أستهجن جدًا تنكُّرَ بعض الأفاضل لأيام الوصال وزمن الودّ لمجرّد تباينٍ في الأنظار أو تمايزٍ في الأراء.
فلم يعُد خافيًا على نابهٍ فَطِن انحدارُ خُلُق الوفاء في جنَبات نفوس الكثيرين، مما يشعرك بغربة خُلقية حادّة؛ تسكن ضلوعنا ونرتشف لهيبها.
ولست أُحسِنُ إلى الآن فهمَ ذاك الجفاء الذي انطوت عليه قلوب البعض من أخوة وأصحاب لهم عركتهم مدلهماتٌ مشتركة وجمعتهم أفراح واحدة.
كيف لشريف الطبع نبيل الخُلق أن يقوى على مقاساة حرارة مثل هذه الطباع، أليس الحُرّ مَن راعى وِداد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة؟!