إعلان نصر الله الحرب على الشعب السوري

زهير سالم

لا بد للقوى السياسية السورية مجتمعة ومتفرقة ، وكذا لا بد للمحيط العربي والدولي أن يضع إعلان حسن نصر الله الحرب على الشعب السوري رسميا في إطاره القانوني والسياسي الذي يستحق ..

– إن تصرف حسن نصر الله الذي هو قبل كل شيء مواطن لبناني ، وشريك أساسي في تشكيل منظومة الحكومة اللبنانية ، هو بمثابة إعلان حرب من الدولة اللبنانية على الشعب السوري . وإنّ مما يؤكد هذه الحقيقة مبادرة الرئيس اللبناني إلى اتهام مطلقي الصواريخ على بعض المناطق اللبنانية بالإرهابيين ، وامتناعه في الوقت نفسه عن إدانة قيام الآلاف من رعويته اللبنانية باقتحام الحدود السورية وذبح أطفال السوريين وانتهاك أعراضهم !!! إن السكوت على هذه الجريمة يجعل البلدين الشقيقين الجارين في حالة حرب مفتوحة وعلى الذين ابتدؤوها أو صمتوا عنها أن يتحملوا مسئوليتها ، ويتوقعوا تداعياتها ..

– طالما أعلن حسن نصر الله مفاخرا أنه جندي من جنود الولي الفقيه. مما يعني أنه لا يتحرك ولا يسكن إلا بتعليمات من قائده الحقيقي في طهران . ومن هنا فإن من حقنا أن نؤكد أن الحرب التي أعلنها حسن نصر الله على شعبنا هي حرب إيرانية بامتياز . وأن إيران لا تغطي هذه الحرب اسميا فقط ؛بل تغطيها بإمدادها بما تستحق من دعم مادي وسياسي ومعنوي . وهذا وضع له استحقاقاته على الصعد الدولية والإسلامية والعربية .

– إن إعلان حسن نصر الله الحرب على الشعب السوري بالطريقة التي تم بها لم تكن لتتم بدون العودة إلى بشار الأسد وعصابته . وبالتالي فإن من حقنا أن نسجل على هذه العصابة أنها هي التي فتحت أبواب الوطن للتدخل الخارجي رسميا ، و تكون بذلك شريكة ومسئولة عن أي تداعيات تنتج عن هذا التدخل . إن استجلاب هذا التدخل والاستقواء بعصابات حسن نصر الله على الشعب السوري يؤكد على الدول والقوى السياسية العربية التي طالما رددت رفضها لأي تدخل خارجي في سورية أن تتحمل مسئوليتها بجدية تحفظ لها الحدود الدنيا من مصداقيتها .

– إن إعلان الحرب الذي أشار فيه حسن نصر الله أنه ( بكلمتين فقط يمكن أن يزج بعشرات الألوف في المعركة ) تؤكد على البعد الطائفي الذي يتبجح حسن نصر الله وخمنئي وبشار الأسد دائما به ، إحراق المنطقة على محور ( بحر قزوين – خليج العرب ) ، مما يجعل حسن نصر الله والصامتين الدوليين والإقليميين عليه مسئولين عن تفجير صراع طائفي وتدويله على مستوى الشرق العربي والإسلامي ، ويحملهم مسئولية حريق مذهبي مكشوف لا أحد يدري أين يتوقف . إن من السهل على الحمقى إشعال الحريق وليس من السهل على العقلاء السيطرة عليه ..

– إن التوقيت الذي اختاره حسن نصر لإعلان حربه رسميا على الشعب السوري متزامنا مع دعوة المجتمع الدولي إلى مؤتمر جنيف لتلمس الحل السياسي يأتي بمثابة الإطلاق المباشر على الدعوة الدولية إلى الحوار . إن أي استجابة من قوى المعارضة السياسية لدعوة الحوار تحت تهديد حراب حسن نصر الله سوف تجعل هذه المعارضة بكل قواها تخسر ثقة الشعب وتفقد واحترامه ..

– إنه ما لم يبادر المجتمع الدولي إلى التعامل مع إعلان حسن نصر الله بما يستحق ، وإلى لجمه عمليا لا قوليا بالطريقة التي يرضخ بها ، فإن الشعب السوري والثوار السوريين سيسجلون الجرائم التي سيرتكبها مرتزقة حسن نصر الله على ذمة بان كيمون والأخضر الإبراهيمي ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية ذات الصلة ، وكذا على ذمة كل الصامتين على جراح السوريين ومأساتهم ..

– وسيمضي شعبنا بإذن الله على طريق ثورته ثورة للعدل والحرية وحماية حقوق الإنسان ورفض الانجرار إلى مستنقعات بشار الأسد وحسن نصر الله الآسنة …

– وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *