الله به الغُمّة، وأقام في الناس كلمة التوحيد من آمن بها وعمل بمُقتضاها فقد أفلح وفاز فوزاً عظيماً، فصلوات ربِّي وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغُرِّ المحجَّلين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين أمّا بعد عباد الله:
يقول الله تعالى وهو أحكم القائلين:
(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53) ) (النمل:50-53)
إخوة الإيمان:

تذكير من الله سبحانه لعباده المؤمنين، لأولئك الذين شهدوا بالله ربا واحدا أحدًا متصرفا بهذا الكون

تذكيرٌ منه سبحانه لعباده بأنَّه مقدِّر الأقدار ومُسَبِّب الأسباب سبحانه وتعالى عمّا يُشركون.

إلهنا ومولانا جعل للكون سُننا، وقدَّر فيه أقدارا ليس لمخلوقٍ تجاوزها ولا معارضتها ولا تحديها،
لا الدول والقمم ولا المؤامرات الدولية تستطيع أن تقف في وجه ملك الملوك وربِّ الأرباب ذاك الذي لا يَغلِب مكرَه مكرٌ ولا تفوق قوَّتَهُ قوّةٌ (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) تلك إدلب خاويةٌ من شبيحتها، ومن أكابر مجرميها ومن مفسديهاِ، تلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ …

* [قصيدة للشاعر أنس الدغيم] كبِّر فإنّ النصر رهنُ حِرابها
وادخل بيوت المجدِ مِن أبوابها
واهتفْ ببسمِ الله إدلبُ حرَّةٌ
من بابها العالي إلى محرابها
واستأذِن الشهداء واسجُد حيثما
صلُّوا صلاةَ الفتحِ في أعتابِها
إنّا إذا ما حُرَةٌ هتفت بـ ( وا )
ثارت خيول الفتح في أعقابِها
الطارئون إلى جهنَّمَ أرملوا
وجنانُ ربِّي أُزلِفت لِشبابِها
والسِّنديانُ اليومَ ذابَ بأرضِهِ
ذوبَ المنايا في هوى خُطَّابِها
ما كان نصرٌ قابَ قوسٍ مرَّةً
إلّا وكانت إدلبٌ في قابِها
اليومَ يومُ النَّصرِ يومٌ حُرِّرت
فيه جباه الحقِّ من أنصابِها

الله مولانا ولا مولى لهم
فلتختبئ إيرانُ في سردابِها

فلتختبئ إيرانُ في سردابِها … إيران المجوسية التي تسترت بستار التشيع، تريد إعادة ملك فارس، تريد لقاداتها أن يكونوا كسرى هذا الزمان، أولئك الذين لم يؤمنوا بما رواه البخاري عن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
” إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلاَ كِسْرَى بَعْدَهُ وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلاَ قَيْصَرَ بَعْدَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بَيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ ”

أولئك الماكرون الذين تواطؤوا مع أعداء هذه الأمة من مشرق الأرض إلى مغربها أولئك الذين لا نسمع بينهم وبين أمريكا واسرائيل إلا السباب والشتائم ومع ذلك فاستثمارات إسرائيل عندهم بلغت مليارات الدولارات

أولئك الذين أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من امتلاك القنبلة الذرية ولا نسمع من الغرب إلا مفاوضات وتحذيرات، ويوم سعى العراق لامتلاك مفاعلٍ نووي قصفوه ودمروه وكان يومئذ قيد الإنشاء، دمروه دون أن ينتظروا موافقة مجلس أمنٍ ولا غيره.

أولئك الذين ظلموا فبغوا وأجرموا وأيدوا فرعون سوريا وأمدوه بعدتهم وعددهم ومكرهم (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) (إبراهيم:46)

ولكن أنّى لله أن يترك أولئك وأمثالهم يسعون في الأرض فسادا

فإذا بالله تعالى مقدِّر الأقدار يضلهم ويوقعهم في عداوة جيرانهم المستكينين الخانعين وما ذاك إلا لأمرٍ أراده الله ( وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) (إبراهيم:27)

ربّنا الذي أمرنا أن نؤمن بقضائه وقدره
ربُّنا الذي إن أراد أمرًا يسّر أسبابه
ربّنا الذي أمره بين الكاف والنون
من الذي أضل إيران لتدخل مشكلة اليمن الآن؟
من الذي أمات ملك السعودية وأتى بخلفه الآن؟
من الذي جعل خامنئي في هذه الظروف الدقيقة في الغيبوبة بين الحياة والموت؟
من الذي جعل مجاهدي سوريا فصائل متعددة لا يمكن لجهة واحدة أن تشتريها ولا أن تستذلها فقُلِبَت محنتنا منحة في بعض جوانبها؟؟
من ومن ومن؟؟ … من فعل ذلك وهيَّأ سببه

أسئلة لا جواب لها إلا قولنا ( هو الله لا إله إلا هو)
بك أستجير ومن يجير سواكا ** فأجر ضعيفا يحتمى بحماكا
ما لي وما للأغنياء وأنت يا ** رب الغنى ولا يحد غناكا
ما لي وما للأقوياء وأنت يا ** ربى ورب الناس ما أقواكا
ما لي وأبواب الملوك وأنت من ** خلق الملوك وقسم الأملاكا
إني أويت لكل مأوى في الحياة ** فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسى السبيل إلى النجاة ** فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهدا ** فوجدت هذا السر فى تقواكا
فليرض عنى الناس أو فليسخطوا ** أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك يا ربى لتغفر حوبتي ** وتعينني وتمدني بهداكا

اللهم أعنا بعونك واهدنا بهدايتك وأمدنا بمددك يا أرحم الراحمين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفا وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى عباد الله، خير الوصايا وصيّةُ ربِّ البَرايا:
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131].

فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العصمة من الفِتن، والسلامة من المِحَن.

أمّا بعد إخوة الإيمان:
قال الله تعالى في محكم تنزيله، يصف لنا عباده المُخلصين المنصورين بمدده وعونه سبحانه:
( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) (الحج: 41)

إخوة الإيمان ونحن نتحدث عن النصر الذي منَّ الله تعالى به على أهلنا في إدلب إذ تحرَّرت مدينتهم كاملةً بعد توحد المجاهدين واجتماع كلمتهم، لابدَّ لنا أن نستذكر حال عباد الله المتقين الذين يمكن الله لهم في الأرض.

وآهٍ وألف آه تساورنا عندما نتحدث عن التمكين في الأرض…

فكم انتصر المسلمون في معاركهم ولم يُمَكَّن لهم في الأرض ولم يستتب الأمر لهم! فأضاعوا جهودهم ودماء إخوانهم هباءً منثورا.. (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)

وما ذاك إلَّا لتقصير وأخطاء تخالف السُنَّة الربانية في التمكين، تلك السنَّة التي تتجلَّى مظاهرها واضحةً في ممارسات أسوتنا وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في انتصاراته.

فها هو إمام المرسلين وخاتم النبيين قائد القادات وسيد المجاهدين يفتح الله له مكَّة ويمكنه من رقاب من حرمه منها وأخرجه من أرضه لا لشيءٍ إلا لأنّه دعا لتوحيد الله سبحانه … فإذا بذلك القائد النبي صلى الله عليه وسلم يدخل مكَّةَ متواضعا خاشعا مطأطِئ الرأس على ناقته يستشعر عظمة الله ناصره ومعينه فلا يتكبَّر على خلق الله ويلتف الناس حوله في المسجد فيسألهم – روحي فداه – :« مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟ ». قَالُوا : خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ :« اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ».

أين نحن من التأسّي به صلوات ربي وسلامه عليه في الوفاء بالعهد والذِّمَّة وتقديم العفو على العقاب فيمن يصح العفو عنهم.

أين نحن من إقامة العدل الذي أمر الله به فقرنه بالإحسان بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90)

أين نحن من ظن الناس الخير بنا (قال: ماذا تظنون ؟ قالوا: خيرا)

لم يخافوا ولم يهربوا، لم يظنوا به أنَّه ممن يأخذ أموال الناس بالشبهة، أو يعتدي على الدماء بغير بيِّنة. ليس الأمر كذلك أبدًا، بل ظنوا به عدلا برًا رحيمًا، عرَفوا أنَّه من أهل العدل الحقيقي من يقتصون من القوي قبل الضعيف، من يقفون في وجه الظلمة الكبار ولا يخافون في الله لومة لائم.

أولئك فقط الذين يُمكِّنُ الله لهم في الأرض، أولئك الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، فيأمَنُ المستوحِش ويُطعَمُ الجائع (ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فيعان المُحسِن ويُصدُّ ويزجر المُسيء.

أولئك الذين يمكن لهم في الأرض فإن كان الوصف غير ما ذكرنا .. فما حلب ولا غيرها منا ببعيد (وحسبنا الله ونعم الوكيل)
رسالةٌ نرسلها لكلِّ القادة والمتصدرين:
إمَّا أن تتعظوا من أخطاء الماضي فتسيروا بالناس بما يرضي الله، وإما فالفشل في الدنيا والخسارة في الآخرة واللَّعنات من ألسن المؤمنين هي جزاء الفاسدين المفسدين.

هي جزاء من يستثني أصحاب الخبرة والكفاءة ليُصدِّر ضعيفا غير ذي كفاءة لأمر يتعلَّق بمصالح المسلمين العامَّة
هي جزاء من يخرب الممتلكات العامّة ويتجاهل بأنها ملك للشعب ولا يستشعر مدى حاجة الناس لها.

هي جزاء من يتعنت بجهله وبمن حوله من الجهلة فيَحولُ بين أهل العلم والخبرة والاختصاص وبين تشغيلهم للمؤسسات الخدمية وغيرها، تلك التي لا غنى للناس عنها لتنتظم معيشتهم.

مسائل خطيرة تجاهلها من دَخَلَ بعضَ حلَبَ يومها فكانت عاقبتهم ما نرى فانقلب فتحهم خسارا، ونصرهم تراجعا.

وظننا الحسن بإخواننا في جيش الفتح بأنَّهم اتعظوا من ذلك الدرس وسيحولون دون تكراره في إدلب.

تحديات كبيرة وأسئلةٌ خطيرة تؤكِّد أن التحدي الحقيقي يكون في مرحلة البناء.

التحدي الحقيقي يكون في التنازل عن الأنا (للنفس أو الفصيل) والتجرد والإخلاص لله بأن نكل الأمور إلى أهلها من أصحاب الاختصاص والكفاءة …

تحدٍ حقيقي، الخطر فيه بيَّنه رسول الله عندما قال له أبو ذر رضي الله عنه: يَا رسول الله، ألا تَسْتَعْمِلُني ؟ فَضَرَبَ رسول الله بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبي أبي ذر، ثُمَّ قَالَ له:
(( يَا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنّها أمانةٌ، وَإنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلاَّ مَنْ أخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا)) [والحديث رواه مسلم].

أسئلة خطيرة وتحدياتٌ جسيمة لا يثبُت أمامها إلَّا المخلصون المتجرِّدون لله وحده

أسئلةٌ يجب أن تكون في أذهان من يعي حقيقة حربنا أولئك المتيقظون المتنبهون الذين لا يغترون بمعركةٍ فالعبرة بمن ينتصر في الحربِ ويحقِّقُ أهدافه ولنتذكر التوجيه الإلهي الذي أرسل الله به جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عودته إلى المدينة من غزوة الخندق [ فيما روى ابن حِبَّان بإسناد حسن وابن أبي شيبة] أن لم يكد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع السلاح حتى أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: أَقَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ ؟ وَاللَّهِ مَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ السِّلَاحَ, فَاخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ , فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّحِيلِ وَلَبِسَ لَأْمَتَهُ, وخرج إليهم.

فالأصل في مثل هذه الأحوال أن نستثمر حماسة الشباب، وأن نفوِّت على العدو فرصة التقاط أنفاسه، وهذا ما نراه جليًا من سلوك الإخوة المجاهدين في جيش الفتح فتح الله عليهم وأيدهم بمدده وفضله، وسدد رأيهم ورميهم.

إنِّي داع فأمنوا

0%

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *