عصر الشعوب الشابة والقيادة المنفتحة قد حضر فاعقلوا ما ينتظركم

د. محمد بشير حداد

– من قبل كان الحكام والقادة والعلماء وتجار الفكر فيما سمي يومها ” بالعالم الثالث” ودولنا جزء منه يفرضون سيطرتهم بطريقة وأخرى وينوبون عنها لغالبية الأمية والجهل المتفشي فيها

لكن:
– تغير الحال فحملة الشهادات العليا الحقيقية – وليست المزورة والمشتراة – ازدحمت بهم منتدياتنا العربية والإسلامية بعشرات الألوف , والأمية إلى زوال , والفضاء الإعلامي المفتوح جعل الكم المعرفي والثقافي بين صغار شبابنا يفوق ما كان يصل للقادة والمفكرين والمثقفين ..!!.

– كسرت حواجز حجب المعرفة وفرض النمط الثقافي ,وإلى غير رجعة

– ولد جيل جديد بأفق واسع كبير ,ومعرفة متعاظمة ..وتطلعات لغد أفضل مختلف كليا عما نحن فيه لا حدود له وهذا مالم يستوعبه الكثيرون في المشهد من المتصدرين بما فيهم من يحسبون أنهم أرباب فكر وقادة لصعوبة ومرارة الموقف بالنسبة لهم , الذي يفرض عليهم التنحي أو المشاركة الصادقة أو اضطرار الجيل الجديد لتجاوزهم نهائيا ..

– لقد انتهى وإلى غير رجعة عهد القائد الأوحد الفذ وجاء عهد “القيادة المؤسسية المبدعة التي تعمل بروح الفريق تماما

– بينما الذين يمتطون ” خداعا للجيل الشاب” شعارات المؤسسية , ولو كان يدعون أنهم يحملون مشروعا إسلاميا تجديديا , ويعلنون أنهم يعملون بروح الفريق ويتبجحون بديمقراطية عرجاء, ماهي إلا الديكتاتورية المقنعة المنتفخة المموهة بستار الديمقراطية الشفاف الفاضح إذ يُحضرون لما يسمونه بالمؤسسات الفكرية الإبداعية التي يقيمونها جموعا من المصفقة لهم الذين يسبحون بحمدهم ويقدسونهم , وقد أودعوا عقولهم خارج المؤسسة

– أوربا منذ أعقاب الحرب العالمية الثانية في معظم أحوالها وهي تعيد بناءها وتحقق نهوضها السريع , ودعت فكرة وأسطورة القائد وأحضرت مفهوم القيادة بكل أبعادها وألياتها بينما نحن لازال المتصدرون فينا للمشهد سياسيا وفكريا وحزبيا واقتصاديا واجتماعيا ونهضويا ودعويا في أعماقهم أسرى لمفهوم أنهم قادة وحدهم وأن الشعوب جاهلة تقاد ولا تشارك والشباب مركب لهم يقودونه كيفما ومتى يشاؤون لهم يطيع ولا يعصي لهم أمرا وتراهم يقاتلون عن ذلك بضراوة ومرارة واستماتة

تذكروا:
– أن الشباب اليوم لا شأن له بماضيكم من كنتم , وما أنجزتم , ويرى أن ذلكم يخصكم وحدكم ولا شأن له به .

– يريد الشباب التشييد والقيادة المؤسسية دون القائد الملهم فاعقلوا ذلك منه..!

– أن الشباب لم يعد الجاهل الغر المغفل , وإن أنماط التفكير الإبداعي لديه متقدمة عليكم جدا ,و متلائمة مع العصر جدا .

– ان الشباب اليوم مؤهل ومثقف , وعند التحدي قادر بذكاء على الإطاحة بمن يقف أمام الطموحات المشروعة له , و أن صبره ليس طويلا على إعاقة من هم في المشهد للإنجاز الحقيقي , ولدية أدوات القياس الدقيقة ليحكم صدقية الإنجاز من عدمها على الجميع

شبابنا:
امضوا بالحكمة والدافعية بأقصى درجاتها للإنجاز والتشييد الصالح الواعي .
والله معكم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *