استعن بالله ولا تعجز … التخطيط الشخصي

استعن بالله ولا تعجز ... الخطيط الشخصي

 

المجتمع المسلم - المؤمن القوي

استعن بالله ولا تعجز
التخطيط الشخصي

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» رواه مسلم

درس في التخطيط الشخصي

  • حدد هدفك
  • لا تنشغل عنه
  • جاهد واصبر
  • لا تستسلم
  • تحمل المسؤولية
  • استمر بالمحاولة

 

– – – – – – –

بقلم: الشيخ محمدأ بو النصر

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “المؤمنُ القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كُلِ خَير. احرِص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيءٌ فلا تقُل: لو أني فعلتُ كان كذا وكذا، ولكِن قُل: قدَّر الله، وما شاء فَعل، فإنَّ لَو تفتحُ عملَ الشيطان”.
رواه مسلم.

المعنى: هذا الحديثُ فيه من الفوائدِ ما يكمّلُ الحديثَ الذي مر بنا سابقا: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.. لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما نهانا عن التّدخُّلِ فيما لا يعنينا لكي نحيا حياةَ اللّامبالينَ بشيءٍ، بل لنتفرّغَ لما يَعنينا فننشغلَ فيهِ، ونهتمَّ به، ونحرصَ عليه… وها هو صلّى الله عليه وسلّم يوصينا أن نحرصَ على ما ينفعُنا في معاشِنا ومعادِنا، ويحذّرُنا من الاستسلامِ للعجز والكسلِ والخمولِ، وبذلك فهو يحضُّنا على النّشاطِ والعزيمةِ والإصرار على تحصيلِ ما ينفع.

وهذا الحديث يصدق عليه أنه درس في التخطيط الشخصي، لو أردنا أن نبين معاني فقراته بكلماتنا المعاصرة لوجدناها في الجمل التالية (حدد هدفك – جاهد واصبر – لا تستسلم – تحمَّل المسؤولية – استمر بالمحاولة)…

احرص على ما ينفعك، في كل ما تنشغل به ولا تشتت وقتك وحياتك وعمرك فيما لا نفع لك فيه ولا هدف ولا غاية، فكل عمل تعمله يجب أن يصب في هدف، أي أن تعرف تماما قبل أن تنشغل بالفعل ماذا تريد منه…

ولأنّ الإنسانَ لا حولَ ولا قوّةَ له إلا بالله، يعلّمُنا صلّى الله عليه وسلم أن نستعينَ بالله عند كلِّ أمر نبتغي تحصيلَه. والاستعانةُ إمّا أن تكونَ بدعاءِ اللسانِ أو باتكالِ القلبِ، وأحسن ذلك ما اجتمعَ فيه القلبُ واللسان.

ولأنّ الإنسانَ لا بدّ أن ينتكسَ في بعضِ المسائل ويفشلَ في تحقيقِها، نبّهنا صلّى الله عليه وسلّم أن نستحضرَ أنّ الفعّالَ على الحقيقةِ هو الله تعالى… فلا ييأس ولا يستسلم.

فقال: وإن أصابكَ شيءٌ، يعني على خلافِ ما ترغبُ به، فلا تقل: لو أنّي فعلتُ كذا كان كذا وكذا، فتعيش في وهم ونكد الانشغال بالماضي، ولا تعتقد أنّ أفعالَكَ وتصرفاتِكَ تأتيك بما تريدُ مما لم يشأ اللهُ لك، بل سلّم الأمور لله واستسلم لما قضاه في الماضي، وتطلع إلى المستقبل مجتهدا بالأخذ بالأسباب مع حسن التوكل، فالله وحدَه الفعال لما يريد.

ختاما تذكَّر أنَّ كل ما أمرَنا به الشّرعُ الإسلاميُّ فهو يَنفعُنا، فلنحرصْ على تنفيذِه بلا تكاسلٍ ولا تثاقلٍ، ولتكُن عدَّتُنا في ذلك الاستعانةَ باللهِ وحدَه، فإنّ قوامَ الدّينِ في “إيّاكَ نعبُدُ وإيّاكَ نستعين”…

اللهم إنا نستعينك فلا تحرمنا مددك.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *