بلغوا عني ولو آية

بلغوا عني ولو آية

بلغوا عني ولو آية

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» رواه البخاري

 

– – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: *”بلِّغوا عنّي ولو آيةً، وحدِّثوا عن بَني إسرائيلَ ولا حرَجَ، ومَن كَذَبَ عليَّ مُتَعمِّدًا فليتبوَّأ مقعدَه من النّار”.* رواه البُخاريّ.

المعنى: الإسلامُ الذي أنعمَ الله به علينا لم يشرَعهُ اللهُ لنا وحدَنا، بل أرادَه للعالمين، ولهذا كلّفَ اللهُ المؤمنين بهذا الدّينِ أن يتحمّلوا مسؤولياتِهم في حفظِهِ وتبليغِهِ للنّاسِ.

وها هو صلّى الله عليه وسلّم يخاطبُ أمّتَه بهذا التّكليفِ، أن يبادرَ كل مسلمٍ إلى تبليغِ ما استطاعَ من دينِ اللهِ، حتّى ولو كانَ ما يبلّغُه بمقدارِ آيةٍ قصيرة.

لكنّ هذا التبليغَ لا يكونُ عشوائياً، بل عن وعيٍ وحفظ وإتقانٍ، حتّى لا يشوّهَ الدّينُ ويُنقلَ إلى العبادِ بشكلٍ محرّفٍ، ولهذا عَقّبَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بالوعيدِ بالنّارِ لمَن تعمّدَ الكذبَ على لسانِه، لأنّ كلامَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وَحيٌ من الله، فمن حرّفَهُ فقد حرَّفَ الوحيَ وشوّهَ دينَ اللهِ تعالى.

وفي قولِهِ صلّى الله عليه وسلّم: “وَحدِّثوا عن بَني إسرائيلَ ولا حرجَ”، يُفيدُنا أنّ المسلمين لا يضرُّهُم أن يَتناقلوا أخبارَ بني إسرائيلَ، لما في ذلكَ من العِبرِ والعِظاتِ والتّخويفِ ممّا يُنزِّلُهُ الله بالمعاندينَ من العذاب، لكنّ هذا مقيَّدٌ بما لم يأتِ تكذيبُه من هذه الأخبارِ في شريعتِنا.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: إنّ تبليغَ الدّينِ لا يكونُ فقط للكفّارِ المعاندين، بل للمؤمنينَ الغافلين وللجاهلينَ من المسلمين، وقد صار هذا الأمر متيسّراً بفضلِ الله تعالى مع انتشارِ مواقعِ التّواصلِ، ووفرةِ المواقعِ الإسلاميّة التي تنقلُ الآياتِ والتّفاسيرَ وأحاديثَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مع تمييزِ الصّحيحِ منها عن الموضوع أو الضعيف (ومنها جوال دعاة الشام وموقع دعاة الشام الإلكتروني)…

ولكن تبقى خيرَ وسيلةٍ لتبليغِ هذا الدّين، حين نلتزمُ هديَ الآياتِ والأحاديثِ في أنفسِنا ثمّ ننقلُها للنّاسِ حتّى يتعلّموها قولاً وفعلاً، وحتّى لا يستشعروا التّناقضَ بين ما ننقلُه إليهم من الهُدى وما نحنُ عليه من خلافِ ذلك.

ختاما جزى الله خيرا متابعينا الذين يعيدون نشر بطاقات دعاة الشام حتى يبلغوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصدَرٍ مشهورٍ مشهودٍ له بالدِّقة، في وقت زهِد فيه الناس (بل حتى الكثير من طلبة العلم الشرعي) بالتبليغ عن رسول الله وببذل الجهد في ذلك.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *