الخطابي… ملهم الثورات المسلحة

كتب سياسية - الخطابي ملهم الثورات المسلحة

الخطابي… ملهم الثورات المسلحة

الخطابي
ملهم الثورات المسلحة

السياق التاريخي، والأبعاد السياسية، والعسكرية، والاجتماعية،
لثورة الريف الثالثة (1921-1926م)

دراسة من إعداد: مركز الخطّابي للحروب الثورية.

تمهيد وتعريف:

* من هو محمد الخطّابي؟

محمد بن عبد الكريم الخطابي، فقيه مغربي، ومفكر وسياسي وقائد حرب. ولد سنة 1882م وتوفي سنة 1963م. نفي إلى جزيرة لارينيون جنوب إفريقيا لمدة عشرين عاما، من 1926م وحتى 1947م. ثم أصبح لاجئا سياسيا في مصر حتى وفاته.

أحد أهم قادة الثوارت في القرن العشرين، حارب الاحتلال الإسباني والفرنسي في وقت واحد، وكانت ثورته ملهمة لتشي غيفار وكاسترو وماو سي تونغ وهوشي مِنِه.

‏كان مع الخطابي سنة ١٩٢١ ثلاثة آلاف ثائر فقط فاستطاع في معركة أنوال الشهيرة أن يقتل من الاحتلال الاسباني ١٧ ألف جنديا، بينهم ١٨٠ ضابطا، ويأسر ٧٠٠ جنديا آخرين.

* دولة الخطَّابي المُحرَّرة وموقف الأوروبيين:

أسس دولة في شمال المغرب بين 1921 و1926، وترك للأمّة رصيدا وافِرا من الحكم والتوجيهات السياسية والعسكرية. وقد قيل عنه أنه المخطط الأول لتكتيكات حرب العصابات في القرن العشرين.

ولكي نعرف موقف الأوروبيين من دولة الخطّابي فلنقرأ التالي مِن رسالة الجنرال ليوطي قائد قوات الاحتلال الفرنسي في المغرب الذي يعلق على ثورة ابن عبد الكريم الخطابي، فيقول:

“ها هي ذا دولة إسلامية تتكون في شمال المغرب، إنه الخطر عينه. إن العالم الإسلامي كله يرقب الحرب الدائرة الآن في الريف بكل اهتمام. إن هذه الثورة المعلنة في الريف تهدد نفوذ كل الدول الأوروبية ذات المصالح الاستعمارية في البلاد الإسلامية. إنها تهدد فرنسا في شمال إفريقيا وغربها، وتهدد بريطانيا في ممتلكاتها الإسلامية وفي الهند….

ولا يمكن أن يكون هناك شيء أخطر على نظامنا من إنشاء دولة إسلامية وحديثة على مقربة من فاس… جاعلة عبد الكريم قطبا جاذبة لا فقط للمنشقين -الثوار في الأطلس- من أتباعنا، بل ولهذه العناصر المغربية والشابة منها على وجه الخصوص التي وسعت مداركها المستقبلية الأحداث الجديدة في الشرق والتي طورت في فكرها مطامح العداء للأجانب…

إن سماحنا لعبد الكريم بتحقيق أي انتصار علينا، إنما يعني قيام امبراطورية عربية إسلامية على شاطئ البحر المتوسط، وهو ما يعني أيضا فتحا إسلاميا لأوروبا من جديد، وهو أمر لا يمكن التسليم به”. ا.هـ

ولذلك كان التعاطي الدموي مع ثورة الخطّابي، يقول روبرت تابر: “إذا حكمنا بحسب التجارب الحديثة، فإن نصراً عسكرياً على ثورة حقيقية يبقى مشكوكاً فيه، إلا إذا لجأنا إلى طرقٍ متقاربة من الإبادة الجماعية، كما فعل الألمان في بعض المناطق خلال الحرب العالمية الثانية”.

* مقتطفات من أحاديث الخطابي قائد الثورة المغربية ضد الاحتلال الإسباني سنة 1921:

“تصوروا مذاق الشيء الذي تشتهونه كيف يكون في أفواهكم حلوا، وتذكروا كم يدوم ذلك المذاق، إنها بضع لحظات، ثم تصوروا كيف يكون مصير ذلك الشيء المشتهى بعد أن ينزل إلى المعدة… عليكم أن تفهموا أن لا قيمة للشيء الذي تشتهونه إلا أثناء لحظات قليلة. فهل يعيش الإنسان كل وقته عبدا لبضع لحظات؟ إنه بالانتصار على شهواتنا نحقق آدميتنا. بهذا نرتفع من مستوى البهيمة إلى مستوى الإنسان، أي الكائن المتمتع بالكرامة.”

“نحن في عصر يضيع فيه الحق إذا لم تسنده قوة…عدم الإحساس بالمسؤولية هو السبب في الفشل، فكل واحد ينتظر أن يبدأ غيره”

ولعلَّ من أبدع ما قاله الخطابي قائد الثورة المغربية ضد الاحتلال الفرنسي والإسباني: “ليس في الحرية حل وسط”.

 

* الدراسة المقدَّمة:

دراسةٍ شاملة عن الثورة المغربية التي قادها محمد بن عبد الكريم الخطَّابي ضد الفرنسيين والإسبان بين 1921 و1926م، تتناول مختلف أوجه نشاطه العسكري والسياسي والاجتماعي.

ونكاد نجزم (الكلام للفريق الذي أعد البحث) أن هذا البحث يعدّ أفضل الأعمال العلميّة المعاصرة التي تحدّثت عن حياة هذا الرجل العظيم، حيث تضمّنت دراستنا الجوانبَ الشخصية الدقيقة للأمير الخطابي، وتناولت نشاطه العسكري والاجتماعي والسياسي بشكل شامل، وقدّمت للقُرّاء الكثيرَ من الخرائط التاريخية النادرة. وقد اعتمد مركزنا في إعداد هذا الكتاب على أدقّ المراجع العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية.

إن بحث الثورة الخطابية مفيد جدا للثوار المعاصرين، وخاصة السوريين، لأن التّجربة السوريّة (2011م-إلى اليوم) قريبة جدا من الثورة الريفية الثالثة من حيث قوة الجهات الدولية المحتلة، والأساليب الحربية المستخدمة من قبل الثوار ومكافحي التمرُّد…

نتمنى لكم قراءة نافعة

المصدر: https://t.me/AL_KHATTABI_RW

0

تقييم المستخدمون: 4.92 ( 5 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *