الحرب الأوكرانية الروسية… وأولوياتي الآن لو كنت الأمير

الحرب الأوكرانية الروسية... وأولوياتي الآن لو كنت الأمير

الحرب الأوكرانية الروسية
وأولوياتي الآن لو كنت الأمير

بعيدا عن العواطف والاندفاعات غير المحسوبة لكان نصب عيني أمور أربعة رئيسة مهمة:

1- ارتفاع أسعار القمح عالميا، وربما حصول شحّ فيه، كون الدولتين المتحاربتين -روسيا وأوكرانيا- تنتجان قرابة 25% من محصول القمح العالمي.

2- أزمة الوقود (مشتقات النفط والغاز) والارتفاع في أسعارهم.

3- تقليص عمل ودعم المنظمات العاملة في الشمال السوري، والتي تقلص عملها أصلا على مدار السنوات الثلاث الأخيرة الماضية، ولكن الآن قد يتقلص أو ينتهي عمل كثير منها، (هل يعقل أن يتركوا مئات آلاف أو ملايين اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا ويأتوا ليصبوا دعمهم للسوريين؟!).

4- بالنسبة للعمل العسكري يجب أن تبقى حالة التجهيز والاستعداد مع تكثيف الرصد والمراقبة، ولكن لا يمكن أن أتحرك قبل إنهاك حقيقي للروس يؤثر فعلا على قواتهم في سوريا، (لتستوي الدمَّلة)؛ لأن العالم أجمع شاهد الفرق بين قيمة دم المسلمين السوريين ودم الأوكرانيين، والفرق في الإجرام الروسي وطريقة التعامل بين هنا وهناك، والفرق في التعاطي العالمي مع ذلك…
والروس الآن كالدب الجريح، وأي تحرك هنا قد يقابل بمجازر فظيعة على أرضنا، وهم يعلمون أنه ما من مبالٍ بها (حاليا).

#حلول_مقترحة:

أولًا: بالنسبة لموضوع القمح:
• جمع جميع المنظمات العاملة والداعمة للمشاريع الزراعية والتنموية ووضع خطة لدعم زراعة القمح المحلي، حتى لا تترك أرضٌ خالية بلا زراعة، وتقديم كل تشجيعٍ متاح للفلاح على ذلك (تسهيلات ودعم السعر).
• منع نقل أي قمح خارج مناطقنا إلا مبادلة (لأن قمحنا قمح قاسٍ لا يصلح للخبز).
• صيانة ما يمكن صيانته من الصوامع لتخزين مخزون استراتيجي من الحنطة، وإن اعتمدنا على الطحين المورَّد حاليا.
• مفاوضة الجانب التركي لتخفيض الجمارك على الحنطة، لتكون على الأقل بسعر الجمارك على الطحين بغية تعبئة الصوامع (الأتراك من أولوياتهم أن نستورد أول بأول وأن لا تعمل مطاحننا، والهدف من هذا واضح).
• التفاوض مع سلطات الوضع الراهن شمال شرق سوريا؛ لأنهم أيضا بحاجة ما نورِّده لهم، ونزع مزية ذلك من أيدي مافيا التهريب التابعة لبعض الجماعات والتي تصب كثير من أرباح خطوط التبادل التجاري في جيوبها من خلال خطوط النقل (التهريب نظريا) التي لا تتوقف، والانتقال لاتفاق متوازن يخدم جميع السوريين، على غرار اتفاق توريد النفط الآن، يتعلق بالقمح، ويكون علنيًا ولصالح الشعب، لا لصالح زعماء المافيات.

ثانيًا: بالنسبة لموضوع النفط والغاز:
• التركيز على ما ذكرنا في البند الأخير المتعلق بالقمح، والتركيز في الاعتماد على النفط المحلي، والسعي لتطوير آليات التكرير والتخزين، (وأظن أن نفط السوريين يكفي السوريين).

ثالثًا: بالنسبة لموضوع المنظمات:
• استثمار الانفراجة في العلاقات الخليجية الخليجية والعلاقات الخليجية التركية، واستثمار مجموعة من الوجوه ذوي السمعة الحسنة، من الشخصيات المشهورة (من المشايخ وغيرهم)، ليكونوا سفراء إلى الجمعيات الإنسانية في دول الخليج العربي والسعودية بحيث يكون الدعم الأساسي للعمل الإنساني يأتي من الدول العربية الغنية والدول الإسلامية (ماليزيا والمسلمين في المهجر أيضًأ)، وهذا يتطلب قنوات موثوقة السمعة، وعملية إصلاح حقيقية، بحيث يتم تنظيف شيء من السمعة القذرة التي التصقت بالكثير من الفصائل والجماعات والمناطق…
• وضع إدارة حقيقية لتحقيق التنظيم والتكامل في عمل المنظمات ومشاريعها وربطها بالإدارات المناسبة التي يجب أن تتولى التخطيط، وتكون المنظمات منفذة، ولكن بطريقة سلسة تراعي حساسية وضع بعض المنظمات لكي لا ينقطع الدعم طالما أنه يصب في اتجاه مصلحتنا (مصلحة الشعب والمنطقة لا الجماعة).

رابعًا: بالنسبة للعمل العسكري:
من المتوقع حصول انكماشة في القدرة العسكرية الروسية في سوريا، وبالذات مع إغلاق المضائق البحرية على السفن الروسية الناقلة للعتاد والذخيرة وغيرها، ولكن لا يجب أن ننسى بأننا في البر نواجه إيران، وفي الجو لا يوجد لدينا شيء أصلًا، لذلك فقليلهم مدمّر وبشدة!
ولقد جربنا الأوروبيين والأمريكان ووعودهم الكاذبة سابقًا، لذلك لو كنت الأمير لمَا كنت لأتحرك – ولو شجعوني – قبل أن يصلني عتاد حقيقي مؤثر فتّاك (وبكمية مناسبة للدفاع عن المكتسبات)، كما يصل للأوكرانيين.

وليس بالضرورة كلما قامت حرب في العالم أن تسفك دماء مسلمي سوريا، دعونا نتفرج قليلا حتى يحين الوقت المناسب لتحقيق المكاسب.
لاحظوا كيف قام الأوكرانيون بالانسحاب أول الأمر من بعض المدن، ينسحبون قليلا ليمتصوا الهجمة ثم يباغتون عدوهم، ونحن كنا أحيانا نخسر مئات المجاهدين من خيرة الثوار لأجل قرية صغيرة لا تظهر على الخريطة!!

فتربصوا إني معكم من المتربصين…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *