كاتب تركي يحذر من “حرب عربية ـ تركية” المخطط خطير للغاية

 

الكاتب التركي إبراهيم قراغول تساءل “هل سنحصل على تأشيرة الحج من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل؟”
 
 
حذر الكاتب التركي إبراهيم قراغول، من “مخطط غربية لنشر قوات عربية في مناطق شمالي سوريا”، مشيرا إلى أن هذا الأمر “يعد دعما للتنظيمات الإرهابية ولا علاقة له بإيران، وقد يؤدي لحرب عربية ـ تركية”.
 
وقال قراغول في مقال نشره، اليوم الأربعاء، في صحيفة “يني شفق” التي يرأس تحريرها، “لقد جهزا أنفسهم لتنفيذ مخطط عملية مخيفة جديدة خشية أن تتجه تركيا نحو شرق الفرات بعد علملية غصن الزيتون في عفرين”.
 
وتابع “ويبدو أن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ستشكل قوة عربية قبل أن تتجه تركيا نحو تلك المنطقة، على أن تجعلها تتمركز في المنطقة التي خطط لتكون حزاما للإرهاب، فهؤلاء يرغبون في استبدال الدول العربية هذه المرة بتنظيمات مثل PKK وPYD وداعش”.
 
وأضاف “نعلم أن القضية هناك هي تركيا لا الإرهاب، وأن المخطط الذي ينفذونه هناك يرمي لإغلاق الأبواب الجنوبية لتركيا لعرقلة تقدمها والضغط عليها من ناحية الجنوب، ونعلم أنهم صمموا تلك المنطقة كجبهة تمتد لمئات الكيلومترات لحصارنا، وأن تركيا فتحت ثغرة في هذه الجبهة بفضل عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون”.
 
وحذر قراغول من “إشعال فتيل الحرب التركية – العربية، قائلا “يبدو أنهم لم يكتفوا بتنظيمات PKK وPYD وداعش حتى يحرضوا هذه المرة دول المنطقة ضد تركيا، فهم يسعون بشتى الطرق لتطويق تركيا، وهي الخطوات الأولى لمخطط كبير وخطير للغاية يدمر المنطقة بأسرها”.
 
ورأى أن “هذا المخطط يتضمن نوايا خبيثة لأولئك الذين يسعون لإشعال فتيل حرب تركية – عربية، وهو واحد من المخططات الخطيرة الهادفة لتقسيم المنطقة بأسرها إلى مسلمين عرب ومسلمين غير عرب، إذ يحمل في طياته أمارات انقسام عميق وتحزب جديد في المنطقة”.
 
وناشد قراغول “ألا تفعلوا هذا وإلا تكونوا داعمين للإرهاب”، قائلا “أناشد هذه الدول: سيجعلونكم تحلون محل PKK، إنهم يعرضون عليكم اليوم الأدوار التي منحوها للتنظيمات الإرهابية، قولوا لهم: لا”!
 
واستطرد قراغول “لو اتبعتم ذلك المخطط ستكونون دولا داعمة للإرهاب بشكل صريح، وسيذكركم التاريخ بأنكم القوى التي وقفت خلف تنظيمات مثل PKK وPYD، وبالرغم من أننا نعلم أنكم دعمتم جميع المحاولات العدائية ضد تركيا، بما في ذلك هجوم 15 تموز/يوليو 2016، لكننا لم نتوقع أنكم ستفعلون هذا الأمر علانية بهذا القدر”.
 
وتابع “لو شاركتم في تنفيذ هذا المخطط فسيكونوا قد ساقوكم نحو الجبهة الصريحة المضادة لتركيا، وحينها ستحملون مسؤولية جميع الهجمات الإرهابية التي تستهدف بلدنا، وستتهمون بتهمة تشكيل جبهة ضد بلادنا”.
 
وشدد قراغول أنه “كانوا يقولون لهم إن إيران تمثل تهديد لكم، والآن يقولون تركيا هي التهديد، يجب إيقافها”.
 
وأكد أنه “ليس هناك أدنى صلة بين رغبة تلك البلدان بإرسال جنودها إلى شمال سوريا وبين القضية السورية، فلا سوريا ولا تركيا ترغب بهم، ومن يرغب بذلك هي أمريكا وإسرائيل فقط”.
 
ورأى أنهم “لا يحملون نية سوى حصار تركيا، هذا كل شيء، وليس لهذا المخطط علاقة بإيران، لأنه لو كانت إيران هي القضية فليذهبوا إلى العراق ويتمركزوا على أراضيه، أو على الأقل يذهبون إلى شمالي العراق. فلماذا سيأتون إلى شمالي سوريا؟ ليس هناك تفسير مشروع لهذا الأمر”.
 
وتابع أن “الخطاب سيكون كالتالي: نقل القوة العربية لمكافحة الإرهاب إلى المنطقة، هكذا سيروجون لمخططهم، بيد أن جميع التنظيمات الإرهابية في المنطقة هي حليفة للولايات المتحدة، وهو ما أعلنته التنظيمات بنفسها، إذن ماذا سيحدث؟ ماذا ستقول السعودية والإمارات ومصر لتركيا؟”.
 
وأضاف “هل سيقولون: سنهددكم من حدودكم؟ إذن كيف وبأي وجه يمكن أن نعارض حصار إيران للسعودية من اليمن؟”.
 
وتوجه قراغول بالقول “إياكم أن تأتوا هنا أو أن ترسلوا جنودكم وتحاولوا ضرب تركيا بيد أمريكا وإسرائيل، لا تتمركزوا على حدودنا ولا تحاولوا خداع أحد بحجة مكافحة الإرهاب، فتلك القوة لن تستطيع الصمود هناك ولن تقدروا التحمل، كما أن نتائج الأمر ستكون وخيمة جدا بالنسبة لكم، لا تضحوا بالأمة العربية لصالح مخططات أمريكا وإسرائيل، لا تنشروا جنودكم على جبهة ضد دولة مسلمة ومجتمع مسلم، إنهم يجرونكم نحو مغامرة، ويستبيحون حدود الأراضي العربية هنا وهناك بحجة حمايتها، ويوقعون بين الدول المسلمة بعضها بعض، هل تعلمون ماذا يفعلون بينما ينفذون هذا المخطط؟ إنهم يأسرون قلب الأمة العربية ومركزها كرهينة”.
 
وتساءل “هل أنتم بحاجة إلى تركيا؟ إنهم يحتلونكم من الداخل”
 
وتابع قراغول إن “دولكم ستتحول إلى حاميات عسكرية تستضيف الجيوش الأجنبية على هذه الأراضي لترشدها إلى تنفيذ المزيد من الدمار، وحينها ستتفقد دولكم وصف الدولة وتتحول إلى تنظيمات وإلى لعبة بيد الآخرين، ووقتها سيسأل الجميع عن شرعيتها بصوت أعلى”.
 
وشدد أن “تركيا لا تمثل تهديدا لكم، بل إنكم بحاجة إليها، ربما لا تدركون هذا الآن، لكنكم ستدركون هذه الحقيقة المميتة خلال بضع سنوات، فلا تجعلوا أنفسكم عرضة لوضعية مسكينة بالسماح لأمريكا وإسرائيل باستغلال الشبان العرب بين جبهات القتال”.
 
وأضاف “إنهم يحتلونكم من الداخل، فما فائدة حمايتكم لحدود العالم العربي؟! إنهم يزيلون قلوبكم وأكبادكم من أماكنها، بل إنهم يحاولون تدميركم، إن من يهددكم ليس تركيا، بل من تناصرون وتتحالفون معه، إنهم يحتلونكم، فما فائدة أن تنشروا قواتكم على الحدود!؟”.
 
وسأل قراغول “هل سنحصل على تأشيرة الحج من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل؟!”، مضيفا أنه “لو استمر الوضع بهذه الوتيرة سينتشر بين الناس قناعة مفادها أن المناطق المقدسة للإسلام تتعرض لتهديد، وهو ما سينتشر في العالم الإسلامي بأكمله لتظهر أمامنا مسألة مغايرة تماما”.
 
وتابع “هل سنشهد بعد فترة احتياج المسلمين لتصديق على تأشيرة الحج من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل؟ ما الذي يحدث؟ ألا تفكرون في حجم الزلزال الذي سيتسبب به هذا الوضع”.
 
وشدد “إنكم ستتحملون المسؤولية كاملة عن جميع الأعمال القذرة التي شهدتها المنطقة، وسيعتبر العالم أنكم زعماء تنظيمات إرهابية مثل PKK وPYD، وسيتهمكم بتمويل الإرهاب واستغلاله ضد تركيا”.
 
وأضاف “ماذا تفعلون على حدود تركيا؟ هل أنتم في حالة حرب مع هذا البلد؟ مَن ستحمون ضد مَن؟ وضد مَن تنفذون الهجمات؟ هل تعتقدون أننا لا ندري أن هذا ليس له أدنى علاقة بإيران؟ ألا تدركون أن من يفرضون عليكم الحرب التركية – العربية يخططون لتدمير المنطقة بأكملها؟ نعلم أنكم تدركون ذلك، لكنكم بالرغم من ذلك تقودون مخطط احتلال أجنبي”.
 
وشدد أنكم “ستفضحون”، قائلا “يا بن سلمان وبن زايد، إنكما ضمن لعبة قذرة للغاية، لقد فطن الجميع إلى أن أعداءنا سيدمرون المنطقة بأيديكما، لتعلنان كعدوين للمنطقة، لو كنت تريدون السلام وسترسلون جنودكم، أرسلوهم إلى قطاع غزة أو إلى الضفة الغربية، دافعوا عن فلسطين وشعبها، هل أنتم قادرون على ذلك؟”.
 
وختم قراغول قائلا “افعلوا ما يحلو لكم، لكن إياكم أن تأتوا إلى حزام الإرهاب، إياكم أن تقفوا أمام تركيا، إياكم أن تصبحوا زعماء لتنظيم PYD/PKK، إياكم أن تعتقدوا أنكم ستقدرون على مواجهة تركيا عسكريا بفضل شركات الجنود المرتزقة الأمريكيين أو هذا القطيع من القتلة… لأنكم ستفضحون، اسمعوها منا”.
وكالة أنباء تركيا

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *