يوم الأربعاء بين صلاتي الظهر والعصر من مظان أوقات إجابة الدعاء فلنغتنمه
يوم الأربعاء بين صلاتي الظهر والعصر
من مظان أوقات إجابة الدعاء فلنغتنمه
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: “أنَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم دعا في مسجد الفتح ثلاثًا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستُجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعُرِف البِشر في وجهه”… قال جابر: “فلم ينزل بي أمر مهِمٌّ غليظ إِلاّ توخَّيْتُ تلك الساعة فأدعو فيها فأعرِف الإجابة”.
الحديث رواه أحمد والبزار والبخاري في الأدب المفرد وغيرهم… وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب.
🎯 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم 344/2): “وهذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر. ولم يُنقل عن جابر -رضي الله عنه – أنه تحرى الدعاء في المكان، بل في الزمان”.
🎯 وقال البيهقي في (شعب الإيمان 375/2): “قال ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فها الإجابة تماما فأما الأوقات فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء”.
📚 شرح كلمات الحديث
(مسجد الفتح): يقع مسجد الفتح على سفح جبل سلع غربي المسجد النبوي، حيث ضُرِبت خيمة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوم غزوة الخندق “الأحزاب”، وبالقرب منه مقبرة “شهداء الخندق”، وسمي بالفتح لما تحقق من فتح للمسلمين بعد الغزوة، ويسمى بمسجد الأحزاب لدعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم – على الأحزاب فيه، كما يعرف بالمسجد الأعلى لارتفاعه عن المساجد المحيطة به.
(فاستُجيب له بين الصلاتين مِنْ يوم الأربعاء): قال الشيخ الألباني: “لولا أَنَّ الصحابي _ رضي الله عنه _ أفادنا أَنَّ دعاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم في ذلك الوقت من يوم الأربعاء كان مقصوداً – والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وليس الخبر كالمعاينة – لولا أَنَّ الصحابيّ أخبَرنا بهذا الخبر؛ لكنّا قُلْنا هذا قد اتفق لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أَّنه دعا فاستجيب له؛ في ذلك الوقت من ذلك اليوم… لكن أَخذ هذا الصحابي يعمل بما رآه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ووقتاً ويستجاب له. إِذاً هذا أمرٌ فهمناه بواسطة هذا الصحابي وأَنّه سنّةٌ تعبدية لا عفوية”.
(قال جابر: ولم ينزل بي أمر مهمٌّ غليظ): وفي رواية (غائظ) أي: شديد.
( فدعوتُ الله فيه بين الصلاتين يومَ الأربعاء في تلك الساعة إِلاّ عرفْتُ الإِجابة): أي: الظهر والعصر كما في بعض الروايات.
ختاما: كما تعلمون أيها الأحبة فالدعاء طريق النجاة، وسلم الوصول، ومطلب العارفين، ومطية الصالحين، ومَفزَع المظلومين، ومَلجأ المستضعفين، به تُستجلب النعم، وبمثله تُستدفع النقم… ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال، فيجتهد فيه ويتحرى الأوقات والأحوال والمواطن التي ترجى فيها الإجابة…
نفعنا الله وإياكم بما نقلنا، وتذكرونا بصالح دعائكم.