القضية الكردية في سورية إلى أين؟

جبهة العمل الوطني لكرد سورية

بيان إلى الرأي العام إلى أين يريدون الذهاب بالقضية الكردية في سورية؟

تتسارع الأحداث في المناطق الكردية في سورية بوتيرة متصاعدة بهدف فرض أمر واقع معين مخيف مقلق للداخل السوري وللإقليم، لتصبح القضية الكردية في سورية مفتوحة على كل الاحتمالات.

فمن استخدام الإرهاب والعنف المفرط في عامودا وقمع الأصوات الحرة الوطنية المتعاطفة مع الثورة فيها بقوة السلاح، تنسيقيات وأحزاباً، وقمع المظاهرة النسائية في عفرين بوحشية وبعيداً عن أخلاق الكرد، تلك المظاهرة السلمية المطالبة بحليب الأطفال والخبز والحرية، والتسبب نتيجة سياسات خرقاء غير مسؤولة بحصار خانق على عفرين، والإعلان من طرف واحد عن تشكيل حكومة كردية، والعمل على تنظيم انتخابات لتشكيل برلمان ووضع دستور للمناطق الكردية في سورية، الأمر الذي يوحي باستقلال هذه المناطق عن سورية، لا يفيد معها إطلاق عبارات مخدرة لتطمين شركائنا في الوطن، من قبيل أن هذا الأمر مؤقت.. “وبمجرد ان يكون هناك اتفاق شامل ضمن سوريا في المستقبل عندها يمكن ان نضع حدا لهذه الادارة”.

إننا في جبهة العمل الوطني لكرد سورية ننظر إلى هذه التطورات على أنها ضد مصلحة شعبنا الكردي في سورية؛ ذلك أن الثورة السورية التي انطلقت قبل ثمانية وعشرين شهراً كانت بهدف تحقيق الحرية والكرامة للمواطن السوري، وهو ما لانجده في المناطق الكردية السورية في ظل جهات فرضت أمراً واقعاً بقوة السلاح، دون النظر إلى الإرادة الشعبية ومآلات الأمور، الأمر الذي ينذر بثورة شعبية لا تبقي ولا تذر، وتذهب بالدكتاتورية والطغيان وخدمة أجندات مشبوهة إلى قعر سحيق.

وإننا ننظر إلى خطوة تشكيل حكومة محلية للمناطق الكردية على أنها تأجيج للصراعات الداخلية بين مكونات الشعب السوري، وإثارة لحفيظة شركائنا في الوطن تجاه نوايا ممثلي الشعب الكردي بحق أو بباطل، ورمي لمئات آلاف الكرد السوريين في المدن السورية الكبرى لمصير مجهول وظلمة حالكة، وإثارة لشكوك حكومات إقليمية تجاه الخطوة الكردية هذه، الأمر الذي يعقّد المشهد الكردي والسوري أكثر، ويهدد بتدخلات خارجية، ويطيل من عمر النظام الأسدي، ويحرف بوصلة الثورة والثوار، ويشجّع مكونات أخرى في سورية على الإقدام على خطوات مماثلة، مما يهدد وحدة الوطن ويعمل على تشظّيه، ويسنّ سنّة سيئة يتحمل وزرها أولئك الذين بادروا لفرضها على الأرض أول مرة، ولو كانت نوايا تلك الجهات سليمة تنطلق من اعتبارات وطنية وقومية وإقليمية حقيقية لسمّت تلك الخطوة باسم لا تثير حفيظة شركائنا، كما فعلت محافظات سورية كثيرة محررة من ربقة نظام أسد، كما أن إدارة منطقة جغرافية لا تحتاج إلى دستور وعلم يفرضهما حزب، بعيداً عن إرادة شعبية حقيقية، وفي ظل أوضاع تنعدم فيها حرية القول والعمل والرأي والتعبير!!

لكل ذلك فإننا نرفض هذه الخطوة رفضاً مطلقاً، ونطالب بإلغائها قبل فوات الأوان، لأن تبعاتها لا تقتصر على هؤلاء المغامرين، بل تتعداهم إلى كل كردي سوري.

إننا في جبهة العمل الوطني لكرد سورية، ومن منطلق حرصنا على الوطن والشعب، وعلى مكتسبات الثورة واستمرارها بزخم متصاعد، ندعو أبناء شعبنا الكردي والسوري إلى تغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة، وإلى التكاتف ووحدة المواقف والرؤى، وامتلاك النظرة الثاقبة وتريتب الأولويات، والنظر إلى مآلات الأمور بروح المسؤولية. كما ندعو إلى الاستفادة من عبر التاريخ ومصائر الطغاة والمستبدين، فالعاقل من اتعظ بغيره والأحمق من اتعظ بنفسه، وأشد حمقاً من لم يتعظ بغيره ولا بنفسه.

وصدق الله العظيم القائل:

((ولقد كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (106).))سورة الأنبياء.

جبهة العمل الوطني لكرد سورية
12رمضان1434هـ
20/7/2013م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *