التقي الغني الخفي

التقي الغني الخفي

التقي الغني الخفي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي» رواه مسلم

قال الإمام النووي: والمراد ب الغني غني النفس

– – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن سعد بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إنَّ الله يُحبُّ العبد التقيّ الغنيّ الخفِي”. رواه مسلم.

قال الإمام النوويّ: والمرادُ ب”الغني” غنيُّ النفس.

المعنى: هذا صنفٌ آخرُ من المؤمنين يحبُّه الله، وهو صنفُ التّقيِّ الذي جعل مخافةَ اللهِ نُصبَ عينَيهِ، يخافُ الله عندما يقولُ، وعندما يفعلُ، وعندما يكسِبُ، وعندما يُنفِق.

ويخافُه عندما يكون أبًا أو أمًّا أو زوجًا، أو ابنًا أو أميرًا أو معلّمًا أو موظّفًا، فهو لخوفِهِ من اللهِ لا يحتاجُ ألفَ رقيبٍ عليه من النّاس حتّى يُحسنَ ما أوكِلَ إليه من عمل، ولا يحتاجُ قاضيًا ولا شُرطيًّا يلزمُهُ أداءَ ما للعبادِ عندَه من حقوق؛ بل يفعلُ ذلكَ خوفًا من الله لا خوفًا من النّاس.

الغنيّ الذي استغنى باللهِ عن النّاسِ فهو يسألُ اللهَ حاجاتِهِ كلَّها، ولا يُكثرُ الشّكايةَ للبشرِ ولا يتذلّلُ لهم.. قد امتلأ قلبُهُ يقينًا أنّ ما كتبَهُ الله له واصل، وما قضاه عليه حاصل، وما لم يقسِمْهُ له فما له من باذِل.

الخفيّ الذي لا يُحِبُّ الظّهورَ بينَ النّاسِ، والتّميّزَ عنهم، قد رضيَ نصيبَهُ من الأجرِ على أعمالِهِ وطاعاتِهِ ما وعدَ الله عليه من الثّواب، فلا يهمُّهُ ألّا يكونَ في صدرِ المجالسِ، ولا يُزعجُهُ ألّا يُصغيَ لمقالتِهِ حينَ يحكي كلُّ جالِس.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: والذي رفع السّماءَ وبسطَ الأرضَ ليس هناك حياةٌ أجملُ من حياةِ المتّقين، فهم يستشعرونَ قربَ الله منهم فيخافونَه كيفَما تحرّكوا، ويسألونَه كلّما احتاجوا أو افتقروا، ويتوبونَ إليه كلّما أذنبوا، ويسترشدونه كلّما أخطأوا.

فلنجاهد أنفسَنا على أن نحيا حياتَهم، وننعمَ بلذّةِ الطّاعةِ التي يستشعرونها، ولنحذر من غرورِ هذه الدّنيا التي أتلفَت أعمارَنا وحرمَتنا الحياةَ الطّيّبةَ التي تضمّنها الله لمَن عملَ صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن، فإنَّ السّعادةَ التي ننشدُها في هذا السبيلِ لا سواه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *