خلا لك الجو فبِيضي واصفري

التوعية السياسية - خلا لك الجو

▫من الآثار المَرئيّة لهجرة الأدمغة وخلوّ البلاد من العقول الذكية: نموُّ شعور التميّز عند بعض المتصدرين، إذ إنه يلتفت يمنة ويسرة؛ فلا يجد من يقارب منزلته ولا من يتساوق مع علمه وفكره، ومهما حاول المرء كبْتَ هذا الشعور ودسِّه في تراب أحاسيسه، فلا بدّ أن تظهر منابتُه على فلَتات اللسان وفي لحظات الامتنان.

▫وهذا الاحساس بالفرادة والنُّدرة؛ إنْ بسَطَ سيطرته على جنَبات القلب والعقل؛ فهو المهلكة التي لا منجاة منها، إذ قد جمع هذا المنتشي بين الغرور والزهو، والغباء وضعف النظر،
إذ إن التفات الناس إليه واختياره لجملة من المناصب والمهامّ = ما كان ليكون لولا الضرورة الملجئة وفقدان البديل وبُعد المنافس.

▫وحال هذا يشبه ذاك الذي يعقد الولائم فرحًا بنيله المركز الأول في مسابقة يتيمة المنافسة ووحيدة المشاركة، فيصدُق عليه شِعرُ مَن وصفَ بطلَ اللسان جبانَ الجَنان:

وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ
طلب الطعنَ وحدَه والنِّزالا

0

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *