ذم الحرص على المال والشرف على الناس!

ذم الحرص على المال والشرف على الناس!

ذم الحرص على المال والشرف على الناس!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه» رواه الترمذي وقال حدي حسن صحيح

الشرف: المقصود به هنا العلو والرياسة على الناس

– – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن كعب بن مالكٍ الأنصاريّ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “ما ذئبان جائعان أُرسلا في غَنَم بأفسد لها مِن حِرص المَرء على المال والشرفِ لدينه”. رواه التِّرمِذي وقال: حديث حسن صحيح.

*الشرَف: المقصود به هنا العلو والرياسة على النّاس.

المعنى: هذا واللهِ من أبلغِ الأمثلةِ التي ضربَها لنا نبيُّنا صلّى الله عليه وسلّم.

فالمسلمُ حينَ يتملَّكُهُ الحرصُ على جمعِ المالِ ولو من الحلالِ فإنّهُ يُفني ساعاتِ عُمُرِهِ في سبيلِ ذلكَ، ولعلّه يقصّرُ في بعضِ الواجباتِ، وينشغلُ عن كثيرٍ من النّوافلِ لهذا السّبب، فينعكسُ ذلكَ سلبًا على عبادتِهِ التي مَن أَجلِها خُلِقَ.

وإن هو تجاوزَ هذا الحدَّ، وَدفعَهُ حِرصُهُ على المالِ إلى أن يكتسبَهُ من الحرامِ، فإنَّ حرصَهُ هذا يكونُ أشدَّ إفسادًا لِدينِه من الحالِ الأولى.

وكذلكَ حينَ يكونُ المسلمُ حريصًا على تحصيلِ الشّرفِ والإمارةِ، ونوالِ الزّعامةِ والصّدارة، فإنَّ ذلكَ يفتِكُ بدينِه أشدَّ من فتكِ الذّئبِ في الغنمِ.
فكم من أناسٍ كانوا أهلَ استقامةٍ وعبادةٍ لاحَت لأعينِهم كراسيُّ الزّعامةِ وافتُتِنوا فيها، فلأجلها كذَبوا ونَهبوا وظَلموا وضَربوا، بل كثيرٌ منهم استباحَ دماءً قد عصمَها الله، واستحلَّ أعراضًا قد حرّمها الله، وكم شهدنا منهم ممن طلب الشرف والرياسة بالدين، فكان منه الجرأة على الفتيا بغير علم، والرياء وطلب ما عند الناس بما يُبتغى به وجه الله، والنفاق والتزلف باسم الدين إلى أصحاب الجاه والسلطان.. فأيُّ هلاكٍ للدّين أفظعُ من هذا؟!

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: إنَّ المجنونَ حقًّا مَن لا يَعتبرُ بحالِ من يرى مصارِعَهم، ويعاينُ مهالكَهم من حولِهِ. فَكَم رأَينا في واقعِنا أناسًا أهدروا أعمارَهم بلا صالِحاتٍ يتزوّدونَ بها، وعاشوا منهمكينَ في الكَدِّ مقصّرينَ في الطّاعاتِ محرومينَ من القُرُباتِ، حتّى جمعوا من المالِ الكثيرَ الوفيرَ، ثمّ ماتوا وتركوه وارتحلوا بلا ثيابٍ تسترُ أبدانهم؟!

وكم رأينا في واقعِنا من خاضوا في المالِ والعرضِ والدّمِ المعصومِ، سعيًا لتحصيلِ زعامةٍ أو قصدًا لِتحقيقِ وجاهةٍ، ثمّ ماتوا وَغطّى التّرابُ محاسنَ وجوهِهم، وأكلَ الدّودُ جباهَهم التي كانوا يَشمخونَ بها على النّاس… أفلا نعتبرُ فنزدَجر؟!

🎯 ذم الحرص على المال والشرف على الناس!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *