التذكير بفضائل عشر ذي الحجة

خطبة الجمعة - التذكير بفضائل عشر ذي الحِجة

#خطبة_الجمعة
#الشيخ_محمد_أبو_النصر

التذكير بفضائل عشر ذي الحِجة

أحد مساجد ريف حلب المحرر.
المدة: 11 دقيقة.

التاريخ: 28/ذو القعدة/1439هـ
الموافق: 10/آب/2018م

🔴 الأفكار العامة للخطبة:

  1. أقسم الله بها
  2. تعظيمُ الله وحده.
  3. كيف بأجر من يُجاهد ويستعدُّ فيها؟!!
  4. التكبير المطلق في الأسواق والطرقات.
  5. الاستعداد قبل دخول ذي الحِجَّة لمن كان له أضحية.

لتحميل الخطبة كتابيا بصيغة PDF

لتحميل الخطبة صوتيا بصيغة MP3

* ملاحظة: ما بين معكوفتين [ ] فهو شرح مُدرج في سياق ذِكرِ الدليل.

الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عبده الذي اصطفى، عباد الله، خيرُ الوصايا وصيّةُ ربِّ البرايا: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]، فاتقوا الله عباد الله، فبتقوى الله العِصمة من الفتن، والسلامة من المِحَن… واعلموا عباد الله، أنَّ الله تعالى أقسَمَ وهو لا يُقسِمُ إلَّا بعظيم، فقال وقولُه الحق: ((وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5))) [الفجر: 1-5].

يُقسِمُ الله تعالى، بأيامٍ عظيمةٍ مباركة، أيام العشر مِن ذي الحِجَّة، أيامٌ مباركة عظيمة، فيها الحجُّ والنسك وتعظيم الله تعالى، وهي حرامٌ في شهرٍ حرام، مُعَظَّمةٌ مضاعفةٌ فيها الأجور، في فضلها أخرج البخاريِّ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «ما من أيامٍ العملُ الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام عشر ذي الحِجَّة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرجَ بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».

فكيف بفضل وأجرِ من جمع الخيرات العظام ونال شرف الجهاد في عشر ذي الحجة؟! كيف بمن يتدرَّب ويستعدُّ لملاقاة العدو في عشرِ ذي الحِجَّة، كيف بمن يحفُرُ ويُدشِّم ويُخندِقُ ويُحصِّن ساعاتٍ طويلة في هذا الحر، في هذا القيظ، يفعل ذلك في سبيل الله، في عشر ذي الحِجَّة المباركة؟!

اللهَ اللهَ ما أعظم أجره وما أعلى قدره وما أرفع مكانته…

إنها عشرُ ذي الحِجَّة، أيامٌ يُضاعِف فيها المؤمن جُهده ساعيا في مرضاة الله، فيُكثِر فيها مِن أعمال البِرِّ والخير، وأولها الحجُّ إن استطاع إليه سبيلا، وكذلِك سائر الأعمال المرضِيَّة، كتلاوة القرآن والصيام والإكثار من الصلاة وقيام الليل وعِمارة المساجد والأضحية للمستطيع في اليوم العاشِر من ذي الحِجَّة، وقد بيّنَّا سابقًا بأنَّ الشاة الواحِدة تُجزِؤ عن الرجلِ وأهلِ بيته.

وكذلكَ مِن أعمالِ البرِّ التي وجَّه إليها النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلّم- في عشرِ ذي الحِجَّة وفي أيام التشريق بعدها، الإكثار من ذِكرِ الله، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-: “ما مِن أيام أعظمُ عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهِنَّ من التهليلِ والتكبيرِ والتحميد” [رواه أحمد].

لذلك فقد كان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهُما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر (عشر ذي الحجة) يُكبِّران ويُكبِّر الناس بتكبيرهما.

وقبل أن أختِم حديثي أيها الأحبَّة، ولأنَّ عشر ذي الحِجَّة على الأبواب، لزم علينا -أيُّها الكرام- أن نُذَكِّر بأمرٍ نبوي وجب الاستعداد له قبل نهاية شهر ذي القِعدة، فغدا السبت يوم التاسع والعشرين منه وقد يكون بغروب شمسه آخر أيام الشهر أو قد يُتمِّ الشهر الثلاثين، وقد نبَّهنا دائما أنَّ اليوم شرعا ينتهي بغروب شمسه، فمتى غربت شمس اليوم انتهى وبدأ اليوم التالي.

فإن رؤي هلال ذي الحِجَّة في بلدِ النُّسك مع غرب شمس اليوم التاسع والعشرين نكون حينها قد دخلنا في اليوم الأوَّل لذي الحِجَّة، وما أودُّ التذكير به في هذا الباب ما رواه الإمام مسلمٌ في صحيحه عَن أُم سَلَمَةَ – رضي الله عنها – أَنَّ النَّبِيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: «مَن كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأخُذَنَّ مِن شَعرِهِ، وَلَا مِن أَظفَارِهِ شَيئًا حَتَّى يُضَحِّيَ».

من كان له أضحية أو نوى أن يُضحي هذا العام ولو لم يشتريها بعد، قبل دخول عشر ذي الحِجَّة فليتجهَّز.

إن أردت أن تحلِق شعرك، أو تقلِّم ظُفرك، تجهَّز قبل غروب اليوم التاسع والعشرين احتياطًا، فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ، فَلَا يَأخُذَنَّ مِن شَعرِهِ، وهذا يشمل شعر الرأسِ والوجهِ والإبط والعانة وغير ذلك من شعور البدن، والنهي عن أخذِ الشعر يشمل المنع عن الحلقِ (بالموس) أو التقصير أو النتف أو الإحراق أو أخذه بنَورةٍ (وهي مادة تُسقِطُ الشعر) أو غير ذلك… حَتَّى يُضَحِّيَ.

والحديث عن صاحِب الأضحية وليس عن وكيله، فالأمر للمُضحيِّ أمَّا من وُكِّل بأضحيةٍ لشخص آخر فلا يلزمُه ذلك الأمر النبوي.

نسأل الله تعالى أن يُعيننا وإياكم على الطاعات في هذا الموسم الفضيل، تقبَّل الله منَّا ومنكم الاجتهاد، وأعاننا على المزيد من الطاعاتِ والقُربات، وغفر الذنوب والسيئات، وبلَّغنا الأضحى وما بعده ونحن وإيَّاكم بأحسن حال يُحبُّه الله تعالى ويرضاه…

إني داعٍ فأمِّنوا.

0

تقييم المستخدمون: 4.59 ( 4 أصوات)

تعليق واحد

  1. دعاة الشام

    #التكبير_المطلق و #التكبير_المقيد
    في أيام عشر ذي الحجة وأيام النحر والتشريق

    ⭐️مشروعية التكبير في عشرِ ذي الحِجَّة: روى الإمام أحمد في مُسندِه عَن ابن عُمر –رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: «ما مِن أياّم أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهنَّ مِن: التهليل والتكبير والتحميد».

    وهذا التكبير يُقسَم إلى نوعين بحسب وقته:

    1️⃣ التكبير المطلق : وهو الذي لا يتقيد بشيء، فيُسن دائماً، في الصباح والمساء، قبل الصلاة وبعد الصلاة، وفي كل وقت.

    ويُسن في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق، أي من دخول شهر ذي الحجة بغروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة إلى آخر يوم من أيام التشريق وذلك بغروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة (وهو رابع أيام #عيد_الأضحى).

    2️⃣ التكبير المقيد : وهو الذي يتقيد بأدبار الصلوات.

    ويبدأ ذلك من فجر #يوم_عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق -بالإضافة إلى التكبير المطلق– فإذا سَلَّم من الفريضة واستغفر ثلاثاً وقال: “اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام” بدأ بالتكبير.

    وهذا لغير الحاجّ، أما الحاجّ فيبدأُ التكبير المقيّد في حقّه من ظُهر يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى).

    هذا والله تعالى أعلم.

    #عشر_ذي_الحجة
    #الحج #ذي_الحجة

اترك رداً على دعاة الشام إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *