فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين

بيان تجمع دعاة الشام

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان العالم أجمع ومازال يشاهد بدم بارد ذلك التصعيد الدموي العنيف الذي تقوم به العصابة المجرمة في سوريا،والذي ترافق منذ اليوم الأول بحربٍ نفسية شعواء تعتمد التهويل الإعلامي والتضخيم الوهمي لقدرات النظام الفاشي ولما يمكن أن يمدَّه به حلفاؤه روسا كانوا أو إيرانيين أو غيرهم.
ومما يندرج في هذا الإطار ما شهدناه مؤخراً من قصفٍ للمناطق الثائرة من أماكن بعيدة يمكن وصفها بأنها أقلُّ حراكاً وإن كانت معارضة للنظام. ومن هذا ما يحصل الآن في مدينة حلب حيث يتم قصف الريف المحيط بها بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ من داخل المدينة بُغية إخافة أهلها وإثارة الذعر في نفوسهم تهديدا لهم ودفعاً باتجاه كبت الحراك الثوري الذي ازداد قوة واندفاعاً في الآونة الأخيرة في تلك المدينة.
مدينة حلب الشهباء: حلب الإسلام والكرامة التي ما خلت في يومٍ من الأيام من ثُلةٍ مؤمنة كانت ومازالت شوكةً صلبةً في حلق أولئك الظلمة الذين أعلنوها حربا شرسة على الإسلام والمسلمين وهم بغفلتهم وضلالهم لا يعلمون أن لله رجالا يسخرهم في كل زمان ومكان فيجعلُهم جَلً في عُلاه سِتاراً لقدره وأداةً لنصرة دينه، قد لا نلتفت إليهم ولا نشعر بهم حتى تأتي الساعة الموعودة حين تهب رياح الإيمان فتأجج نار الغيرة والحمية في تلك النفوس ليندفع المؤمنون كالسيل الجارف الذي يجرف ويدمر بنيان الظلم والظالمين ويقتلع جذورهم وينقي الأرض من أدرانهم وبقاياهم.
ولعل من تلك التقادير الإلهية أن هذا التصعيد وتلك الحرب الطائفية التي أرادها النظام المجرم والتي لم تعد خافية على أحد عادةً ما تنتج ردّة فعل عنيفة لا يمكن ضبطها ولا يمكن كبح جماحها، فيذوق المجرمون وبال أمرهم ويرتد عليهم سعيهم ومكرهم
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال 30.

ولعلنا في هذا الصدد نقول لأولئك الذين يقصفون ريف حلب الشمالي من مدرسة المدفعية ما النقيب إبراهيم اليوسف – رحمه الله – منكم ببعيد.

وهنا فإننا نتوجه لكل الأخوة المواطنين مذكّرين إياهم بواجبهم الشرعي في نصرة إخوانهم ومحذرين لهم من مغبة التأثر بدعايات أزلام النظام التي تحاول إثارة الخوف في نفوسهم وزعزعة إيمانهم بنصر الله تعالى بعد الثقة به والتوكل عليه.
ولقد قال الله تعالى واصفاً حال المؤمنين:
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) آل عمران 173-175

أما إخواننا المجاهدون الذين تكالبت عليهم أمم الأرض فإننا نقول لهم والله إن في حالكم اليوم-إن أخلصتم النية لله- مثلاً من حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم غزوة الخندق إذ جاءهم العدو من فوقهم ومن أسفل منهم فانطلق المرجفون والمثبطون يشيعون الخوف ويبثون الوَهَنَ فيهم وقد وصف لنا الله تعالى ذلك فقال جلً في عُلاه :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) الأحزاب 9-12
وقد بينت الآيات الكريمة أنّ المشيئة الربانية أبَت إلا أن تنصرهم وأن تعينهم من حيث لم يحتسبوا وذلك لِما عَلِمه الله تعالى من حسن إيمانهم وصدق سريرتهم وإخلاص نيتهم. وهم الذين قال فيهم:
(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) الأحزاب 22
فالله الله يا إخوتنا
الله الله في أنفسكم
الله الله في أعراضكم
الله الله في إخوانكم
“إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”

حرر في شام رسول الله بتاريخ 24/رجب/1433 هـ – 13/6/2012 م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *