فتنة الألقاب

زاد الدعاة - فتنة الألقاب

🔸ما زلتُ أتعجب ممن يرتضي أن يسبَق اسمُه بوابلٍ من الألقاب السامقة وسيلٍ من الأوصاف العالية!!

🔸استفزّني جدًّا – اليوم – وأنا أطالع كتابًا لأحد المعاصرين، قُرِن اسمه على غلاف الكتاب بوصف “حامل لواء السُّنّة المحدِّث العلامة”!!
والكتاب محشو بكل رديء، منزّه عن كل حَسَن!
هل اطلع مؤلف الكتاب على هذا السُّخف؟
فكيف صمت ورضي به؟!
أم تولى نفرٌ من المفتونين بالشيخ مهمة إسداء هذه الألقاب على سماحته على حين غفلة منه؟!.

🔸نقل أحد تلامذة الشيخ ابن عثيمين أن الشيخ رحمه الله أوقف مرة تسجيل البرنامج الشهير “نور على الدرب”؛ لأن المذيع قال في مستهل اللقاء:
“نرحب بالعلامة..”،
فقال له الشيخ ابن عثيمين:
“أعِدْ التسجيل ولا تقلها”.
موقف يستدعي التأمل!!

🔸وقد وقفتُ على كلام نفيس للأستاذ الكبير محمد كرد علي في كتابه “القديم والحديث” يتناول هذا الشأن، أنقل بعضًا منه لنفاسته، قال:
“والتغالي في الألقاب من جملة تعلُّق الأمة – بل من يُطلَق عليهم: الخاصّة منها – بالقشور دون اللُّباب.
وما أجدرهم أن يتخلَّوا عن هذه الألقاب..
وأن يذكروا الأسماء مجرَّدة كما هو اصطلاح الأمم الراقية…
بل كما كان اصطلاح أجدادنا العرب صدرَ الإسلام.
والجديرون بالوصف تنمُّ أوصافهم عنهم، من مثل: التعليم زمنًا، وتخريج طلبة راقين، أو الإجادة في التأليف..”.

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *