عادات تجعل قراءتنا بطيئة وعلاجات مقترحة لها

مهارة القراءة السريعة الفعالة

سلسلة القراءة السريعة 4 من ٤
عادات تجعل قراءتنا بطيئة وعلاجات مقترحة لها

5عادات تجعل قراءتنا بطيئة، وعلاجات مقترحة لها.

هناك مجموعة من الأساليب التي نستخدمها لا إراديًا أثناء القراءة تجعل قراءتنا بطيئة وضعيفة الفائدة، منها نسيان المعلومات بسرعة. التراجع، القراءة الذهنية، تحريك الشفاه، الملل، التوتر….. في التالي سوف نتكلم عن كل مشكلة من هذه المشاكل بشكل منفصل مع كيفية معالجته.

أولا: التراجع.

يقصد بالتراجع الرجوع إلى الكلمات والجمل التي قرأناها، لأننا نشعر بأننا لم نفهم ما قرأناه، وهناك عدة أسباب تؤدي إلى الرجوع إلى الكلمات، منها:

  • فقدان الثقة:

اكتسبنا هذه العادة في الطفولة، عندما كنا نخطئ في الكلمات والعبارات، وكان يطلب منا الرجوع إليها مجدداً، والتي استمرت مع الكثير منا إلى الآن.

  • فقدان التركيز:

فقدان التركيز وتشتت الانتباه من الطرق التي تعيق القراءة، فمن الأفضل أن تضع كل تركيزك فيما تقرؤه، وأحيانا طريقة قراءتك هي من تشوشك، مثال ذلك: قامت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية حول كيفية حركة العين، حيث قاموا بإعطاء مجموعة من الأشخاص قطعة نصية، وفي أسفلها مكتوب (3000000000) دولار، فكل الذين قرأوا في منتصف القطعة نظروا إلى هذا المبلغ، ليعرفوا لأي شيء مخصص، وهذا أدى لتشتيت انتباههم. فعندما نتوقف عن الاستمرار في القراءة ونذهب لقراءة شيء آخر، سيؤدي ذلك إلى فقدان تركيزنا، ويقلل من فهمنا واستيعابنا للمادة المقروءة.

  • وجود كلمات غريبة:

كثيراً ما نرى بعض الكلمات الغريبة، ونعيد القراءة مراراً وتكراراً، فمن الأفضل ألّا تعود مباشرة إلى تلك الكلمات، وإذا كانت مهمة فسوف يذكرها الكاتب في صفحات أخرى. عندما تتابع برنامجاً تلفزيونياً وتقوم بمشاهدته من المنتصف، ففي النهاية ستفهم أغلب البرنامج، لأن الجمل والمعاني المهمة سوف تتكرر مرة أخرى، وإذا لم يتوضح المعنى فقم بالبحث عن الكلمة في وقت آخر

  • القراءة بسرعة عالية جداً أو ببطء أيضاً:

وهذه الطريقة تجعلك ترجع إلى ما قرأته، خاصة قبل أن تتعلم القراءة السريعة.

مشكلة إعادة القراءة ليس في الفهم بقدر ما هي في فقدان ثقة الإنسان بقدراته العقلية، انظر إلى الشخص الذي بين يديه كتاب يقرأ فيه، ستلاحظ كم من المرات التي سوف يعيد فيها القراءة. يجب التعامل مع هذه العادة بشكل طبيعي، والتخلص منها بأسرع وقت، فالشخص الذي يقرأ لمدة ساعة يضيع (20) دقيقة من الساعة في إعادة قراءة ما قرأه. لا تراجع الكلمات التي تعتقد أنك نسيتها، ولتكن ثقتك بنفسك عالية.

 

ثانيًا: تحريك الشفتين ونطق الكلمات.

هذه العادة من العادات التي تبطئ القراءة كثيرًا (سواءً كان النطق بصوت مسموع أو غير مسموع)، ففي كل دقيقة قراءة مع النطق، تقل سرعة قراءتك (100) كلمة في الدقيقة، حتى قبل أن تتعلم القراءة السريعة. وعند نطق الكلمات يقل الفهم أيضًا، لأننا نركز على الكلمات وليس على معاني الكلمات، لذا فالقراءة السريعة تعلمك أن ترى أربع كلمات في لمحة واحدة، كأنك ترى كلمة واحدة دون نطق الكلمة، أو تحريك الشفتين… إن القراءة السريعة لا تعني نطق الكلمات بسرعة، بل استيعاب أكثر من كلمة واحدة في الوقفة الواحدة من العين.

عندما يتعلم الطفل الحروف والأصوات، فإنه يتعرف عليها في سياق الكلمات، وحتى عندما يتعلم النطق الصحيح ويصل إلى مرحلة الرشد يستمر في تحريك شفتيه، ويكون واعياً -عند القراءة- بكل كلمة، وهذا ما يسمى بالقراءة الصوتية، أي التي تعتمد على الأصوات.

بمجرد أن يصبح الطفل قادراً على التعرف على الكلمات وقراءتها، نفترض أنه تعلم القراءة، ونعتبر الطفل متعلماً وليس أميا، وما عليه إلا أن يطبق القراءة التي تعلمها، ولكن في الحقيقة هذه المرحلة ما هي إلا المرحلة الأولى لتعلم القراءة. يجب ترك هذه العادة السيئة التي تبطئ من القراءة كثيراً، وكل الكتب التي تناولت تعليم القراءة السريعة، تؤكد بأن هذه العادة من العادات التي تمنع التطور والتقدم في القراءة.

إن هذه النوع من القراءة يجعلك تركز على الكلمات وليس الفهم، تخيل شخصاً يتحدث عن رحلته إلى مكة المكرمة، هل ستلاحظ كلماته أم تتخيل ما قام به، بكل تأكيد ستتخيل ما قام به أثناء رحلته، وليس ملاحظة نطقه للكلمات، لذا يجب أن تلغي هذه العادة تماماً.

 

ثالثًا: القراءة الذهنية

يقصد بالقراءة الذهنية قراءة الكلمات في ذهنك، ونطقها داخل نفسك، وليس قراءتها صوتياً (القراءة الصامتة)، وهذه العادة أيضاً تبطئ القراءة، وقد تكون هذه العادة من أصعب العادات التي على القارئ تركها.

عندما نقرأ وننطق الكلمات فإن معدل قراءتنا ( (150-100 كلمة في الدقيقة، وعندما نفكر فإن معدل الكلمات التي نفكر بها (400-450) كلمة في الدقيقة، وتستطيع من خلال التخلص من العادات السيئة التي شرحناها أن تقرأ (400 -450) كلمة في الدقيقة من خلال القراءة الذهنية ولكننا نريد التقليل من هذه العادة (القراءة الذهنية) أيضاً، وزيادة سرعتك أكثر من450) ) كلمة الدقيقة.

 

رابعًا: الملل

الملل يحدث كثيراً، خاصة أثناء قراءة الكتب التي تحتوي على صفحات كثيرة، لأننا نظن بأن علينا أن نقرأ كل الكتاب من بدايته إلى نهايته، وللأسف هذا الشيء غير صحيح تثبت الدراسات بأن القراءة على طريقة (SQ3R )[1] أفضل من قراءة الكتاب كله، وفي حال تعلمك القراءة السريعة سيقل عندك الملل، لأنك سوف تنتهي من الكتاب في ساعات قليلة، ويكون عندك أهداف أثناء القراءة… أي مادة تقوم بقراءتها دون وضع هدف ستمل منها، مثلها مثل الحياة التي تخلو من الأهداف.

وللتخلص من الملل أثناء القراءة اتبع النصائح الآتية:

  1. حدد أهدافك من القراءة. ولا تقرأ الكتاب من البداية إلى النهاية.
  2. لأن حياتنا من صنع أفكارنا، اربط القراءة بالسعادة، وفي قراءة المطالعة اقرأ ما تجده محببا إلى نفسك أولا.
  3. جهز لنفسك كوبا من الشاي أو القهوة واستمتع وأنت تقرأ.
  4. لا تقرأ وأنت متعب أو مشغول البال، واختبر أي الأوقات هي الأوقات الأنسب لك واحرص على تحريها.
  5. حدد مكانا في بيتك للقراءة وجهزه بشكل مريح، وحاول قدر المستطاع أن تتجنب القراءة في الضوضاء.
  6. إن لم تكن متخصصا، فابتعد عن الكتب ذات الحجم الكبير، والمحتوى المعقد.
  7. تذكر دائما أن القراءة تحتاج إلى الصبر، وإذا شعرت بالملل فاحرص على تحديد عدد معين من الصفحات للقراءة يوميا.
  8. حاول أن تنوع فيما تقرؤه حتى لا يتسلل الملل إليك.
  9. تحدث عما تقرأ مع أصدقائك وناقشهم فيه.
  10. لا تستغرق في القراءة الدائمة لكاتب معين واقرأ دون تعصب لشخص.

 

خامسًا: النسيان وتداخل الأفكار:

إن النسيان من المشكلات التي نواجهها أثناء القراءة، فبعد ساعة من القراءة تكون نسبة تذكر المعلومات عالية، ولكن بعد مرور أسبوعين تكون قد نسيت (%80) من المعلومات التي قرأتها!!!

صحيح أن النسيان يمثل حالة طبيعية عند الإنسان، ولكن ليس هذا موضع حديثنا، بل كيفية معالجة هذه المشكلة وتخفيف أثرها واستعادة المعلومات بسرعة بعد قراءتها. وقد وضحنا في فقرة “علاقة القراءة السريعة بالنسيان” الارتباط بين القراءة البطيئة والنسيان وتداخل الأفكار، ونضيف هنا بأنَّ من الأشياء الجيدة التي تفعلها حيال مشكلة النسيان: كتابة ملخص لما قرأته، أو كتابة خريطة ذهنية لأهم المعلومات التي حصلت عليها، أثناء قراءتك، أولا بأول.

– – – – – –

[1] هي اختصار: استطلع (SURVEY)، اسأل (QUESTION) ، اقرأ (READ) ، تسميع (RECITE) ، راجع (REVIEW)
وسنشرحها تفصيلا في التالي.

 

  1. سلسلة القراءة السريعة 1 من ٤
    القراءة السريعة وبداية ظهورها وفوائدها وبعض مشاهيرها
  2. سلسلة القراءة السريعة 2 من ٤
    محددات تؤثر على سرعة القراءة واستراتيجيات القراءة السريعة
  3. سلسلة القراءة السريعة 3 من ٤
    تقنيات تساعدك على اكتساب مهارة القراءة السريعة
  4. سلسلة القراءة السريعة 4 من ٤
    عادات تجعل قراءتنا بطيئة وعلاجات مقترحة لها

0

تقييم المستخدمون: 4.53 ( 2 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *