العدو الحقيقي والعدو المصطنَع

التوعية السياسية - العدو الحقيقي والمصطنع

عندما يكون للدولة الماكرة أعداءٌ كُثُرٌ تلجأ لصناعة عدو جديد ترسمه رسماً، وتجعله يضربها تكتيكيا لكنه يحقق لها أهدافها الاسترتيجية، ففي تاريخنا المعاصر أمثلة عديدة لأعداء تم تصنيعهم لتحقيق الأهداف الكبيرة.

ومن أظهر الأمثلة على ذلك:

❌ صنعت أمريكا عدواً لها في الشرق الأوسط هو #إيران.
❌ صنعت إسرائيل عدوا لها هو #حزب_الله.
❌أمريكا وإسرائيل والغرب صنعوا #النظام_السوري الحالي ليكون عدوا اصطناعيا لهم في المنطقة.
❌صنع النظام السوري عدواً له هو داعش وأخواتها.

⚠️ *فما هي صفات العدو المُصْطَنَع؟ وكيف نعرفه؟*

1⃣ العدو المُصْطَنَع متأخر الولادة عن العدو الحقيقي: لأن الدولة الماكرة قبل أن يكون لها أعداء لا تحتاج للعدو المصطنع،
وعندما يُنشب الأعداء أظافرهم فيها ويؤلمونها وتخشى الهلاك تشرع في صناعة هذا العدو.

2⃣ العدو المُصطنَع يجب أن يكون مُزاوداً منافقاً يهتمُّ بالشعارات البراقة التي تجذب الغوغاء والعاطفيين، بدءاً من اختيار اسمه (الجمهورية الإسلامية، حزب الله، الدولة الإسلامية ….. )
ومن ثَمّ اختيار رايته التي يسعى لجعلها براقة جذابة للغوغاء والجهلاء فيكتب عليها عبارات تثير عواطفهم مثل العبارات الدينية كالشهادتين ونحوهما علماً أن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مكتوباً عليها الشهادتان ولا غيرهما ولم يرد ذلك إلا في حديث ذو سند واهٍ كما نص ابن حجر في الفتح ورواه أبو الشيخ ابن حيان وبنفس السند أخرجه الطبراني وعليه فكتابة الشهادتين على راية بدعة سيئة ناهيك عن جعلها أساساً من أساسات الدين وأصلاً من اصوله تنتهك لأجله الدماء والحرمات.
ومن ثم إطلاق الشعارات المعادية للدولة الصانعة (الموت لأمريكا، سنحرر الاقصى، عليكم بالرافضة…. )
ثم إدخال الشعارات المعادية للخونة والفاسدين الموجودين بين صفوف الأعداء الحقيقيين ووصفهم بأنهم عملاء ( رجعيون صحوات مرتدون …. )
وانتهاء بالشعارات التي تبرر فشل العدو المصطنع وترمي بالتهمة على الأعداء الحقيقيين الذين دمرهم هذا العدو الصناعي (مؤامرة كونية، أمر دبر بليل ، ينتهكون أعراض العفيفات، يحاربون المجاهدين ويشغلون المرابطين ).

3⃣ العدو المُصْطَنَع يجب أن يكون قوياً أو يجب إظهاره على أنه قوي فيضرب الدولة الصانعة له ضرباً مبرحاً متفقاً عليه ويحقق عليها انتصاراتٍ كبيرةً لكنها وهمية تمثيلية حتى ينالَ ثقة الأعداء الحقيقيين، فيقرن الشعارات بالانتصارات
📌 مثل الانتصارات الوهمية لحزب اللات على إسرائيل وانتصارات الدواعش الوهمية على النظام)
ويجب أن يكون قويا ليستطيع القضاء على الأعداء الحقيقيين الأكبر منه سنا وهذا هو الهدف من صناعة العدو (تحرير المحرر).
📌الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان هدف صناعتها القضاء على نظام صدام حسين وإضعافه نيابة عن أمريكا فلما عجزت تدخلت أمريكا مباشرة.
📌كان الهدف من تصنيع (حزب الله اللبناني) القضاء على الفصائل الفلسطينية التي لجأ أغلبها إلى لبنان.
📌داعش وأخواتها لا همَّ لها سوى القضاء على الفصائل الثائرة على النظام السوري وخوفا من افتضاح أمرها استخدمت فتوى تقول إن قتال المرتدين مقدم على قتال الكافرين وأسقطت حكم الردة على كل من لا يسير في فلكها وبرنامجها الذي وضعت له.

4⃣ العدو المُصطنَع يجب أن يكون مُنظّماً، مُوحّدَ الرؤية، يتّسم بالطاعة العمياء، وكل من يغرد خارج السرب فيجب أن تتم تصفيته على أنه خائن تم اكتشاف عمالته.

5⃣ نظام العدو المُصطنَع نظام قمعي، استبدادي، وحشي (إيران داعش مخابرات حافظ الأسد ) لا يرحم من يناوئه، ويحارب الفكر والتفكير، والإبصار والتبصير، لأنه إذا افتضح أمره واكتشفت هويته زالت حاضنته، وضعفت شوكته، ومات هو وصانعه.

6⃣ اهتمام العدو المُصطنَع بالإعلام، لأن عداءه وهمي مصطنع، فيجب تثبيت العداء المزعوم من خلال الإعلام القوي الذي لا ينفك صباح مساء عن العواء على صانعه الذي وهبه وسائل الإعلام وأدواته، ولنذكر آلات التصوير الدقيقة التي مُنحت لداعش، وأبواق إيران في المنطقة ( عبد الباري عطوان بوق لكل الأعداء المصطنعين لأمريكا حالياً رغم عدائهم الظاهري لبعضهم).

7⃣ العدو المُصطَنَع غنيٌّ ذو اقتصاد قوي، فمن لا يبايعه بالقوة ولا بالإقناع يبايعه أو يواليه من أجل الشهوة وحب المال،
فإيران والنظام السوري وداعش وأخواتها تعطي بسخاء كل من يبايعها وتجود على من يواليها وينافح عنها.

8⃣والصفة الأبرز للعدو المصطنع والتي بها نستطيع أن نكتشفه مبكراً أنه مجهول النسب، مجهول الأصل، غامض التفكير لا يمكن التنبؤ بقراراته.
وعلى سبيل المثال لا الحصر:
البغدادي زعيم داعش لم يكن أحد يعلم به ولا عن نسبه ولا علمه، وفجأة ظهر على الساحة كزعيم لأقوى تنظيم (إسلامي) في القرن الحادي والعشرين.

🎭 حافظ الأسد مجهول الهوية ويرجح أن أسرته قدمت من إيران ذات القوميات والأديان المتعددة والله أعلم هو من أيها.
🎭 والسيستاني الذي تم إظهاره وتلميعه مع احتلال القوات الأمريكية للعراق.

أما قادة الفصائل الأخرى (أعداء النظام النصيري الحقيقيون) التي تضم أوائل الثوار فهم ورغم اتهامهم بكثير من المنكرات أو الأخطاء إلا أنهم معلومو الأصل والنسب، تاريخهم منذ صغرهم معروف، تستطيع ان تعرف والديهم وإخوتهم وأبناءهم ذكورا ونساء فهم حتى على فرض أنهم رضوا بالخيانة لكن يخشون على سمعة عائلاتهم ومصير أقربائهم وأصدقائهم، أما المجهولون فليس لديهم ما يخشون عليه.

⚠️ وأخيراً فالدولة الصانعة قد تصنع أكثر من عدو، لكل منهم هدفه واستراتيجيته، وقد تثير النزاعات والحروب بين الأعداء الصناعيين، وعندما تحين الفرصة توحدهم بشكل غير متوقع لمحاربة العدو الحقيقي ولمحاربة ما يسمى نفاقا بالإرهاب.
ومثال على ذلك حكومة المالكي في العراق وحكومة الأسد في سوريا، كلاهما عدو مصطنع للنظام الأمريكي، كانا على عداء ظاهر قبيل الثورة السورية بناء على إيعاز المصنع الامريكي بهدف إلهاء الراي العام عن عمالة هذين النظامين لأمريكا وإسرائيل، وما إن اندلعت الثورة السورية حتى توحد العدوان، وعادا لحقيقتهما

☝️ هذه الصفات تجعل اكتشاف هذا العدو صعبا ولا سيما أنه مقرون بانتصارات زائفة متفق عليها بين العدو الصانع والعدو المصطنع وهناك إعلام قوي يحجب الرؤية ويشتت الأهداف فتضيع البوصلة، وينحرف المسار، وتخرس الأصوات تارة بالقوة وتارة بالإقناع،
ولهذا كثيراً ما يتأخر اكتشاف هذا العدو المصطنع حتى فوات الأوان،
لكن إذا تم اكتشافه مبكراً فإنه يهلك هو وصانعه ويزول بشكل خارج عن التصور والحسبان.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 2 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *