التيه والمحرقة

التيه والمحرقة

بقلم: معتز ناصر

❌ سيكتب التاريخ أن الشباب السوري لم يعرف الارتزاق الخارجي إلا في عصر ما يسمونه #الجيش_الوطني …
فحسب الأخبار الواردة بعد #ليبيا و #أذربيجان يتم تجهيز الشباب لحتف جديد في #النيجر وعلى يد قادة “ثوريين وطنيين” من أجل مصالح لاثورية ولا وطنية…

🚫 سَوق الشباب السوري في شمال #حلب لمحارق الارتزاق لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة لسياق تحطيم، وتيه كبير، أُجبِرَه الشباب منذ انتهاء عملية #درع_الفرات حتى اليوم.

⚠️ بدأ هذا السياق بتمكين المفسدين، وتكريس الفوضى، وتفريغ المؤقتة من مضمونها، وتدجين الائتلاف بشكل كامل، ثم تأطير ما تبقى من قوى ثورة في أشباه مؤسسات كرتونية تحتوي الناس بأعداد كبيرة، ورواتب لا تكاد تسد الرمق لتعبيدهم، مع تبعية مشرذمة بين مترجمي الولايات والمخابرات، وانعدام وجود أي صفة قانونية أو سياسية للمنطقة، أو لعلاقة الحليف التركي بها، واختفاء أي جهود للتنمية، أو التعافي الاقتصادي والخدمي، لتصبح الصورة العامة هي منطقة حدودية، تحوي ملايين السوريين الذين غالبهم من السنة المعارضين لنظام أسد، يتكدسون على الشريط الحدودي التركي بما يؤمن حدود #تركيا ضد التنظيمات الإرهابية، لا تنشأ في هذه المنطقة أي مؤسسات موازية لمؤسسات سلطة دمشق، لا من ناحية الشرعية ولا الأداء، مع الحفاظ على حد أدنى من الخدمات والاقتصاد للمنطقة، بحيث يضمن موتها سريريا دون ضجيج، وإلى وقتها تسلّم إدارتها التنفيذية لأذرع سورية مدجنة تضمن احتواء الناس وتخديرهم، وقمعهم إن لزم الأمر، لتبقى مفرخة الارتزاق عاملة، حتى تأتي لحظة الاتفاق السياسي التركي مع النظام السوري بوساطة روسية إيرانية عربية، ثم إعادة هذه المنطقة للنظام ليحكمها من جديد عبر نفس أدوات الاحتواء والسيطرة الارتزاقية التي أعادت خلق عقليته وممارساته…
إنها تجربة شبيهة بتجربة المسخ المسمى #السلطة_الفلسطينية التي ولدت بعد اتفاق #أوسلو الشهير، والتي تقتصر مهمتها على محاربة المقاومة نيابة عن الاحتلال، وحمل وزر إدارة المجتمعات الفلسطينية إراحة للكيان، حتى تشتد شوكة الصهاينة أكثر ويطردوا ما تبقى من أصحاب الحق خارج أرضهم.

💡 في الحقيقة لا ألوم #تركيا إطلاقا، فهي ككل الدول تتحرك لمصالحها القومية خدمة لمشاريعها، ودخولها الملف السوري كان فرصة مهمة لزيادة الحضور الإقليمي والدولي بغية انتزاع مكتسبات أكثر، لكني ألوم المغفلين من أبناء جلدتنا، الذين يعرفون وينكرون، يؤمنون ويجحدون، يقتنعون ويكابرون، فقط لأنهم في لحظة ما وجدوا فتاتا دنيويا عبر جنسية، واسم على المعبر، وغض طرف عن التشبيح على الناس باسم الثورة…

✅ قرار الخروج من التيه، وإيقاف محارق الشباب السوري في جحيم الارتزاق واليأس بيدنا، حين نجتمع على مصلحتنا الخاصة، ونخرج من زاوية العداء الصفري لبعضنا إلى طاولة التفاهم المشترك والتنسيق، وندير محررنا بأيدينا وقرارنا، وقتها سيصبح لنا هوية، وشوكة، وسنفرض على الحليف قبل العدو مراعاة مصالحنا بناء على علاقة سليمة وواضحة المعالم.

📛 هذه الطبقة من المرتزقة الشباب التي تتشكل على يد المفسدين سيظهر غدا شرها علينا جميعا، فبدل أن نربي أجيالا من المقاتلين الشباب على العقيدة والقضية، نربيهم على الإجرام واللامبدأ.

📌 حين يكون لنا كيان مركزي وطني، وقيادة واحدة تجمعنا، سنتمكن من تشكيل تحالفات تخدم قضيتنا وثورتنا، أما ونحن في حالة الشتات والتشرذم والنزاع المرادة لنا، فلن نكون إلا حفنة مرتزقة تسكب دمها لصالح غيرها…

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *