قل آمنت بالله ثم استقم

التقوى والاستقامة

قل آمنت بالله ثم استقم

عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: «قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، فقال صلى الله عليه وسلم: قل آمنت بالله ثم استقم» رواه مسلم

 

– – – – – – –

بقلم: الشيخ أبو معاذز يتون

عن سُفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسول الله، قُل لي في الإسلامِ قَولا لا أسألُ عنهُ أحدًا غَيرك. قال: “قُل: آمنتُ باللهِ، ثُمَّ استقِم”. رواه مسلم.

المعنى: هذا رجلٌ موفّقٌ حريصٌ على أن يتعلّمَ عِلماً جامعاً مانعاً مختصراً يضمنُ له صلاحَ أمرِه، فسألَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك، فأعطاه النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم جواباً شافياً كافياً، وأسلمَ إليه مِلاكَ العلمِ بخمسِ كلمات هي “قل آمنت بالله ثم استقم”.

لأنّ الإيمانَ بالله تعالى فيه صلاحُ القلب ونجاتُه، والاستقامةُ فيها صلاحُ الجسدِ ونجاتُهُ، وأيّ شيءٍ يريده العاقلُ فوقَ هذا؟

وقل آمنتُ باللهِ ليسَ المقصودُ منها فقط النّطقَ باللسان، بل لا بدّ أن يصحبَ ذلك اعتقادُ القلب، والعملُ بما تستلزمُهُ هذه الكلمةُ العظيمة، فهي عَقدٌ يُبرِمُه العبدُ مع اللهِ، لا بدّ من الوفاءِ به كاملا.
والاستقامةُ هي أن يكونَ العبد فاعلاً ما أمرَهُ الله، تاركاً ما عنه نهاه، ساعياً إلى مرضاتِه متحرِّزاً من غضبِه.

وإذا كان العبدُ يخطئُ أحيانا فيقعُ في الخطايا والذّنوبِ ثم يقلعُ عنها ويتوبُ منها، فإنّ هذا لا يخرجُه من دائرةِ الاستقامة، فكلُّ بني آدمَ خطّاءٌ، والتّوبةُ من الذّنوبِ هي بحدّ ذاتِها جزءٌ من الاستقامة.

طريقةٌ مقترحةٌ للتطبيق:

أخي وأختي: هل منّا من أحدٍ لن يرحلَ عن هذه الحياة؟! بالتأكيدِ الكلُّ راحلٌ، ونحن يا إخوتي قد تفضّلَ اللهُ علينا فأوجدنا في بيئةِ أهلِ الإيمان، فلم يعدْ أمامَنا إلا أن نستقيمَ على طاعة اللهِ، لنكونَ موعودينَ بالنّجاةِ.

ولا تظنّوا الاستقامةَ شيئاً مستحيلاً، بل هي لمن قصدها بصدقٍ سهلةٌ ميسورةٌ، لأنّ الله وعد بتيسيرِها فقال: “فأمّا من أعطى واتّقى* وصدّق بالحسنى* فسنيسّرُه لليُسرى”… ولكنها تحتاج مزيد مراقبة، وتكرارا للتوبة فالله تعالى يحب التوابين، الذين يتوبون كلما أخطؤوا ولا ييأسون من روح الله.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *