كفاكم تخوينا تعليقا على استعادة قوات النظام السيطرة على الكليات العسكرية

جوال - كفاكم تخوين

لم أسمع داعشيآ خون داعش عقب انسحاباتها التي بلغت حدآ خياليآ لا يوصف، بل على العكس دفاع دائم مستميت، ولم أسمع عنصرآ في حزب الشيطان والحرس الثوري، يخون قيادته رغم تكبدهم آلاف القتلى.

فقط في الثورة السورية، وعند جمهور فصائلها الإسلامية وفصائل الجيش الحر: عند النصر، يكون الابتهاج والرضا، مع اشتراط المتابعة والسير وفق ما يريد، وعند الخسارة والتراجع فلا بديل عن التخوين.

لم تشفع التضحيات ودماء مئات الشهداء والجرحى، ولا مشاهد عشرات الآليات المدمرة لقوات العدو، ولا سحق الأرتال، ولا الصمود تحت شظايا القصف، وحرق الفوسفور، لأصحابها كي يسلموا من أذى المخونين.

كما لم يشفع قضاء الليالي تحت القصف، وتعفير الوجه بتراب الدمار، والاستلقاء في حفرة التحصين الترابية، وعناء الحر والعطش والجوع، وتحمل البعد عن الأهل والمسكن، لأصحابه كي يسلموا من لسان المنتقدين.

فإلى جمهور الثورة من المتفرجين الذين (لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب) هذه ثورتنا وهذا حالها، أدخلوا فيها وأصلحوا وفق الأصول دون تخوين، أو غادروا المدرجات بهدوء غير مأسوف عليكم.

فلستم أحسن حالآ من المجاهدين، بل إنكم حتى في تشجيعكم لهم منقسمون، قسم يطالب بتحرير حلب وحماة وقسم يراه تدميرآ وإجرامآ، قسم يطالب بضرب مناطق حاضنة النظام، وقسم يراه خطأ يجر حربآ دولية.

مجرد تخوين الآخرين لا يمنحك صك الغفران عن تقصيرك، ورفع لهجة التخوين وزركشتها بالسباب والشتم، لا يمنحك لقب المدافع الأول عن الثورة، ولا يجعلك أحرص الناس على البلد.

وقت الشدائد نحتاج عزائم الرجال، ومواساة الصادقين، وهمة المثابرين، (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) فبأي وجه نريد أن نلقى شبابنا لنطلب منهم المتابعة، وإعادة التحرير، ونحن نخونهم؟ ونتهمهم؟

وإلى ثوارنا وأبطالنا: ما قصرتم وما هنتم، تحية لصمودكم، أنتم الكرار، وعليكم بعد الله المعول، ولا تلتفتوا لكلام المثبطين، فجهادكم لله، وثوابكم عند الله، وأجركم على الله، وأنتم من صفوة خلق الله.

وإلى قادة الفصائل: راجعوا خططكم وجهودكم، وأخلصوا نواياكم، وأصلحوا ما بينكم، وتعاونوا مع بعضكم، واحذروا التقاعس والتقصير والإهمال، وكونوا في خدمة عناصركم، وخدمة دينكم، وبلدكم.

الله أكبر، آمنا بالله، وصدقنا بوعده، ونحن مع ثورتنا ومجاهدينا، في العسر واليسر، والنصر والتراجع، اللهم ثبتنا وأنجز لنا وعدك، وأصلح حالنا، وعجل بفرج ونصر منك قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *