التوعية النوعيةمدونة محمد أبو النصر

العلاقات العامة بين الخطورة والتساهل!

العلاقات العامة بين الخطورة والتساهل!

العلاقات العامة بين الخطورة والتساهل!

فريق العلاقات العامة (Public Relations) أو مسؤول العلاقات العامة، يلعب دورًا حيويًا جوهريًا في نجاح أي مؤسسة أو فشلها، سواء كانت حكومية أو خاصة أو غير ربحية.

فهو الوسيط بين الجهة التي يمثلها والجمهور، ودوره من الأدوار الاستراتيجية المهمة التي تسهم في بناء السمعة، وإدارة الأزمات، وتحقيق الثقة العامة، وتعزيز الروابط والصلات الداخلية والخارجية للوسط المستهدف مع المؤسسة وإدارتها، ما يساعدها على تنفيذ خططها وتحقيق أهدافها ودعم توجهاتها.

فالعلاقات العامة PR هي وجه المؤسسة ولسانها، وكذلك عَينها وسَمعها… (أشبه بوزارة الخارجية بالنسبة للحكومة، والسفير بالنسبة لرئيسه)..

#الخطورة

⚠️ وإذا كان هذا دور العلاقات العامة، فمن الخطورة بمكان التساهل في اختيار من يتولى العمل في هذا الملف، واعتبار هذا المنصب منصب ترضية لهذا أو ذاك، ممن يتوهمون العمل في العلاقات وظيفة روتينية، أو لقاءات شكلية بأحاديث سطحية، وولائم وعزومات وسهرات لا ينبني عليها مُخرَج وليس لها هدف… ما قد يأتي بالكوارث على المؤسسة، من خلال:

١- تشويه صورة المؤسسة، بالتصريحات أو التصرفات غير المحسوبة.
٢- بناء المؤسسة قراراتها على تصورات ومعلومات غير دقيقة أو مغلوطة..
٣- الفشل في إدارة الأزمات…
٤- فقدان الثقة بين المؤسسة والشرائح المستهدفة….

وهذا يعني بالمجمل خسائر سياسية ومالية ومعنوية على مختلف الأصعدة… فضلا عن إضاعة الوقت وخسارة الفرص.

#الفاعلية

ولكي يكون هذا القسم فعالا بحق، ولكي لا يُظلم المسؤول عنه، يجب أن يكون جُزءًا أساسيا من الفريق الاستراتيجي في المؤسسة، يعرف توجهاتها وأولوياتها ومكاسبها ومحاذيرها، يُساهم في رسم السياسات ويسوقها ويحشد لها وفق الخطة المحددة.

#مؤهلات

ولأجل كل ما سبق؛ ينبغي أن يُختار  مسؤول العلاقات العامة بناءً على مؤهلات مناسبة لطبيعة ومكانة الجهة التي يمثلها، (عمرا واختصاصا وحكمة)، وأن يكون ممن يمتلك خبرة ميدانية عميقة في الوسط المستهدف، وفهمًا جيدا للسياسات العامة والإعلام…. وقبولا عند الشريحة المستهدفة، وقدرةً عالية على التواصل بكل أشكاله، (منطقًا وظُهورا وخِطابا…).

🎯 وفضلا عن كل ما سلف فإن العلاقات العامة على المستوى الاحترافي غدت منذ عقود علمًا تقدمه أكاديميات متخصصة، يشمل العديد من الاختصاصات… (وهي كثيرة يمكن الوصول إليها ببحث سريع).

📚 في المقالة التالية (إن شاء الله) أوضح المرتكزات الأساسية للمؤهلات التي يحتاجها الشخص للعمل في مجال العلاقات العامة باحترافية…

 

المرتكزات الأساسية للعمل في العلاقات العامة باحترافية.

العمل في العلاقات العامة بشكل احترافي قائم على أربع مرتكزات أساسية:

▪️سمعة (الثقة والمصداقية).
▪️موهبة (كاريزما الشخص).
▪️مهارات شخصية.
▪️علوم ومعارف.

#السمعة

فالسمعة الشخصية (المصداقية والموثوقية) لمن يعمل في العلاقات العامة تُعد أول أعمدة النجاح الأساسية، لأنها تؤثر مباشرة على مصداقيته المهنية، وثقة الجمهور والعملاء به، وقدرته على بناء علاقات فعالة

☝️تذكر: ((في العلاقات العامة، الناس لا يثقون بما يقال، بل بمن يقول)).

#الكاريزما

وهنا تظهر أهمية الموهبة الشخصية والكاريزما، والتي ترتبط بما حباه الله للإنسان والطريقة التي بنيت فيها شخصيته في سنوات حياته السابقة…

#المهارات

ولئن كان العمل في العلاقات العامة يتطلب مزيجًا من المهارات التقنية والمعرفة الأكاديمية، فإن الصفات والمهارات الشخصية تلعب دورًا حاسمًا في نجاح الشخص في هذا المجال… وأهمها:

1. القدرة على التواصل الفعّال، ومن أهم ما يذكر فيه الانصات الفعَّال.
2. مستوى مرتفع من الذكاء العاطفي، لفهم مشاعر الآخرين والقدرة على ضبط الانفعال.
3. القدرة على العمل تحت الضغط، والتصرف بمرونة، وسرعة البديهة.
4. اللباقة والدبلوماسية.
5. الإبداع في حل المشكلات.
6. التحليل والتفكير الناقد والفهم الاستراتيجي.
7. المظهر اللائق والثقة بالنفس، والذي يتجلى في حضور جيد في الاجتماعات والمقابلات، أو المؤتمرات الصحفية.
8. مهارات العمل مع الفريق.

#العلوم

وبعد ما ذكرنا من المهارات والمواهب لابد أن نوضح الأساس المعرفي المتعلق بالعمل الاحترافي في مجال العلاقات العامة، وهو يرتبط بمجموعة من العلوم المتداخلة التي تُكسب العاملين في هذا المجال أدوات معرفية وتحليلية وتواصلية تجعلهم قادرين على بناء الصورة المؤسسية، وإدارة الاتصال، والتعامل مع الأزمات باحترافية.

وأهم هذه العلوم التي تدخل في صميم مهام العلاقات العامة:

1- علم الاتصال الجماهيري.
2- علم النفس.
3- علم الاجتماع.
4- علم التسويق.
5- العلوم السياسية.
6- القانون والإعلام.
7- القواعد الدبلوماسية (للسياسيين والدبلوماسين).

🎯 وهنا في الختام لابد أن نبين بأن جُل هذا الذي سلف ذكره يمكن العمل على تأسيسه، بالتدريب والتعليم أولا، ثم تطويره وتفعيله بالممارسة المتدرجة مع المراقبة والتقييم والتحسين المستمر ثانيا.

📲 ملاحظة: يمكنك أن ترجع إلى عرض (الخطة المنهجية لصناعة الشباب النوعية) الذي نشرته منذ سنوات في قناة اليوتيوب خاصتي، لمعرفة عناوين الدورات، وبعض الكتب النافعة في البناء المهاري والمعرفي الذي وضحناه.

ودمتم بخير.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى