صلة الرحم بركة في العمر والرزق
صلة الرحم بركة في العمر والرزق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري ومسلم
– – – – – – –
#الشيخ_أبو_معاذ_زيتون
قال رسول الله ﷺ: *”مَن سَرَّهُ أن يُبسَط لَهُ في رِزقِهِ أو يُنسَأ لهُ في أثرِهِ فليَصِل رَحِمَهُ”.* [رواه البخاريّ ومُسلِم].
المعنى: إنّ الله تبارَكَ وتعالى إذا أحبَّ من عبادِهِ أمرًا رتّبَ على فعلِهِ ثوابًا عظيمًا، وأخبرَهم بهذا الثّوابِ لتنشطَ أنفسُهم لذلكَ الأمر وَلِيُسارعوا إليه.
ومِن أحبِّ الأمورِ إلى اللهِ تعالى صِلَةُ الأرحام، فَقد تعهّدَ سبحانه في عُلاهُ أن يصِلَ من وصلَ رِحمَهُ وأن يقطعَ مَن قطعها، ومِن جملةِ الثّوابِ الذي رتّبه الله لِواصلِ الرّحمِ، ما أخبرنا به الحبيبُ -صلَّى الله عليه وسلّم- في هذا الحديثِ، أنّ ذلكَ ممّا جعلَه اللهُ سببًا شرعيًّا لطولِ العمرِ وَسَعةِ الرّزق.
ومَن منّا لا يرغبُ في تحصيلِ هذينِ المطلبَينِ العظيمين؟!
وسواءٌ كانَ المرادُ من معنى “يُنسأ له في أثَره” طولُ العمرِ على الحقيقة، أو أن يُبارَكَ له في عمرِهِ وَإن كانَ قصيرًا، أو أن يدومَ له ذِكرٌ حسنٌ بعدَ موتِهِ، فجميعُ ذلكَ طيّبٌ ينبغي السَّعي لِنَوالِهِ.
طريقة مقترحة للتّطبيق:
تذكّر مَن مِن أرحامِكَ لم تصِلهم منذُ فترة (أمك وأبوك -أختك وأخوك – عمّ وعمّة – خالٌ وخالة…) فسارِع منذ اليومِ للتواصلِ معهم بأيّ طريقٍ مُمكنةٍ، وسلّم عليهم وَتفقّد أحوالَهم بما تقدرُ عليه ولو بالكلمةِ الطيّبة، وَكُن محتسبًا في ذلك أجرَكَ على الله.
– – – – – – –
رقلم: الشيخ أبو معاذ زيتون
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، فَليَصِل رحِمَه”. متفَق عليه.
المعنى: كان صلّى الله عليه وسلّم يكثرُ الوصيّةَ فيما يعلمُ أنّهُ خيرٌ عظيمٌ وينوّعُ في التّرغيبِ فيه، ومِن ذلك صِلةُ الرّحِمِ حيثُ جعلَها صلّى الله عليه وسلّم في هذا الحديثِ برهانًا على إيمانِ العبدِ، كيف لا والواصِلُ لرحِمِهِ لا يفعلُ ذلكَ إلّا طمعًا بمكافأةِ اللهِ له يومُ الوصلِ العظيم، واتّقاءً لسخطِ الله عليه يومَ يقومُ النّاسً لربّ العالمين.
والأرحام هم أقاربُ المرءِ من النّسبِ من جهةِ أبيهِ وأمّهِ، وأقربُهم الأبوانِ والأجدادُ والأبناءُ والإخوةُ فالأعمامُ والعمّاتُ والأخوالُ والخالاتُ فأبناؤهم.
والصّلةُ أنواعٌ عديدةٌ بعضها أعلى من بعض، فالإنفاقُ والمساعدةُ صِلةٌ، والزّيارة والهديةُ صِلةٌ، والتواصلُ والمراسلةُ صِلةٌ، وأقلُّ الصّلةِ إلقاءُ السّلامِ الذي هو علامةٌ على عدمِ القطيعة.
هذا وإنّ ممّا يجمّلُ حياةَ العبدِ ويملؤها بالسّعادةِ أن يكونَ له أقاربُ وأرحامٌ يُبادلُهم المودّةَ ويُشاطِرُهم المحبّةَ وإلّا فما لذّةُ العيشِ من دونِ ذلك؟!
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: ربُّنا تباركَ وتعالى يريدُنا أن نجعلَ تواصلَنا مع أرحامِنا عبادةً نرجو ثوابَها لا مجرّدَ عادةٍ يسهلُ التّخلّي عنها.
والحصيفُ العاقلُ هو من يجدّدُ علاقةَ الصّلةِ بينَ الأرحامِ بعد أن اضمحلّت وزالت، أمّا المغفّلً المغبونُ فهو الذي لا يُبالي بأرحامهِ وَصَلوهُ أو قاطَعوه، بل لا يعرفُ أرحامه ولا يتفقّدهم إلّا عند وقوعِ المصائبِ وحلولِ النّوائب!!
فمن أيِّ الفريقينِ نحنُ يا ترى؟!