حكم قتل الأسرى من عساكر جيش النظام الأسدي في سوريا؟

تفضل بالإجابة الشيخ محمد اليعقوبي حفظه الله:
الحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فلا يجوز قتل الأسير اليوم أيا كان شأنه، وفي قتل الأسير مفاسد متعددة ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ونحن إذ نطبق أحكام الشريعة فإنما نعامل الله تعالى وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وفي اختيار الإثخان بالقتل في مثل هذا الوقت ضرر كبير سوى أن الإثخان إنما يكون للإمام لا للعسكر وفي فتح باب قتل الأسير فتح باب الفوضى في تطبيق ذلك.
كما أن من أعظم المفاسد أن الذين يقاتلوننا اليوم يقاتلوننا عن ضعف إذ لا باعث لهم على القتال إلا المال أو الخوف على النفس من انتقام النظام، ومتى استيقن الواحد منهم أن سيقتل إن أسر فإنه سيقاتل إذ ذاك قتال الأبطال للدفاع عن حياته وحماية نفسه وبذلك نكون قد أعطيناه حافزا للقتال يمنحه من القوة والشجاعة ما لا ليس عنده. والعكس صحيح فإن الجنود إذا علموا أنهم إن وقعوا في الأسر وجدوا أحسن المعاملة فإنهم سيستأسرون إذ ذاك ويتخلون عن جيش النظام.
نعم نقتل في ساحة الحرب جميع من قاتلنا فإذا ألقى السلاح واستأسر أو أخذا أسيرا رغما عنه فقد لزمنا إطعامه وإكرامه، فإذا كان مجرما قَتَلَ في غير الحرب أو ارتكب من الجرائم ما يجب أن يحاسب عليه يحال إلى القاضي ليتلقى العقاب الذي يستحق بعد تقديم البينات وسماع الدفع والرد ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بعد سقوط النظام وإنشاء دار للقضاء وتعيين قضاة أمناء.*
————————————-
* في حالات خاصة قد يُجزء عن هذا مجلس قضاء مختص يسميه مجلس الثوار في المنطقة يضم هيئة شرعية تُختار لهذا تحوي طلبة علم مختصين متمكنين معروفين بعدالتهم ينظرون في الأدلة ويسمعون الدفع ثم يُحكِّموا شرع الله ليحكموا على الجاني بما يستحق هذا إن تعذر الاحتفاظ بالأسرى وخشي فرار من قد يعظُم خطره أما المجندون العاديون ومن على شاكلتهم فما ذكره الشيخ محمد هو الأنسب والأحوط والله تعالى أعلم .(مكتب الإرشاد في تجمع دعاة الشام)

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *