ستر المسلمين ومعونتهم وتفريج كربهم
عظيم ثواب من نفس عن مؤمن كربة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». رواه مسلم
– – – – – – –
قال رسول الله ﷺ : “مَن نَفَّس عَن مُؤمِنٍ كُربَةً مِن كُرَب الدُّنيا، نفَّس اللَّهُ عنه كُربَةً مِن كُرَب يَومِ القِيامَةِ، ومَن يَسَّرَ على مُعسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَليه في الدُّنيَا والآخِرةِ، ومَن سَتَرَ مُسلِمًا سَترهُ اللَّهُ في الدنيا والآخِرَةِ، واللَّهُ فِي عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَونِ أخِيهِ”. [رواه مسلم].
المعنى: في هذا الحديثِ حضٌّ وتشجيعٌ من النّبيِّ ﷺ على ثلاثةِ أفعالٍ هي من أعظمِ خصالِ الخير، مع إشارةٍ منه ﷺ إلى أنّ اللهَ تعالى قد جعلَ الجزاءَ من جنسِ العمل.
فَمن أزالَ عن أخيه المسلمِ كربةً تُضيّقُ عليه معاشَهُ، أو تنغّصُ عليه حياتَه، أو تجعلُه مهموماً مغموماً كافأهُ الله على ذلك بإزالةِ كربةٍ عنه من كُربِ يومِ القيامةِ التي تجعلُ الوِلدانَ شيبا، وهذا الجزاءُ وإن كانَ من جنسِ العمل لكنّه لا شكَّ أعظمُ منه بكثيرٍ، فما الذي تساويه كربةُ الدّنيا التي أزَلتها عن أخيكَ -مهما عَظُمَت- في مقابلِ كُرَبِ يومِ الأهوالِ العظامِ، حيثُ دعاءُ الرّسلِ يكون: “ربّ سلّم سلّم”
ومَن سترَ أخاهُ المسلمَ ستراً حِسِّيًّا بثوبٍ يسترُ بدنَه، أو ستراً معنويّا بكتمانِ عيبِهِ وعدمِ إشاعةِ ذنبهِ الذي يُخفيهُ عن أعينِ الخلقِ، مع نصحِهِ وإعانتِه على التّخلُّصِ منه، فإنّ الله يجزيهِ بالسّتر عليه في الدّنيا، فيَحميه من الفضيحةِ أمامَ الأهلِ والأصحاب، وبالسّترِ الأعظمِ يومَ القيامةِ فيَحميه من الفضيحةِ الكبرى على رؤوسِ الأَشهاد.
ومَن مَشى ليُعينَ أخاهُ المسلمَ في أمرٍ حسّيّ أو معنويٍّ، فإنّ الله يتكفّلُ بعونِهِ ما دام على ذلك.. وَشتّانَ شتّانَ بينَ عونِكَ أنتَ أيّها العبدُ الضعيفِ لأخيك وبينَ ما يجلبُهُ ذلك من عونِ اللهِ لكَ وهو الرّزّاقُ ذو القوّةِ المتين.
طريقةٌ مقترحةٌ للتّطبيق:
أخي وأختي: هذه الخصالُ لا يعجزُ واحدٌ فينا عن واحدةٍ منها على الأقلّ، فلنجاهِد أنفسَنا على أن نجعلَ ذلك عادةً لنا وطبعًا فينا، وما نال المسلمين من كربةٍ مؤخرا الأصل أن يستنهض هممن جميعًا للتفريج عن إخواننا ما حل بهم، وليكُن طمَعُنا في ذلكَ مكافأةَ الله لنا لا ثناءَ النّاسِ علينا…
ولا أنسى التذكير بخَصلة السّترِ على المسلمين، فإنّي رأيتُ أكثرَ النّاسِ اليومَ يعملونَ بنقيضِها عافاني الله وإيّاكم.