قرابتي أصلهم ويقطعوني!

قرابتي أصلهم ويقطعوني!

قرابتي أصلهم ويقطعوني!

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: «لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك» رواه مسلم

تسفهم المل: تضع الرماد الحار في أفواههم

 

– – – – – – – –

#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون

عن أبي هُريرة، أنَّ رَجُلا قال: يا رسولَ الله إنَّ لي قرابةً أصِلُهم ويقطَعونِي، وأُحسِنُ إليهِم ويسيئونَ إلَيّ، وأحلُمُ عَنهم ويجهلُون عَلَي، فقال: «لئن كنت كما قُلت، فكأنَّما تُسِفُّهُم المَلَّ ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهِم ما دُمتَ على ذلِك». رواه مُسلِم.

المعنى: علائقُ النّاسِ بعضِهم ببعضٍ درجاتٌ متفاوتةٌ، فأرقُاها وأَحلاها أن يُحسنَ المرءُ إلى من أساءَ إليهِ، وأخسُّها وأقبحُها أن يسيءَ المرءُ إلى من أحسنَ إليه، لأنَّ الإساءةَ بذاتِها قبيحةٌ مذمومةٌ، فكيفَ إذا انضمَّ إليها نُكرانُ الجميلِ وَنِسيانُ المعروف؟!

وهذا الذي يُحذّرُ منه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديثِ، حيثُ جلّى للسائلِ فداحةَ هذا الجُرمِ واستحقاقَ فاعلِهِ للتّعنيفِ والتّوبيخ والتّقريعِ.

فهذا الصّحابيُّ جاءَ يشكو للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تجاهلَ أقاربِهِ لإحسانِهِ، ومقابلتَهم معروفَهُ بضدِّه، فأَعلَمُهُ صلّى الله عليه وسلّم أنّ صورةَ حالِهِ معهم كمن يُحقِّرُ قوماً ويسفِّهُهم لدرجةِ أنّه يضعَ الرّمادَ الحارّ في أفواههم، تشفّياً بهم، وهم يألمونَ ولكن لا يَجدونَ ما يخلّصُهم.

ثمَّ يبشّرُهُ صلّى الله عليه وسلّم أنّ قطيعتَهم له، وإساءَتهم إليه، وجهلَهم عليه، لا يضرُّه أبداً لأنّ الله يؤيّدُه ما دامَ مُحسناً إليهم، فالله تعالى مع المحسنينَ كما أخبرَ عن نفسِهِ.

طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:

أخي وأختي: قد ننكرُ جميعاً أنّنا نرضى هذا الخُلُقَ القبيحَ، ونبرّئُ أنفسَنا من مثلِ هذا التّصرّفِ المذمومِ؛ لكن في الحقيقةِ أكثرُنا واقعٌ فيهِ من حيثُ لا يشعرُ، فهل هناكَ من يصِلُنا ويُحسنُ إلينا ويصبرُ علينا أكثرَ من أمٍّ وَزوجة وأخٍ صغيرٍ وأختٍ نعيشُ معهم ويخدمونَنا في البيوتِ؟!

وهل هناكَ من نُنكرُ معروفَهُ ونسيءُ إليهِ وَنَستَقوي عليه أكثرَ منهم؟!

فهل يحتاجُ أحدٌ أكثرَ منّا أن يوعظَ بمثلِ هذا الحديثِ ليَعدِلَ عن اعوجاجِهِ ويعودَ عن انحرافِهِ؟!
ما ظَنَنت.

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *